على خلفية حادث مرور جسماني متبوع بجنحة الفرار، كان قد سجل منذ أسبوعين من قبل مصالح أمن دائرة العلمة " سطيف"، وذلك على مستوى المنطقة الصناعية المتواجدة بالمخرج الشرقي للمدينة، وكان ضحيته شخص يبلغ من العمر 37 سنة، دهس من قبل شاحنة فضل صاحبها الفرار ، عوضا عن التوقف وتقديم الإسعافات للضحية مع نقله إلى المستشفى، حيث فتحت مصالح أمن الدائرة تحقيقا معمقا في ملابسات الحادث، قصد التعرف عن أسبابه وتحديد مسؤوليته. التحريات التي تواصلت مدة 15 يوما دون انقطاع، أفضت إلى تحديد مسؤولية هذا الحادث المؤلم، مع التعرف على هوية مقترفه و ظروف ارتكابه له، حيث اتضح بأنه تسبب في إصابة الضحية بواسطة المرآة العاكسة الخارجية دون أن ينتبه إليه، وهذا بسبب مشيه بالقرب من حافة الطريق، لكنه لم يتوقف ، و فضل إكمال مسيرته ، مرجعا سبب ذلك للذعر والخوف اللذان أصاباه. الضبطية القضائية أثبتت أن المعني ومن أجل التملص من مسؤولية هذا الحادث المميت، قام بتغيير واقي الصدمات و المرأة العاكسة، بعد تحطمهما جراء الارتطام بالضحية، وما سبب هروبه سوى دليل عن عدم وعي أصحاب المركبات بأهمية تقديم العون لضحايا حوادث المرور، وجهلهم بعواقب تهربهم من مسؤوليتهم المدنية. الفاعل، حرر ضده ملف جزائي أحيل بموجبه أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة العلمة، الذي أمر بإيداعه رهن الحبس المؤقت، فيما تلح مصالح أمن ولاية سطيف على جميع السائقين، على إلزامية تقديم يد العون لمن هو بحاجة إليها ، وعدم التردد إطلاقا في التوقف لإسعاف الجرحى من ضحايا حوادث السير، سواء كانوا متسببين فيها أم لا، لأن القانون يعاقب من يمتنعون عن تقديم يد العون للأشخاص الذين هم في حالة خطرة، مع الإتصال دوما بالرقم 1548 إذا ما تعلق الأمر بحادث سير وقع داخل النسيج العمراني لكبريات المدن ، التي تعرف تغطية أمنية من قبل مصالح الشرطة .