أكثر من 200 عون أمن في خدمة المواطن الساعة كانت تشير إلى الرابعة و نصف مساءا ، عندما دخلنا مقر الأمن بدائرة القليعة رفقة بعض الزملاء لمرافقتهم في عملية المداهمة ، وقد كانت جميع العناصر مجندة لهذه العملية ، بعدما نسقت أعوان الأمن بالقليعة عملها مع العديد من فرق الشرطة و التدخل السريع، لكل من بواسماعيل ،أحمر العين، فوكة ، تيبازة ، سيدي راشد ، حطاطبة و سيدي أعمر، حيث قدر عددهم بأكثر من 200 شرطي من مختلف الرتب ، و بعد وضع خطة محكمة من طرف " مصباحي الحاج" رئيس فرقة الشرطة القضائية لأمن دائرة القليعة ، و تعيين النقاط السوداء و مراكز المراقبة رفقة بعض من عناصر الشرطة ، و تجهيز العتاد لأي طارئ قد يحدث ، انقسموا إلى مجموعات صغيرة و توزعوا عبر كل أرجاء الدائرة . أوكار الجريمة والنقاط السوداء .. أولويات التفتيش لعناصر الأمن و بعد دراسة الخطة وتوزيع فرق الشرطة وتحديد المهام ، انطلقت العملية في حدود الساعة السادسة مساءا ، فكانت أول وجهة لنا رفقة أعوان الشرطة إلى حي بن عزوز المعروف بانتشار الجرائم، بسبب أزقته الضيقة التي تشبه أزقة القصبة ، أين قامت بعض العناصر بتفقد و تفتيش بعض الشباب المشتبه فيهم، و ذلك من خلال معرفة هويتهم و تفتيش المركبات التي كانوا على متنها ، من سيارات نفعية ، سياحية ، و دراجات نارية ، حيث لم تسفر العملية على أي نتيجة . تنقلنا بعدها إلى كل من حي طامبوروف و طريق المقبرة مرورا بحي 350 مسكن ، طريق الجزائر ، ليستقر بنا الأمر في طريق فوكة المعروف بكثافته من حيث الناس والمركبات ، أين وضع حاجز أمني مراقبة، من أجل تفتيش بعض المركبات ، خاصة الدراجات النارية التي أصبحت في الأشهر الأخيرة من أنجع الوسائل التي تستعمل أثناء عملية السرقة و الهرب . الدراجات النارية .. آخر ظاهرة لعمليات السرقة و الاعتداء مسيرتنا مع أعوان الشرطة لا تزال متواصلة ، و مسلسل التفتيش مستمر ، فكل شخص مشتبه فيه إلا و قاموا بتوقيفه كمراقبة روتينية ، غير أنه في جميع الأحوال كانت النتائج سلبية ، ماعدا حجز دراجة نارية كان يسير بها صاحبها بدون وثائق و رخصة، إضافة إلى توقيف بعض الشباب الذي لم تتوفر لديهم بطاقة الهوية ، وقد ركز التفتيش في جميع الأحوال على مراقبة الدراجات النارية التي أصبحت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة في عمليات السرقة و الاعتداء ، يضيف "محمد مقدم" عميد الشرطة بأمن دائرة القليعة ، أن السبب في ذلك راجع إلى حجمها الصغير و إمكانية دخولها إلى بعض الشوارع التي يستحيل على أصحاب المركبات دخولها، كما أنها وسيلة سريعة في عملية السطو على الأشخاص و الممتلكات ، إضافة إلى نقل الممنوعات، و لهذه الأسباب برمجت عناصر الأمن عملياتها الخاصة للتحقيق فيها . الثامنة ليلا .. نهاية المهمّة بتوقيف أكثر من 20 شخص من طريق فوكة انتقلنا إلى الحي الأولمبي المعروف بالاعتداءات من قبل بعض الشباب ، من بينهم المدعو "شارلوا" الذي كان يتزعم المنطقة كونه يقطن بالقرب منها ، حيث تجوّلنا في أرجاء الحي الذي كان مظلما عن آخره بسبب غياب الإنارة، و هي من بين الأسباب التي زادت من حدّة الجريمة في عين المكان ، يضيف أحد ضحايا المتهم شارلو بالقول أن غياب الإنارة العمومية ضاعف من انتشار الجريمة و المجرمين ، كونهم يستغلون ظلام الليل الدامس للإيقاع بهم و الاستيلاء على ممتلكاتهم ، مثلما حدث له أثناء تعرّضه إلى محاولة السرقة بالتهديد ، مطالبا في الوقت نفسه بتزويد المنطقة بالكهرباء . و بعد مضي قرابة الساعتين من العمل عدنا إلى مقر الأمن قصد معرفة نتائج المداهمة ، و التي أسفرت عن توقيف 28 شخص من أجل التحقيق في هويتهم ، و حجز دراجتين ناريتين بدون رخصة ، إضافة إلى تسجيل مخالفة لسائق كان يستعمل الهاتف النقال أثناء السياقة ، و يؤكد "محمد مقدم " : أن عملية المداهمة جاءت بناءا على تعليمات القيادة في إطار محاربة الجريمة الحضرية ، على غرار جريمة الاعتداء على الأشخاص و الممتلكات . الجدير بالذكر أنه و منذ حلول السنة الجديدة ، تم توقيف عدة أشخاص و تقديم عشرين شخصا إلى النيابة العامة، أين تمّ إيداعهم الحبس المؤقت ، و كانت قضية توقيف شخص وحجز أزيد من 50 غرام من المخدرات ، و قضايا السرقة و ضرب الأصول و المشاجرة ، من بين القضايا التي عالجتها فرقة الشرطة لأمن دائرة القليعة .