حاول وفدان مستقلان من المغرب وتونس يشاركان في أشغال الدورة ال40 لمؤتمر العمل العربي، المنعقدة منذ أمس، في فندق الأوراسي بالعاصمة، التأثير على سير الأشغال بإثارة الفوضى داخل المؤتمر على خلفية نقل الطرح المغربي في معالجة قضية الصحراء الغربية، داخل جلسات الأشغال، مما أدى إلى توقفها. وذكرت مصادر من داخل القاعة أن الوفدين الذين أثارا الفوضى هما الوحيدان الذين لا ينتميان لأي جهة رسمية، على عكس جميع الوفود العربية الأخرى التي مثلتها وزارات العمل، حيث عمدت المغرب وتونس إيفاد نقابتين مستقلتين لتمثيلهما في المؤتمر المنعقد تحت لواء الجامعة العربية الأمر الذي يوحي إلى نوايا مبيتة من الطرفين لجر الأشغال خارج جدول أعمالها وإثارة الفوضى لإفشاله، سيما وأن قضية الصحراء الغربية تملك الأطر السياسية والدبلوماسية التي تتكفل بها. ولا يستبعد مراقبون أن تكون العملية حلقة من مسلسل تنسيق خفي بين المغرب وتونس للضغط على الجزائر من أجل التنازل عن مواقفها الثابتة إزاء قضية الصحراء الغربية، حيث سبق للرباط أن وظفت المؤتمر الاجتماعي العالمي الذي انعقد منذ أسابيع في تونس للترويج للطرح المغربي في القضية المذكورة وسعى وفدها إلى إثارة الحضور الجزائري إلى هناك بالإضافة إلى تركيزها على التجييش الإعلامي من اجل الإساءة للجزائر. وأضافت مصادرنا من داخل الأوراسي أن النقابتين المغربية والتونسية التين رفعتا شعار "الصحراء مغربية" حاولت إقناع بعض الوفود العربية الحاضرة بإثارة المشكلة الصحراوية وسحب الرعاية السامية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة للمؤتمر لفائدة شخصية قطرية. وللإشارة، فقد انطلقت أشغال الدورة الأربعين لمؤتمر العمل العربي بمشاركة وفود من 20 دولة عربية ممثلين لاطراف الانتاج الثلاثة (حكومة-نقابة-أرباب العمل). ويمتد هذا المؤتمر إلى غاية يوم 22 أفريل بحضور ما يقارب 600 مشارك من بينهم وزراء التشغيل والشؤون الاجتماعية في الوطن العربي وممثلين عن اتحادات ومنظمات عربية و دولية تعنى بمجال التشغيل وسوق العمل. وسيعكف المشاركون خلال هذا المؤتمر على اثراء مواضيع تتعلق بملفات اجتماعية واقتصادية مرتبطة بميدان التشغيل بحيث سيتم التركيز على ملف التأمين عن البطالة و مستقبل التشغيل على ضوء التغيرات الحاصلة في الوطن العربي. م.بوالوارت