عرف اليوم الثاني من الملتقى الدولي حول حياة وأعمال الكاتب الروائي الكبير كاتب ياسين "كاتب ياسين والحركة الوطنية " المنظم بقالمة من طرف جمعية ترقية السياحة والتنشيط الثقافي برمجة عدة محاضرات تصدرتها محاضرة أحد أبناء المنطقة قاضي محي الدين وهو كما عرف نفسه واحد من حفدة بني كبلوت القبيلة التي ينتمي إليها كاتب ياسين ،والذي عنون مداخلته " بني كبلوت والحركة الوطنية "،والذي أكد معرفته لياسين وقال بأنه لم يطأ واد الغرور إلا في سنة 1964 ، وقد جاء مع مرافق له على ظهر بغل، نصب في المكان خيمة وكان يؤلف كتبه داخل زاوية ومدرسة قرآنية، ويذكرمحي الدين أيضا أنه كان حاضرا عندما كان ياسين بصدد البحث عن عنوان لكتابه الجديد ،وقد كان يسير مع أحد" الكبالته " الذي توفي منذ سنتين والمسمى عمي المناصرية الهمامي الذي شارك في حرب الهند الصينية ، حيث كان الرجلان ياسين ومناصرية يسيران بالقرب من نهر مجردة (نهر الكبالته)، وكان الهمامي يلبس حذاء مطاطيا ،فسأله ما هذا يا رجل ، فأجاب الهمامي أنا رجل الحذاء المطاطي،فأعقب ياسين ، هذا هو عنوان كتابي الجديد "الرجل الحذاء المطاطي "،وفي معرض حديثه حول موضوع المحاضرة ،ارجع قاضي محي الدين وفود قبيلة كاتب ياسين من الأندلس بعد سقوط آخر إمارة " غرناطة " في 1492وقد سايرت التواجد العثماني بكل مراحله وكانت علاقاتها وطيدة مع باي الشرق فقد وقفت قبيلة بني كبلوت في وجه الاستعمار باتخاذها زاوية بني كبلوت منبرا في توعية الجماهير بغية التصدي والمواجهة وهو ما جعل الفرنسيين سنة 1852 يدمرون هذه الزاوية تدميرا كليا ويلحقون بالأهالي أضرارا بليغة مادية وبشرية ومعنوية ويصدرون أوامر مانعة لإعادة بنائها ولتدريس القرآن الكريم سر التسمية ولتسمية الأبناء باسم كبلوت وهذا حسب المؤخرين الفرنسيين في الحملة الشرسة التي قادها أحد جنرالات فرنسا بقسنطينة ،والذي شن حملة إبادة وصلت إلى الحدود التونيسية واعدم الاستعمار سبعة شيوخ المدرسة بثكنة قالمة وأحرقت جميع المواثيق والكتب .وعلى هذا الأساس كانت المقاومة الأولى التي تزعمها محمد الطاهر الكبلوتي خريج الزاوية وفر مع المقاومين إلى نواحي منطقة الحنانشة غرب سوق أهراس وقد توسعت دائرة الانتقام ضد السلطات الاستعمارية ،بعد حركة الصباحية ووجدت قبائل الحنانشة الفرصة سانحة للتعبير عن رفضها للاحتلال الفرنسي بانضمامها الجماعي ، وقد تزعمهم جماعة من الشيوخ كأحمد الصالح بن رزقي ،الفضيل بن رزقي ،وبانضمام محمد الكبلوتي أصبحت الانتفاضة في أوج قوتها ،ومست مناطق عديدة عرّضت مصالح الفرنسيين للخطر .قامت الانتفاضة بأول عمل عسكري تمثل في قتل أحد الضباط وإضرام النار في مزارع المعمرين بسوق أهراس وما جاورها مع قتل 9 من الكولون في 26 جوان 1871 ،وحوصرت المدينة المذكورة مدة ثلاثة أيام ، وقام محمد الكبلوتي بعدة معارك منها معركة عين سنور، وقد لجأ الجميع إلى تونس عندما تزايدت قوات الفرنسيين ، كما كان محمد الكبلوتي على اتصال مع ناصر بن شهرة وقد تم طرده نهائيا من الجزائر في 1875 مع بن شهرة ،وقد عاقبت فرنسا وأحالت الصبائحية والحنانشة ( الكبالتة) على المحاكم العسكرية ،وصل أقصاها إلى حد الإعدام نفذ ه الجنود الفرنسيين بالساحة العمومية بمدينة سوق أهراس ،وحكم على البعض بالأشغال الشاقة والنفي الى السجون الفرنسية البعيدة ، بالإضافة إلى مصادرة أملاك وأراضي قبائل الحنانشة والكبالتة ،كما أخذت بعض أسر المقاومين كرهائن إلى حين تسلينهم ، ناهيك عن حرق المنازل وتخريب الممتلكات ،وقد تساءل قاضي محي الدين عن تغييب رجل من هذا الطراز الذي كان تحت لوائه من 3 إلى 4 ألاف فارس في تبسةوسوق أهراسوقالمة إلى غاية ، لا يعرف ولا يدرس لا في المدارس الابتدائية ولا الثانويات أو الجامعة، ولا بد حسبه من إماطة اللثام عن هذه الشخصية المقاومة ، كما أبرز المحاضر ما تعرض له أبناء المنطقة خلال مجازر 8 ماي و الإعدامات الموالية في حق الرحالة الإثني عشر كانوا متواجدين في عين غرور ، وإعدام كاتب إبراهيم في قرية بلخير ووالدته ووالده ،وسجن ياسين وهو يبلغ 16 سنة في سطيف حيث غادر مقاعد الدراسة وهو لم يتجاوز بعد مستوى الرابعة متوسط ، وهي نقطة تحول تعد حاسمة في حياة الكاتب الكبير الذي عانق بعدها الكتابة الشعرية والكتابة النثرية والروائية، كما أشار في الأخير إلى مشاركة أبناء المنطقة خلال حرب التحرير المباركة وعدد من ساهم من أهل كاتب ياسين ومن الكبالتة في تحرير الوطن . عدة خليل