أضحى رئيس حكومة الإصلاحات، مولود حمروش، يصنع الحدث حتى بصمته منذ الرسالة التي وجهها للجزائريين قبل اسبوع، والتي رسم من خلالها "خارطة الطريق"، حسب وجهة نظره طبعا، للخروج من الأزمة التي يعتقد أن البلاد تعيشها عشية الانتخابات الرئاسية المقبلة. وعلى الرغم من أن رسالة حمروش، التي جاءت بعد ما يقارب ال 15 سنة من الصمت، لم تكن تشكل إعلانا عن الترشح، إلا أنها أحدثت هزة سياسية في البلاد، كونها جاءت من رجل يوصف بأنه أحد "رجالات الجمهورية"، فضلا عن كونها تزامنت وحالة من الاحتقان السياسي غير المسبوق، يقف وراءه الداعمون للعهدة الرابعة والمعارضون لها. فبعد أسبوع من الرسالة، انتشرت شائعات مفادها أن الرجل سيعيد الكرة برسالة أخرى يشرح فيها موقفه النهائي من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكان لافتا بين هذه الشائعات، ما تردد عن حجز الرجل لقاعة في فندق الأوراسي، من أجل تنظيم ندوة صحفية يشرح فيها موقفه، وهي الشائعات التي نفاها عدد من المقربين من حمروش، وإن أكدتها مصادر من فندق الأوراسي. بعض المعلومات غير الرسمية تشير إلى أن رئيس الحكومة الأسبق، يكون قد استأجر قاعة بفندق الأوراسي من أجل الإعلان عن ترشحه الأحد المنصرم، غير أن إعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه يوم قبل هذا الموعد، يكون قد أربكه، وهو ما يفسر انتشار هذا الخبر بالشكل المثير الذي وصل إليه من التداول. وتربط مصادر أخرى بين رسالة حمروش وإعلان ترشح الرئيس بوتفليقة الذي فاجأ الكثير من المتتبعين، فتقول إن رسالة حمروش تكون قد أربكت الجناح الرئاسي، الذي لم يكن يتوقع هذه الخرجة من رئيس الحكومة الأسبق، الأمر الذي دفع بأنصار بوتفليقة إلى المسارعة بإعلان ترشحه لعهدة رابعة، في محاولة لقطع الطريق على اية تفاهمات قد تكون نسجت خلف الجدران المغلقة، بعيدا عن أعين أنصار الفريق الرئاسي. ولعل ما يعزز هذا الاعتقاد هو أن المعلومات المسربة من محيط الفريق الرئاسي كانت تشير إلى أن الرئيس بوتفليقة كان سيعلن ترشحه أمس الإثنين المرادف لذكرى تأميم المحروقات ، غير أن رسالة حمروش هي التي عجّلت باختصار المسافة الزمنية عند يوم السبت المنصرم، استباقا لحدوث اي تطور قد يؤثر على حظوظ العهدة الرابعة، سيما وأن مولود حمروش معروف عنه بأنه لا يواجه مرشح السلطة، أو بالأحرى الجيش، وفق ما تردد على لسانه في أكثر من مرة، ولا سيما عند انسحابه من الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 1999، رفقة عدد من المتنافسين الآخرين.