استمتع سهرة أول أمس جمهور المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، بعرض مسرحي "لعبة الزواج"، الذي أخرجه عزري غوتي عن نص من إقتباس مراد سنوسي من قصة "لعبة الحب والحظ" لماريفو ، و جسده ركحيا كل من فضيلة حشماوي، فريدة زابشي، سمير بوعناني، بلاحة بن زيان،عبد القادر بلقايد و هو الممثل الذي أخذ دور الممثل الراحل محمد بلعروسي. مسرحية"لعبة الزواج" و التي جاءت تكريما للممثل الراحل محمد بلعروسي الذي وافته المنية أوت الماضي، و الذي سبق و له تجسيد عدة أدور، أخرها كان في هذه المسرحية و جسد دور أراغون. تدور أحداث هذه المسرحية بين عائلتين ثريتين تتم بينهما المصاهرة ، لكن المشكل يكمن في الشابين اللذين يتحفظان على زواج "اليوم"، فقرر كل واحد منهما تقمص هوية غير هويته ليتعرف أحسن على الخطيب. يصل الخطيب "دورانت" و الذي جسد دوره "سمير يوعناني" إلى منزل الخطيبة "سيلفيا"، أدت الدور " فريدة زابشي"، تقمص الخطيب لهوية خادمه "ارغان" فيستقبل من طرف سيلفيا و هي بدورها متقمصة لهوية الخادمة "ليزات" رغبة منهما في تحليل شخصية الخطيب من موقع أخر. فصراع العرض كان يكمن في تبني كل منهما لنفس الدور" الخادم " أو "الخادمة " دون علم أحدهما بذلك، فيكون اللقاء ، و يأتي الحدث الذي غير مجرى كل الخطط المعتمدة ، و يقع الشابان المتنكران في دور الخادمين في شباك حب متبادل، من جانب أخر يكتشف الخادمان المتقمصان لدور السيدين أنهما يتبادلان مشاعر الحب و الإعجاب، معتقدان أن كل واحد منهما أوقع السيد الحقيقي، و يقع الجميع في حب جارف اعترضته حواجز اجتماعية. الجدير بالذكر، أن الفنان محمد بلعروسي يعد من كبار المسرحيين بالجزائر، له سجل ثري في الأداء والأعمال الفنية كممثل ومخرج ومنتج، يعود الدور الأول له إلى سنة 1972 عندما شارك في مسرحية "الخبزة" للراحل عبد القادر علولة، ثم كممثل سكريبت بالمحطة الجهوية للإذاعة "الإذاعة والتلفزيون الجزائري سابقاً" من 1973 إلى 1976. تقمص في سنة 1976 دورا في العمل الفني "النحلة" من إنتاج مشترك للمسرح الجهوي لوهران، وفي سنة 1978 في "حب الملوك" من تأليف جمعي عبد القادر وإخراج عبد الرحمن كاكي، و كان أخر أداؤه في سنة 2010 في كوميديا "لعبة الزواج " التي تم عرضها تكريما له. كما اقتحم محمد بلعروسي مسرح الأطفال حيث قدم عروضا لعرائس القراقوز على غرار "جحا وحديدوان" لميسوم سعيد 1988 و"فسيح ومريح" من تأليف بشير منصوري وإخراج حبيب مجاهري 1992. وعمل الفقيد مساعد مخرج في العمل الفني "المخضرم" لمحمد أدار "1995" و"باب العسة" لبوزيان بن عاشور "1998" و"بنعمان" لمحمد بختي "2002" و"الطلاق" للعربي مفلاح "2006". إهتم في السنوات الأخيرة بالتكوين، حيث كان ينشط دورات تكوينية لفائدة الشباب الهاوي. كما لمحمد بلعروسي عدة مشاركات في مهرجانات دولية منها مسرح الطفل ببولونيا "1984"، والمسرح التجريبي بمصر "1994"، و ذلك قبل أن يصبح عضوا فنيا في لجنة قراءة النصوص بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة" بوهران.