أرقام مرعبة عن تزايد ضحايا.. السرطان كشفت البروفيسور آسيا بوسالم، رئيسة لجنة تنظيم الطبعة السادسة من الأيام الدولية لعلم امراض السرطان المنعقدة بقسنطينة من 15 الى 17 أكتوبر الجاري ومحور هذه الايام سرطانات الجهاز البولي والتناسلي بأن بلادنا تسجل سنويا إصابة 3 آلاف شخص بسرطان المثانة وألفين بسرطان البروستاتة وحوالي 250 بسرطان الكلى وهي سرطانات المسالك البولية الأكثر انتشارا عندنا... وهذه الأرقام وان كانت أقل من تلك المسجلة في أوروبا وأمريكا، الا أنها تدق ناقوس الخطر من أجل الاسراع باتخاذ الاجراءات اللازمة للتصدي للمرض ومكافحته. البروفيسور أوضحت للنصر على هامش هذا اللقاء الطبي الدولي الذي شارك في فعالياته 500 اخصائي في علاج الأورام السرطانية من الجزائر وتونس وموريطانيا والاردن وفرنسا وبلجيكا بأن هناك عوامل متعددة تتفاعل وتتداخل فيما بينها وقد تؤدي الى الاصابة بسرطانات المسسالك البولية ويأتي في مقدمتها التدخين حتى السلبي منه وتعاطي الكحول والتلوث البيئي ونمط التغذية والمعيشة عموما دون أن ننسى العوامل الوراثية المحتملة مشيرة الى عدم تمكن المختصين إلى غاية اليوم من تحديد سبب واضح للاصابة بالسرطان بشكل عام ولوحدث ذلك لكان العلاج تلقائيا وأكثر سهولة وفعالية... لكن الأبحاث مستمرة والعلاجات في تطور دائم. وتدخل من جهته الدكتور صالح لعور، عضو اللجنة العلمية المشرفة على فعاليات اللقاء الطبي الدولي اخصائي طب أمراض السرطان بالمستشفى الجامعي بالعاصمة، ليشير الى أن الوقاية من السرطان والتكفل بضحاياه ستصبحان أسهل ببلادنا، في ظل فتح 15 مركزا عبر أرجاء القطر خلال الشهور القادمة، بل أن بعضها تنتظر تزويدها ببعض الأجهزة والمعدات لتشرع في استقبال المرضى والراغبين في الكشف المسبق من السرطان يجب ألا تقتصر على المراكز الخاصة بمكافحة الداء بل يجب أن تكرس لها جهود الجمعيات والأئمة في المساجد والمعلمين في المدراس والأولياء في البيوت ووسائل الاعلام، داعيا الى تنظيم حملات تحسيس وتوعية منتظمة لا تقتصر على المناسبات فالجميع معنيون بخوض الحرب ضد السرطان. ومن أهم وسائل الوقاية - قال محدثنا - تبني أسلوب حياة صحي ونمط تغذية متوازن، بدء بتخصيص وقت لممارسة الرياضة والتسلية والترفية والتخفيف عن النفس من ضغوط المسؤوليات والعمل الى جانب الحرص على تنويع الوجبات ونظافتها وتجنب السريعة منها المضرة بالصحة، وذكر بتوصيات المنظمة العالمية للصحة التي تدعو الى تناول 5 خضراوات و5 فواكه والمشي 10 كلم.... داعيا الى تغيير الذهنيات التي تدين المرضى أو تهمشهم وكذا تلك التي تنظر الى السرطان وكأنه غول مفترس لا مفر من قبضته أو عقاب من الله... فالعلاج متوفر والامل في الشفاء كبيرا ضاف الطبيب والجميع - كما أكد- سواسية أمام المرض وسواسية للوصول للعلاج.