تقدم بلدية شعبة العامر الواقعة جنوب شرق ولاية بومرداس اليوم صورا بالجملة عن مظاهر إفلاس التنمية المحلية بها،اذ تعكسها الوضعية المتدهورة للطرقات و الإنارة العمومية و النظافة و التهيئة و شبكات الماء و الصرف الصحي و شكوى الشباب من البطالة و الفراغ. يتجاوز سكان بلدية شعبة العامر حاليا أكثر من 40 ألف نسمة،و يشكل هذا الرقم عبئا ثقيلا عليها،و يبدوا واضحا عليها العجز عن التحمل بالنظر إلى انعدام الأموال المخصصة لانجاز مختلف المشاريع التنموية التي ستعود بالفائدة على البلدية و قاطنيها على حد السواء و قد وصل عجز البلدية في سنوات مضت إلى أوجه ،حيث عجز حتى عن دفع أجور عمالها رغم جرعات الدعم المالي الذي تتلقاه من الولاية بانتظام.كما تتشكل البلدية من نسيج عمراني واسع يطبعه القدم و الفوضى خاصة في وسط المدينة و العديد من الأحياء التي تتلخص فيها كل مظاهر التخلف.و لا تكاد تخلو يوميات سكان البلدية التي تعتبر امتدادا لعاصمة الولاية بين اليوم و الأخر من مشكلة طارئة عادة ما تصطدم بصمت البلدية،التي و بالإضافة إلى قلة حيلتها بحكم ضعف الإمكانات،فقد فقدت كثيرا من حيويتها و قدرتها على الفعل الايجابي في ظل ما يسمع عنه الشارع من تصدع مجلسها. و تبدو المدينة في حالة متقدمة من التدهور في كل شيء،حيث تشتكي كل أحيائها من حصار القمامة و الردم و انعدام الإنارة. و تشترك كل الطرق و الأرصفة في التصدع و انعدام التهيئة و هي وضعية تفاقمت أكثر خلال السنتين الأخيرتين بسبب كثرة عمليات الحفر في كل مفصل،كما لم تستطع البلدية التخلص من زحف البناءات الفوضوية. و من جهة أخرى يعاني شباب بلدية شعبة العامر من البطالة و الفراغ و التهميش و بمرارة كبيرة عما تعاني منه بلديتهم من نقائص تنموية بالجملة،فإلى جانب شكواهم من ضبابية المستقبل في ظل أزمة السكن و انحصار فرص الرزق أمامهم،يلاحظون أن حتى الذين بادروا منهم إلى تفعيل مشاريع فلاحية صغيرة وجدوا أسباب فشلهم شبه مبرمجة بعد أن أرغمهم ضعف الإمكانات و غياب الدعم و عدم اهتمام المسؤولين بأوضاعهم على رفع الراية البيضاء و مغادرة الموقع ليكون مصيرهم العودة إلى تسيير الفراغ و الانضمام إلى طابور البطالين الذين يترددون بالعشرات يوميا على مكتب التشغيل أملا منهم في الظفر بفرصة عمل. و يرجع البعض ما تشهده البلدية من تدهور و نقص في كل شيء الى نتيجة تراكمات سنوات متلاحقة من العبث و التسيير يتحمل المسؤولية فيها كل من تعاقبوا على رأسها. لتبقى بلدية شعبة العامر بولاية بومرداس تجتر التخلف و تستنسخ السنوات دون أن يظهر عليها ما يؤثر إلى انتظار حدوث تغيير قريب في الاتجاه الايجابي.