قالت مصادر عليمة أمس إن قيادة أركان دول الساحل أرسلت لجنة أمنية رفيعة من أجل متابعة التحقيقات المركزة التي تجريها مصالح الأمن الموريتانية مع التقي ولد يوسف وهوأخطر ناشط موريتاني في تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، وتسعى هذه اللجنة من أجل جمع أكبر المعلومات عن التنظيم الإرهابي الذي ينشط في منطقة الصحراء المتاخمة لدول الساحل، وهذا حتى يتسنى للقيادة التي يوجد مقرها بالناحية العسكرية السادسة بتمنراست من إتخاذ إجراءات عملية ونوعية إتجاه بقايا التنظيمات الإرهابية في المنطقة. وتؤكد مصادر أمنية أن ولد يوسف الذي التحق بالتنظيم عام 2005 وترقى فيه بسرعة، يحتفظ بمعلومات مهمة عن التنظيمات السلفية المقاتلة في الصحراء والتي ما تزال الهيئات الاستخباراتية الإقليمية والغربية تجهل الكثير عنها. وحسب معلومات تداولت عن مجريات التحقيق أمس فإن ولد يوسف خاطب المحققين بنبرة وعظية ودعاهم للتوبة إلى ربهم. ووصفت المعلومات التي قدمها للمحققين وبخاصة ما يتعلق بخلية الملثمين التي يقودها ابوالعباس بلعور، بأنها مغلوطة بمهارة. واعتبر محققون أن المعلومات التي قد يفيد بها الناشط التقي ولد يوسف مهمة بالنسبة لتسع دول افريقية وخمس دول أوروبية تشارك في عملية (فلينتلوك) التي تتولى قيادتها الولاياتالمتحدة وبوركينا فاسو، وهي العملية الأكثر جدية من نوعها بعد التنسيقات الأمنية والعسكرية التي تقررت بخصوص محاربة الإرهاب في منطقة الساحل. ونسب القسم المهتم بملف القاعدة لمصادر أمنية تأكيدها بأن المحققين عرضوا على ولد يوسف تزويدهم بمعلومات عن تنظيم القاعدة يمكن أن تفيد التحالف العسكري لدول المنطقة، مقابل الحماية وتوفير امتيازات خاصة. وقد أصدر القضاء الموريتاني مذكرة اعتقال دولية بحق ولد يوسف سنة 2008، كما طلب من القضاء النيجري تسليمه بعد اعتقاله في نيامي إثر الاشتباه في نشاطه الديني. ويعتبر ولد يوسف من الموريتانيين القلائل الذين اختاروا البقاء في صفوف كتيبة الملثمين التي يقودها الأمير السابق للصحراء مختار مختار المكنى " خالد أبوالعباس "، ورفض الانضمام للأمير الجديد يحيى جوادي. هذا ويقول المتابعون لملف ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي أن التقي ولد يوسف شخصية ذات وزن كبير في تنظيم القاعدة وتعتقد السلطات الأمنية الموريتانية أنه النائب الأول لقائد كتيبة الملثمين.