كما كان متوقعا، فقد افتك المسرح الجهوي لمعسكر الجائزة الكبرى لمنافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته الثامنة، الذي شارك بمسرحية “"ذكرى الألزاس" للمخرج محمد فريمهدي، إذ منحت له الجائزة في حفل أحييته الأوركسترا السنفونية الوطنية سهرة أول أمس بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي في غياب وزيرة الثقافة و محافظ المهرجان. بعد عشرة أيام من المنافسة، جاء وقت الإعلان على الفائزين و منحهم الجوائز المستحقة، و هذه هي المهمة التي أوكلت إلى لجنة التحكيم لإختيار هؤلاء، و التي رأت في الممثل بوحجر بوشيش من المسرح الجهوي للعلمة أنه أحسن ممثل في هذه الطبعة ، وتوجت جميلة "الجميلات" ليديا لعريني، و ليندا سلام من المسرح الجهوي لعنابة بجائزة أحسن ممثلات عن دورهنّ في مسرحية "الجميلات"، فيما منحت جائزة أحسن إخراج لأحمد بن عيسى من المسرح الوطني الذي شارك بمسرحية "نجمة"، فيما خصت جائزتها إلى عرض "ما تبقى من الوقت" و هي عمل مشترك بين مسرح سيدي بلعباس و عين تموشنت. ومنحت جائزة أحسن سينوغرافيا، ليحي بن عمار من المسرح الجهوي لأم البواقي، في حين عادت جائزة أحسن موسيقى أصلية لعبد العزيز يوسف من المسرح الجهوي لبجاية، وتحصل على جائزة أحسن نص أصلي الدكتور أحمد حموي من المسرح الجهوي لسوق هراس الذي شارك بمسرحية "يقمر ويبان". وأما جائزة أحسن دور نسائي واعد فكان من نصيب الممثلة وهيبة بن علي لتقمصها دور زوجة متوحشة في مسرحية "أوديب" لتعاونية برج منايل، في حين عادت جائزة أحسن دور رجالي واعد إلى الممثل محمد الطاهر من المسرح الجهوي لأم البواقي عن مسرحية "أمسية في باريس". و من جملة الملاحظات التي قدمتها لجنة التحكيم أن العروض المقدمة في المنافسة و التي معظمها أنتجت للاحتفال بالخمسينة الاستقلال مجملها قدمت عروض سردية أظهرت سذاجة المستعمر و لكن غاب عنها الأهم و هو استنطاق التاريخ و الأفكار الذي كان من المفروض على المخرجين و خصوصا الكتاب الانتباه لها و الاهتمام بها أكثر، و فيما يتعلق بالتوصيات فقد أقرت اللجنة على ضرورة فسح المجال و إعطاء الفرص لفرق وطنية و تعاونيات أخرى لم يسبق لها المشاركة في المهرجان حتى يتفادى مشكل التكرار الذي أصبح يهدد مصداقية المهرجان، كما دعت اللجنة الكّتاب، خاصة الشباب منهم إلى تعميق إدراكهم بالبنية الدرامية و ابتعاد عن طابع السردي الذي هو عدوا لأي عمل إبداعي مسرحي، هذا إلى جانب اقتراحها إلى تنظيم ندوات بعد كل عرض حتى تتسنى للفرق المشركة معرفة مواقع قوتها و ضعفها لاستدراكها في الأعمال الأخرى،كما ترى اللجنة ضرورة تقليص عدد الفرق المشاركة إلى 10 فرق و ليس 17 كما جرت العادة، حتى يترك المجال للمنافسة الإبداعية الحقيقية و ليس كما هو حاصل الآن. لكن ما لم يكن متوقعا، أن يتدني مستوى التنظيم إلى ما شهدته هذه الطبعة التي غاب عنها محافظها و أعضاؤها طيلة أيام المهرجان، و التي قدمت فيها عروض لم تكن في المستوى المطلوب هذا بحكم المختصين، و أن اختيارها لم يتم على أسس ومعاير فنية بحتة، و هذا ما يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات منها:على أي أساس تم اختيار هذه العروض؟ و من المسؤول عن ذلك؟ ، و عن غياب وزيرة الثقافة هناك تساؤلات أخرى هل يؤكد هذا فعلا عدم رضاها عن مستوى العروض، أو على مستوى التنظيم الذي أضحى يتدني من طبعة إلى أخرى، أو يتعلق بالتكرار الذي أفقد المهرجان بريقه و قيمته و لتوضيح أن ما يستجد في هذا المهرجان هو عدد طبعاته فقط. نسرين أحمد زواوي