هاءان مذبوحتان

إبراهيم وهارون..عصفورا قسنطينة اللذانِ تخبطا بأجنحة بلا ريش تحت خنجر الذبّاح..وعادا ممزقين في كيس وحقيبة..(يا قاتل الروح لوين تروح؟)
مسّحْ دم...وعكَ...كلنا محزونُ
والجرحُ إبراهيم أو هارونُ
شعر: محمد جربوعة
نظرَا لعينيْ قاتل الأرواحِ
وتأكّدا مِن نيةِ السفّاحِ
في لحظة التمزيقِ صاحا استرحما
وتوسّلا بالدمع للذبّاحِ
باسا يديهِ..تعانقا في رجفةٍ
كعباءتينِ بعاصف لرياحِ
ذكرا وجوه الأهل في بيتيهما
وتمنّيا الطيران مثل وشاحِ
خان الجناحُ وما لطفل ريشةٌ
طيّارةٌ مغروزة بجناحِ
في أول القطراتِ لاحت نظرةٌ
مسكونة بالرعبِ دون صياحِ
واهتز عرش اللهِ ..سالت دمعةٌ
يا حزةَ السكين في التفاحِ
للروح دهشتها بلحظة موتها
وتُرجُّ مثل الماء في الأقداحِ
سكنا..تعالت (شخرتان) ..تفتّحتْ
نوّارتانِ لنرجسٍ فوّاحِ
مرّا عليّ وسلّما وتنهّدا
وتغلغلا كالملح بين جراحي
متأدّبينِ كزهرتينِ على يدٍ
ومفسّرَينِ كهامشِ الشرّاحِ
يسترجعان ويسألان بلهفةٍ:
عن ثكلييْنِ قليلتيْ أفراحِ
الأربعاء 13 آذار – مارس 2013