من بين ما يصاب به جسم الإنسان من سرطانات في جسمه، سرطان العظام، وهو، رغم ندرة حدوثه إلا أنه خطير كونه ينتشر بكثرة لدى الأطفال وله عدة أنواع هي، "الساركومة العظمية"، والتي تصيب أنسجة العظام النامية، "الساركومة الغضروفية"، والتي تصيب الغضروف، وأخيرا "ساركومة إيوينغ" والتي تنشأ في الأنسجة غير الناضجة لنخاع العظام. مصطفى لحسن يعاني في صمت مصطفى لحسن، ابن 13 سنة، يعاني رغم صغر سنه من سرطان العظام على مستوى الرجل، ولقد تم عرض حالته على العديد من الأطباء الجزائريين والذين أجمعوا على وجوب بتر ساقه، غير أن عدم ارتياح عائلة هذا الفتى المسكين لذلك الرأي الطبي جعلهم يبحثون عن حل أفضل رغم الأمل القليل الذي يمتلكونه فإن إيمانهم القوي بالله جعلهم يواصلون سؤال الأطباء داخل البلاد وخارجها، إلى أن وجدوا ضالتهم لدى احد الأطباء ببلد تونس الشقيق، والذي أخبرهم أنه عثر على حل يغنيهم عن بتر ساق الطفل والذي يتمثل في إجراء عملية حساسة ولكنها تشكل أملا في تحسن حالة مصطفى ناهيك عن أنها تنقذه من عيش ما تبقى من حياته معطوبا وكأن السرطان لا يكفيه ليتحمل عبأ الإعاقة. عائلة لحسن سرت لسماع هذا الخبر الذي قد بعث الأمل بشفاء ابنهم وفلذة كبدهم فيهم من جديد، غير أن الأمر الذي زاد من حسرتهم، هو عدم قدرتهم على تحمل أعباء العملية التي قدرت تكاليفها ب 22215 دينارا تونسيا، خاصة وأن كلا من أب مصطفى وأمه عاطلين عن العمل ولا أمل لهم إلا في رحمة الله ثم في عون المحسنين من عباده . لابد من الكشف المبكر للمرض ومن أجل أكثر تدقيق في الموضوع استشارت " الجزائر الجديدة " أحد الأطباء بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، الدكتور "قيطاري"، طبيب مقيم بقسم أمراض العظام بذات المستشفى. يقول الدكتور قيطاري، أن هناك عدة أنواع من السرطانات المتعلقة بالعظام، فمنها الخبيثة ومنها الحميدة، وتتفرع الخبيثة منها إلى أقسام أخرى، وذلك حسب مكان إصابة العظم وتكون درجة خطورتها حسب تموقعها كذلك، ويضيف ذات الطبيب قائلا "ويكون التداوي من هذه الأورام إما باستئصال الجهة المصابة واستبدالها ويتم أثناء الاستئصال، أخذ ما يسمى بهامش الأمان هي بإضافة 10 سم من كل جهة تحسبا لانتشار الورم فيها، هذا فيما يخص الأورام الأولية، وأما ما يتعلق بالأورام الثانوية والتي تنطلق من عضو ما في الجسم إلى العظم وهي تتمثل في 5 أورام، الغدة الدرقية، البروستاتة، الثدي، القولون والرئة". وعن انتشار سرطان العظام في الجزائر، يقول قيطاري "إن الأوسيوساركوم هي الأكثر انتشارا عند فئة الشباب وأما بالنسبة للأطفال فأكثر سرطانات العظم انتشارا في وسطهم هو ساركوم إيوينغ والذي يمس الحوض وهو أشدها فتكا، بالإضافة إلى أنواع أخرى كمرض كاهلر". وينصح الدكتور قيطاري الجميع بالكشف المبكر مباشرة عد الإحساس بالآلام الأولى والتي تكون خفيفة وقد يتمكن الأطباء من إنقاذ المريض في هذه المرحلة بعد إجراء راديو أولي يظهر صورة واضحة لتحلل خلايا العظام ثم يتم أخذ عينة من العظم وتحليلها في المخبر وإلا فسيفوت الأوان.