*- عبد القادر: فرنسا ساعدت في القضاء على النوعية بدعمها ل "الراي" *- فاطمة: الأغنية الجزائرية تبحث عن نفسها زينب بن سعيد فتحت جمعية "نوافذ ثقافية" أول أمس، نافذتها هذه المرة على "واقع الموسيقى الجزائرية الحالية" بحضور عبد القادر بن دعماش وفاطمة ولد خصال بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي. وأوضح رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب، عبد القادر بن دعماش، أن "الراي" كان عنده لون معين وكان يغنى في الملاهي على غرار خيرة قنديل التي ظهرت في العشرينات وفاطمة الخادم في سنوات الخمسينات، وقد ساعدت فرنسا في إنشائه حيث أعطت لهم الإمكانيات للقضاء على النوعية الموسيقية الجزائرية. وأضاف بن دعماش، أنه في بداية القرن العشرين كانت الجزائر في مفترق الطرق من خلال الجولات الغربية التي كانت تحط رحالها بالجزائر، كما كان الفن الأندلسي متواجدا منذ 11 قرنا، وبالمقابل كانت الجزائر تملك تراثها في الملحون والفولكلور. وذكر بن دعماش، أن الفنان الجزائري لديه طريقته الخاصة للتعبير عن هويته بصرف النظر عن التيارات الغربية التي كانت تعترضه، فمحمد إڤربوشن شخصية عالمية حيث أصبح قائد أوركسترا في الكثير من البلدان الأوروبية وكان يعرف كل التراث الغربي، ولكنه بالمقابل كان يقدم الألوان الجزائرية هناك. كما تحدث الفنان والمسؤول ذاته، عن عمراوي ميسوم الذي وصفه ب"صانع الأغنية الجزائرية المحضة"، مضيفا أن هذا الفنان كانت عنده ثقافة غربية وكان يحب الأغنية الشرقية، ولكنه وفي نفس الوقت كان يبحث عن الأغنية الشعبية فكان ينظم الفرق الموسيقية والألحان في باريس. وقال بن دعماش، أن جزائر اليوم مصدومة بسبب الكثير من الأشياء، لذلك فقدت وعيها خاصة للذين كانوا ينادون بتحريم الفن من خلال الحركات الاسلاماوية. وفي مداخلتها، أكدت فاطمة ولد خصال، أن الاذاعة لها دور كبير في الحفاظ على التراث غير أنها لا تقوم بواجبها في هذا الإطار، وهي معتمدة على المواضيع العادية، مضيفة أنها بإ أن الأغنية الجزائرية عاشت مرحلة ما قبل الاستقلال، لذلك عندها توجه معين، وكانت متواجدة في الخارج، وحتى الملحنين كانوا في فرنسا والمغرب وتونس، مشيرة أن الأغنية الجزائرية كانت مفتوحة على العالم غير أن الظروف لم تكن تسمح أن تكون لها صدى عربي لارتباطها بالثورة. وأضافت ولد خصال، أنه بعد الاستقلال هناك من الفنانين دخلوا مباشرة إلى الجزائر وقدموا أعمالا فنية، فالأغنية الجزائرية حتى فترة السبعينات كانت عبارة عن أغنية تحمل كل المقومات لتكون أغنية عصرية، فالفنانين أرادوا الخروج عن كل ما هو تقليدي وكانوا أقرب من الشرقي وأحيانا من الغربي مثل عبد الرحمان عزيز احمد وهبي، درياسة، مشيرة أنه آنذاك كانت الأغنية مبنية على قصص واقعية. وتابعت ولد خصال، أنه بعد ذلك الأغنية الجزائرية هربت نحو الراي، فكان الجميع يكتب ويلحن لهؤلاء المغنين، كما أن أصحاب الراي كانوا يستعملون ألحانا شرقية وغربية ويسمونها رايا ففقد الراي قيمته، بالاضافة إلى التطاول على التراث. وقالت ولد خصال، أن الشاب خالد قد عرف بالجزائر، ولكن هذه الجزائر ليست كلها الشاب خالد، وحاليا قلائل هم من يستطيعون صنعها لتكون متميزة، والإغنية الآن تبحث عن نفسها، والفنان يبحث عن ذاته، معتبرة علي معاشي شهيد الاغنية الجزائرية، مضيفة أيضا أن النظرة الدونية للفن جعلن الفن التراثي يموت هو وأهله.زينب بن سعيد