مخدرات، اعتداءات، سرقات، واختطافات، هو الوجه الآخر لبعض مدننا التي عرفت على مر السنوات الماضية بالهدوء نظرا إلى طابع أسرها المحافظة، إلا أن سكيكدة وكغيرها من الولايات تشهد في السنوات الأخيرة تمردا على تقاليدها الإجتماعية بفعل سلوكات بعض المنحرفين، وكان آخرها تلك التي اهتز على وقعها ليس سكان الولاية فحسب، بل باقي الولايات، إثر إقدام 3 وحوش بشرية في ال10 ماي المنصرم من السنة الجارية، على ارتكاب جريمة قتل شنعاء راحت ضحيتها الفتاة ''ع.ف'' التي تبلغ من العمر 29 سنة. بعد الإعتداء عليها جنسيا وبالتداول والتنكيل بجثتها وحرقها كليا في منطقة ''فلفلة'' الغابية، قبل أن تتمكن عناصر الدرك الوطني من فك لغز الجريمة بعد 4 أيام من وقوعها، وتحديد هوية الجاني الرئيسي وشريكيه، من خلال 484 مكالمة هاتفية بين الضحية والقاتل المتزوج الأب ل 6 أطفال، وقد شهدت سكيكدة على مدار يومين كاملين مداهمة مشتركة بين أفراد الدرك الوطني والشرطة، ضد أوكار الجريمة والمجرمين عبر مختلف بلديات سكيكدة نظرا إلى ارتفاع نسبة الجرائم، وهو ما عايشته ''النهار'' من خلال مرافقتها لمجريات عملية المداهمة المشتركة بين الدرك والشرطة موجهين بذلك ضربة موجعة للمجرمين. 950 عون لمداهمة أوكار الجريمة والأماكن المشبوهة وسعيا منهما لتغطية كافة إقليم الولاية بصفة فعالة، جندت كل من مصالح الدرك الوطني للمجموعة الولائية بسكيكدة وبالتنسيق مع مصالح الأمن الولائي، فريق تدخل يتكون حسب المقدم ''بوسكة محفوظ'' من 950 عون أمن للتدخل، 160 مركبة، 28 دراجة نارية، جهازين للكشف عن المتفجرات، بالإضافة إلى حوامتين من السرب الجوي لسلاح الدرك 115، عبر7 قطاعات حساسة التي تعرف ارتفاع معدل الجريمة، حيث أكد ذات المتحدث بأن هذه المداهمات، تفرض الإلتزام بعامل السرية والسرعة والدقة في التنفيذ من أجل تحقيق فعالية في النتائج، التي من شأنها الحد من الجريمة في ولاية سكيكدة. بداية المداهمة.. حي ''الزفزاف'' الخطير كانت عقارب الساعة تشير إلى ال11 من منتصف النهار، عندما أعطى قائد العملية إشارة انطلاقها لتتوجه على إثرها قوات الأمن المشتركة على متن 88 مركبة و28 دراجة نارية، نحو الميدان وكلها عزم على توجيه ضربات مؤلمة لعصابات الإجرام، خاصة عبر الأحياء والمناطق المصنفة ضمن الخانة السوداء، والتي يغلب عليها الطابع الشعبي من سرقات واعتداءات على الأشخاص والممتلكات، وهو الأمر الذي يؤهلها لأن تكون واحدة من بين النقاط الخطيرة لدى المصالح الأمنية. » الزفزاف « حي شعبي كغيره من الأحياء الشعبية، إلا أن الإنتشار الواسع لمختلف الجرائم عبر أرجائه، دفع بأصحاب البذلة الخضراء والزرقاء إلى اختياره كنقطة أولى في خرجتهم الميدانية، بعد تطويق كافة منافذ ومخارج الحي، في محاولة منهم لسد طريق الفرار أمام المشتبه فيهم والمبحوث عنهم، حيث تمت مراقبة دقيقة لهوية عدد كبير من الشباب، الذين تم ضبطهم والتحقق من هويتهم، بالإضافة إلى تفتيش أزيد من 30 محلا لبيع الخردوات والقطع المستعملة للسيارات القادمة باستعمال الكلاب البوليسية المدربة، حيث ثم اكتشاف محل لبيع هذه القطع به كميات معتبرة من مادة ''النحاس'' مسروقة قدرت ب610 كيلوا غرام، وتوقيف شخصين كانا داخل المحل بصفتهما عاملان فيه، مع توجيه استدعاء رسمي لصاحب المحل من أجل الإجابة على أسئلة رجال الدرك، بخصوص تواجد كمية هامة من مادة ''النحاس'' داخل محله لبيع الخردوات. تفتيش محطات نقل المسافرين ومراقبة الطريق من حدود ولاية جيجل إلى سكيكدة. وكما عرفت ذات المداهمة المشتركة خلق أزيد من 40 نقطة مراقبة على امتداد مختلف الطرق الوطنية والولائية عبر بلديات سكيكدة، على غرار عزابة، الحروش، تمالوس والقل، سعيا من عناصر الدرك والشرطة للعثور على سيارات مسروقة أو أصحابها الذين هم محل بحث، حيث تم خلال هذه العملية مراقبة أزيد من 951 سيارة والتحقيق مع هوية أصحابها، ومكنت ذات العملية من استرجاع سيارتين بوثائق مزورة مما يعني أنها مسروقة من طرف شبكات مختصة في هذا النشاط الإجرامي. تعريف 2543 شخص وحجز أسلحة بيضاء وتوقيف ''صيني'' هذا ومكنت الخرجة الميدانية لقوات الأمن المشتركة والتي تدخل في إطار العمل اليومي والموسمي للمخطط الأزرق، في استراتيجية جديدة انتهجتها وزارة الدفاع والداخلية، للعمل المنسق الذي أثبت في العديد من المرات بأنه خيار جيد، كان له الأثر الإيجابي في القضاء على العديد من مظاهر والآفات الإجتماعية السلبية التي نخرت مجتمعاتنا في السنوات القلية الماضية، من تعريف 2543 شخص وتوقيف 74 آخر ممن صدرت في حقهم أوامر بالقبض والأحكام القضائية الغيابية، من بينهم أجنبي صيني مقيم بمدينة سكيكدة بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى حجز 8 أسلحة بيضاء من مختلف الأحجام والأصناف، وكذا غرامات من الكيف المعالج وبطاقتين للتعريف الوطنية سارية المفعول لشخص واحد، وحيازة صور خليعة وكمية معتبرة من المؤثرات المهلوسة. المقدم ''بوسكة محفوظ '' قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بسكيكدة ل ''النهار'': تفكيك شبكة وطنية للمتاجرة بالمخدرات وبلديتي الحروش وعزابة من بين النقاط السوداء كما عرج قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بولاية سكيكدة، في لقائه مع ''النهار''، على أن عناصره تمكنت خلال الستة أشهر الأخيرة من تفكيك شبكة وطنية مختصة في المتاجرة بالمخدرات، متكونة من 6 أشخاص من بينهم طالبة في شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة، يمتد نشاطها إلى ولايات خنشلة، سطيف، البويرة، وهران وتلمسان، كما أسفرت ذات العملية التي وصفت بالمهمة عن حجز 66 كيلواغراما من الكيف المعالج، على شكل صفائح مهيأة للبيع كانت ستسوق إلى بلدان جنوب أوروبا انطلاقا من ميناء سكيكدة، وأضاف ذات المتحدث في الأخير بأن عمليات المداهمة الفجائية لأوكار الجريمة بولاية سكيكدة ستمتد إلى ما بعد شهر رمضان من أجل توفير الأمن والطمأنينة للمواطن وممتلكاته، من خلال برنامج عمل دوري تكون نتائجه ايجابية للغاية.