تتواصل معاناة سكان بلدية معالة ، التابعة إلى إقليم ولاية البويرة والقرى المجاورة لها ، مع مشاكل النقل منذ زمن بعيد ، فلم يشفع للمواطنين انتمائهم إلى العلامة والولي الصالح الشيخ ألحمامي ، فالمعاناة مستمرة سواء بالنسبة لسكان مقر البلدية أو المد اشر التابعة لها ،والذين لم يجدوا بديلا للتنقل سوى التوجه إلى أصحاب سيارات "الكلونديستان" الذين وجدوا ضالتهم في غياب وسائل نقل مرخصة وهو ما ضاعف من معاناة السكان . انعدام النقل في أكبر تجمع سكاني ريفي ببلدية معالة يعد معضلة حقيقية ، فأغلبية السكان يقطنون بمختلف القرى والمشاتي البعيدة ، وهو ما يتطلب منهم الوصول إلى مقر البلدية أولا لتمكينهم من الظفر بمكان في سيارات الكلونديستان ،وبما ان البلدية تقع بين كل من بلدية الزبربر وجبال الشيخ الحمامي فان العزلة أساسا تبدأ من محور الانطلاق الذي يربط معالة- الأخضرية ، حيث يتعين على الناقلين الوصول من و الى البلدية حيث يتم ملئ السيارة فوق طاقتها ، وهذا من اجل الربح السريع لا أكثر ، ويعتبر أحد المواطنين أن هذه الوضعية باتت مقلقة للغاية ، خاصة وان الكثير من المواطنين مجبرون على المجيء للبلدية من أمثال المعلمين والعمال القادمين من مناطق مجاورة ، بالإضافة الى قلة الناقلين في الأوقات المسائية ، ويتمثل الانطباع السائد حول هذه الوضعية لدى السكان في استغرابهم من عدم تفطن السلطات المحلية للظاهرة التي تفشت بشكل ملفت للانتباه. فالمواطنون إضافة إلى نقص وسائل النقل فقد زاد من معاناتهم رفع التسعيرة التي تصل الى حد ال50 دينارا للفرد لقطع مسافة 18 كلم وهي المسافة التي تفصل بلدية معالة عن مقر الدائرة. ليصبح المواطن مجبر أما على المشي على قدميه للوصول إلى وجهتهم أو دفع المبلغ الذي يراه أصحاب مركبات الكلونديستان مواتيا لهم . وقد اكد هؤلاء الناقلون الغير شرعيون لجريدتي انهم يوفرون النقل لأكبر تجمع سكاني بالمنطقة ، بالرغم من التضاريس الصعبة التي تعرفها المنطقة ، وان الأسعار جد معقولة بالنظر الى الطرقات الملتوية والصعبة عبر كامل المسلك . من جانبه أكد احد المواطنين أنه لا حيلة لهم فهم مجبرون على تحمل الوضع ، معتبرا ان الحال لم يتغير منذ زمن بعيد متمنيا أن تصغي السلطات إلى نداءات المواطنين الفقراء الذين يكلفهم التنقل أتعابا مالية إضافية وفي ظروف غير لائقة على الإطلاق ،فيما لا تعني المصالح المختصة بهؤلاء الناقلين بالرغم من أنهم يعملون أمام أعين الجميع وفي وضح النهار.