كشف منسق وفد الشباب للصحراء الغربية، بعد عودته من مدينة بريتوريا بجنوب إفريقيا، أول أمس، أن المشاركة في المؤتمر كانت جد إيجابية ومكنت من تدويل أوسع للقضية الصحراوية كقضية تحررية عادلة على المستوى العالمي، إضافة إلى أن الحدث مكن من كسب المزيد من المتضامنين مع القضية· بالمقابل، أكد المتحدث أن تضامن العرب والدول العربية مع القضية ما زال يراوح مكانه، ولم يحرز أي تقدم، معتبرا نظرة العرب لأزمة الصحراء الغربية ''نظرة حياد سلبي''، حتى أن منسق الوفد المشارك في المؤتمر العالمي للشباب ''حمادة اسماعيلي'' أكد أن العديد من الدول العربية أو الوفود الممثلة تجهل قضية الصحراء الغربية، على غرار الوفد المصري، وحتى الوفد الفلسطيني كان سلبي المواقف رغم - يضيف المتحدث- أننا نتقاسم نفس المعاناة المتمثلة في طائلة الاحتلال الغاشم والسعي إلى تحقيق الحرية· وعن خلفية الصراع الذي وقع مع الوفد المغربي، أورد منسق وفد الصحراء الغربية تفاصيل الواقعة، حيث قال إن الوفد المغربي إلى جانب دخوله المتأخر في افتتاح فعاليات التظاهرة، دخل من تحت بوابة الوفدين الجزائري والصحراوي بنية افتعال المشاكل وهو ما دفع اللجنة المنظمة للمهرجان إلى إدانة تصرفاته التي وصفتها بغير المقبولة، بعد تصعيد الاستفزازات من طرفه ضد بعض الوفود المشاركة في المهرجان· وكان أعضاء من الوفد المغربي -يضيف منسق الفوج- مسلحين بالعصي والهراوات قد اعتدوا على أعضاء من الوفد الإسباني، إثر قيامه بنشر ملصقات ضد الاحتلال المغربي للصحراء الغربية ومواصلة انتهاكاته لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية· وقد انتشرت حالة القلق والارتباك في صفوف الوفد المغربي، خاصة بعد الإدانة الواسعة للاحتلال المغربي في هذا المحفل الدولي، ولهذا لجأ إلى كافة أشكال العنف والترهيب ضد كل من يدافع عن قضية الشعب الصحراوي، خاصة الدفاع عن حقوق الإنسان وإدانة الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، وهو ما ذهبت إليه كذلك منسقة شبيبة اليسار الإسباني الموحد أيستير لوبيث التي أكدت أن هدف الوفد المغربي هو التشويش على التضامن الدولي مع الشعب الصحراوي ومتابعة الحركة التضامنية، معلنة إدانتها لذلك الفعل، مضيفة نحن في شبيبة اليسار قمنا بتصوير وتحديد هوية الفاعلين· يذكر أن مؤتمر الشباب والطلبة في دورته السابع عشر عرف مشاركة 109 دولة وأزيد من 15 ألف شاب وشابة، وينعقد المهرجان تحت شعار وحدة الشباب من أجل سلم دائم· سفير الصحراء الغربيةبالجزائر إبراهيم غالي ل ''الجزائر نيوز'': سنة 2010 دوّلت القضية الصحراوية بعد عودة فوج الصحراء الغربية من المشاركة في فعاليات المؤتمر العالمي للشباب الذي جرى بجنوب إفريقيا، أكدوا أن المواقف التي لمسوها من معظم الوفود الممثلة للدول العربية جاءت مخيبة· ما تعليقكم على ذلك؟ الموقف العربي متذبذب ولا يزال يراوح مكانه، نحن نعمل على مستوى عالمي ونسعى إلى تدويل القضية الصحراوية في المحافل الدولية، عل وعسى نكسب مواقف تعطي دفعا حقيقيا للقضية الصحراوية ولحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره· يعني أن مساندة العرب غير مهمة بالنسبة إليكم، ومن تم ضغط الجامعة العربية على المغرب؟ لم نقل إن مساندة العرب غير مهمة لنا، غير أننا فقدنا الأمل فيهم، عدا بعض الدول التي تعد على أصابع اليد الواحدة، منها أساسا الجزائر، وإن أمكن إضافة سوريا والسودان، أما الباقي فلا يمكن أن ننتظر الشيء الكثير منهم· وهل تعتقد أن موقف الوفود هو بالدرجة الأولى تعبير عن موقف الحكومات؟ لا أعتقد ذلك، فمن خلال مشاركة وفد الصحراء الغربية التمسنا مساندة شعبية من بعض الوفود التي أظهرت مواقف متضامنة مع الاحتلال المغربي، على شاكلة فرنسا وإسبانيا، فقد وقف إلى جانبنا الوفد الإسباني وساندوا موقفنا، حتى أنهم قاموا بتعليق ملصقات مدعمة لعدالة القضية الصحراوية، كما أن الوفد الفرنسي كان كذلك متفهما· وماذا عن القادة العرب؟ القادة العرب لا يتكلمون إلا من منظور جامعة الدول العربية وبحكم انتماء المغرب إلى الجامعة العربية نتفهم بعض المواقف، فالجزائر موقفها واضح والسودان كذلك وسوريا نلمس مساندتها لحق الشعوب في تقرير مصيرها، أما ليبيا فمواقف الزعيم القذافي مرة هكذا ومرة هكذا، لا يثبت على موقف واحد· ما يمكنني قوله هو أن الشعب الصحراوي يترك الجامعة العربية والعرب للقضية الفلسطينية· انتهت مؤخرا المفاوضات الرابعة غير الرسمية بين الجانب المغربي والصحراويين دون نتيجة· ماذا بعد هذا؟ المسؤولية الكاملة لفشل جولات المفاوضات بين الطرفين الصحراوي والمغربي تقع على عاتق مجلس الأمن والأممالمتحدة، لأنها لم تمارس ضغطها على المغرب للالتزام بالشرعية الدولية· أما في المستقبل القريب فندعو الأممالمتحدة للتدخل حتى تكون المفاوضات مجدية وذات نتيجة ونتوصل إلى حل عادل· وماذا عن الخطوات المستقبلية لحشد الدعم وتبيان عدالة القضية الصحراوية؟ عملية التحسيس الدولي على مستوى أوروبا، إضافة إلى طرق كل بيت أمريكي، خاصة في أمريكا اللاتينية وآسيا وحتى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك يدخل، كما سبق وأن قلنا، في تحسيس الرأي العام العالمي بعدالة القضية الصحراوية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره· ونحن على مشارف نهاية سنة 2010، كيف كانت هذه السنة بالنسبة إلى القضية الصحراوية؟ سنة 2010 بمكاسبها وآلامها! فمن حيث المكاسب حققت القضية انتشارا غير مسبوق وخلفت ردود فعل منددة بالمغرب، إضافة إلى اطلاع الرأي العام العالمي على همجية وتعنت المغرب في قمع الصحراويين والقضية الصحراوية بمختلف الأساليب كان آخرها مجزرة أكديما وأحداث العيون التي يندى لها الجبين· أما آلامنا فهي مستمرة من خلال السياسة التي ينتهجها الاحتلال المغربي فوق الأراضي الصحراوية، إضافة إلى ما يتعرض له الصحراويون من قمع وتهميش·