تحمل جميع المحلات والأمكنة ذات الأنشطة التجارية أسماء مختلفة ، فكما يختار الأولياء إسما للمولود الجديد ، يختار مالك المحل إسما لمحله، و هو ما يوضع في الغالب على لافتة خارج المحل ، وتلعب هذه الأسماء دورا كبيرا في جلب الزبائن ، حيث أنها في الغالب ما تعبر عن نوعية النشاط وطبيعته ، وكثيرا ما يكون للإسم دلالة ومعنى، أو تقف من ورائه قصة ، حتى أننا نقرأ أحيانا أسماء ليست لها أية معاني ، قد تكون هزلية أو مقتبسة من قصص الكرتون أو مناطق معينة . أسماء البنات .. الأنسب لمحلات المجوهرات والأزياء يفضل العديد من التجار تسمية محلاتهم على بناتهم أو زوجاتهم ، وتناسب هذه التسميات كثيرا محلات عرض المجوهرات والملابس النسوية ، على غرار"مجوهرات سارة" أو "ملابس صبرينة" ، وبحديثنا مع "محمد" صاحب محل لبيع المجوهرات بدرارية ، الذي أطلق على محله إسم" مجوهرات الأميرة "شهرزاد" أكد أن سبب اختياره لهذا الاسم هو إضفاء معنى جوهري للمحل بصفته متخصص في بيع المجوهرات ، والأميرة شهرزاد هي شخصية تاريخية تم تناول حكاياتها في أفلام السينما والمسلسلات وأفلام الكرتون، ويفترض بالأميرة أن ترتدي أجمل مجوهرات زمانها ، ومن هنا جاءته الفكرة، و بالقرب منه يوجد محل لبيع أزياء النساء "أزياء نريمان"، وهو ملك لسيدة أكدت أنها فضلت أن تسميه على ابنتها، كما نقرأ أسماء خاصة بالفتيات على محلات الأكل الخفيف ، على غرار"بيتزيريا منال ونسرين" الكائنة بالأبيار ، وهو اسم لتوأم فضل والدهما أن يضعه على لافتة المحل كتعبير لحبه لهما، في حين نجد محلات بيع الأزياء الخاصة بالعرائس تسمى بها، ويطلق كثيرا عليها "أزياء لالة العروسة" ، ويكفي أن نقرأ التسمية حتى ندرك أنه محل متخصص في بيع أو خياطة جهاز العروس . الدلفين، حورية البحر، حصان البحر .. تسميات اقترنت بالشواطئ تتخذ العديد من المطاعم المتخصصة في تقديم المأكولات البحرية خاصة الموازية منها للشواطئ، أسماء غالبا ما تكون" حورية البحر" ، "مطعم الدلفين"، "حصان البحر" ، و بمجرد قراءة المارة للاسم يدركون فورا أنها مطاعم تقدم مأكولات بحرية ، وما على الراغبين في أكل وجبة حوت إلا حجز طاولة، ونجد هذه الأسماء بكثرة في المدن الموازية للشواطئ ، على غرار تيبازة و دواودة البحرية ، التي تشتهر بتقديم أطباق السمك، وحسب بعض المواطنين فإن هذه الأسماء تروق لهم ، ومناسبة تماما لنوعية ما تقدمه من أطباق . أسماء غريبة وأخرى بلا معنى كثيرا ما يلفت نظر المارة أسماء كتبت على لافتات المحلات ، وهي في الواقع غريبة أو غير مفهومة أو حتى مضحكة، ولكن بالنسبة لمالكي المحلات فلها معاني، لذلك اقتربنا من بعض هذه المحلات واستفسرنا عن الأسماء ومن بينها محل بباب الواد كتبت على لافتته " مواد غذائية "التبناج" ، وعن السبب وراء هذه التسمية أكد صاحب المحل أن كلمة "التبناج" عند الجزائريين تعني "الديسير" أو التحلية ، ويدخل في ضمنها المكسرات والحلويات و الشوكولاتة، وغيرها من المواد الإستهلاكية الإضافية التي لا تدخل في قائمة الأطعمة المغذية. .. و محلات بلافتات إشهارية من دون مقابل محل آخر في الشراقة فضل أن يكون اسم محله إعلان تجاري للفوتات النسائية المعروفة ، فتقرأ على محله العبارة التالية " أوان تعطيك الراحة والضمان" ، وهو أغرب اسم يمكن أن يقرأه المارة ، وبعد استفسارنا عن السبب ، صرح مالكه وهو شاب في العشرينات ، أنه يقوم بعملية إشهارية وترويجية للسلعة المذكورة في اللافتة ، رغم أن محله متخصص في بيع المواد التجميلية وليس "فوط النساء" ، وحسب إحدى السيدات التي سألناها عن رأيها في هذا الإسم الذي يخدش الحياء ، أكدت أن إعلانات فوط النساء باتت في جميع القنوات التلفزيونية ونشاهدها يوميا، وباتت أمرا عاديا، في حين استغربت إحدى الفتيات وأكدت أنه أغرب اسم سمعت به، كما يفضل العديد من التجار تسمية محلاتهم على المناطق التي ينحدرون منها ويودون التعريف بها ، حيث يقول تاجر مختص في بيع تشكيلة مختلفة لملابس النساء " أنا ابن منطقة القبائل وأحب كثيرا القرية التي ولدت وترعرعت بها، ولشدة تعلقي بها أردت أن أعبر عن مدى حبي لقريتي ، فأطلقت على محلي إسم "ميسلاين للملابس الجاهزة" ، وبالنسبة للكثيرين ممن لا يعرفون أنه اسم منطقة من مناطق القبائل ، سيستغربون للإسم ويفكرون في معناه، كما نلاحظ في العديد من المحلات التي تعبر عن انتماء أصحابها، مثل محل يوجد بزرالدة متخصص في تقديم الدوبارة البسكرية ، وعوض السفر لبسكرة من أجل التلذذ بطبق الحمص والفول المنقوع مع الطماطم والكثير من الفلفل الحار ، ما عليك إلا البحث عن مطعم "دوبارة بسكرة" بزرالدة. المساجد ودور تعليم القرآن تشتق أسماءها من قصص الإسلام لا تختلف الأسماء التي يتم إطلاقها على أماكن العبادة والدين، فهي عموما تشتق من أسماء الله الحسنى "على غرار مسجد "الرحمان" بالبليدة ، ومسجد "الهدى" "الفرقان" ، كما يطلق الكثير من علماء الزوايا ودور تعليم القرآن أسماء الشخصيات التي اشتهرت في الإسلام، وحتى أسماء الصحابة، فنجد كثيرا أسماء عمر بن الخطاب والأرقم، و زيد بن الحارث، وعلي، ومحمد وغيرها من الأسماء التي بمجرد قراءتها تدرك أنه مكان له علاقة بالعبادة . أسماء الشهداء والعلماء على الشوارع والمدارس غالبا ما تسمى المدارس والشوارع على الشهداء أو العلماء ، فأينما قرأت اسم مدرسة أو شارع، مباشرة يتبادر على الذهن أنه شخصية صنعت التاريخ أو تركت بصمتها في أحد العلوم ، فتقريبا جميع شوارع العاصمة تعود أسماؤها لشهداء ثورة التحرير ، على غرار "شارع ديدوش مراد" "العربي بن مهيدي" "زيغوت يوسف" كريم بلقاسم " حسيبة بن بوعلي" ، وهي خطوة لتخليد أسمائهم، وكثيرا ما نقرأ أسماء لا نعرف أصحابها، ولكنها تعود لعلماء ، على غرار" شارع الدكتور سعدان" أو "باستور" ، وحتى المدن والمناطق تعود تسمياتها لشخصيات غابرة ، على غرار مدينة "حسين داي" التي سميت على الداي حسين العثماني، الذي حكم الجزائر في فترة خضوعها للسلطة العثمانية .