*- تأثُّر سارفانتيس بالجزائر ألهمه بشخصية "دون كيشوت" *- مهرجان الأطفال بالجزائر يهدف إلى تعريفهم بالشخصية أكد رئيس جمعية سارفانتيس وأستاذ الفلسفة بمدريد، خوسيه مانوال لوسيا، أنه رغم البحوث والآثار التي تركها الروائي والكاتب المسرحي ميغيل دي سارفانتيس، يبقى تاريخه مبهما، مشيرا إلى جوانب خفية لمساره الأدبي خاصة وأنه لا توجد صورة موثوقة له، كما أن اسبانيا قد فقدت رفاته منذ القرن السابع عشر. وأوضح خوسيه مانوال لوسيا، خلال تنشيطه لمحاضرة بمناسبة يوم الكتاب بمعهد "سارفانتيس" حملت عنوان "رجل دون وجه وكاتب دون بيوغرافيا"، أن الكاتب الشهير الذي يحمل المعهد اسمه قد تأثر كثيرا خلال فترة أسره بالجزائر عندما كان جنديا في البحرية الإسبانية، قبل أن تدفع فدية للإفراج عنه من الأسر. وأضاف لوسيا، أن هذا التأثر راجع إلى اختلاف المنطقة في الجزائر عن أوروبا التي كانت تشبه بعضها في الفكر واللباس والأثاث، كما ظهر تأثره في كتاباته، ورغم أن فن الكتابة كان منتشرا إلا أن نوع كتاباته كان مختلفا خاصة بعد قضائه فترة خمس سنوات بالجزائر وكانت بعدها روايته الشهيرة والأكثر مبيعا في العالم "دون كيشوت" التي بدا تأثره فيها جليا. وتابع، بأن تجربته في مدينة الجزائر كان لها بعد أساسي في كتابة "دون كيشوت" كشخصية إنسانية متسامحة للغاية وعالمية وعلى استعداد للموت من أجل مبادئ تراها أساسية مثل الشرف والحرية والعدالة وحب البشر، خاصة وأن سارفانتيس هو الكاتب الوحيد في عصره الذي زار هذه المدينة التي جعلها ملهمة له، كما أن طاقم تحكيم ضم 100 كاتب مشهور من 54 جنسية في 2003 اعتبر "دون كيشوت" أفضل عمل في تاريخ الأدب العالمي وهو صالح لكل زمان بشخصيتيه الخالدتين. وأشار في سياق آخر إلى أن الكاتب المشهور قد أثرى اللغة الإسبانية وأثر عليها لدرجة أنها باتت تُعرف باسم "لغة سارفانتيس"، مؤكدا أنه كاتب لم يسأم من الكتابة يوما، فهي قد رافقته إلى آخر أيام حياته، كما أن أسلوبه ونوعية كتاباته كانت مختلفة عن الكتابات الأوروبية. وقال الأستاذ ذاته، أن شخصيات سارفانتيس في رواياته خيالية، لكنها تعتبر جزء منه وقريبة منه إلى حد كبير فمثلا عند تكون شخصية شريرة فهي تعبّر عن الجانب الشرير فيه، والأمر ذاته عندما تكون الشخصية طيبة فهي تصوّر ذلك الجانب الطيب فيه. وشرح أستاذ الفلسفة، أن اسبانيا في سنوات 1520 و1530 كانت النخبة هي التي كان مسموحا لها بالدخول إلى المسرح، بينما اسبانيا كان مسموحا للجميع الولوج إلى المسرح، وهناك تعرّف الجميع على أهم اسم في عالم الأدب، ميغيل دي سارفانتيس. وتطرق لوسيا إلى المهرجان الذي أقيم في الأرجنتين بالقرية الزراعية أثول، التي تحولت بعدها إلى مكان يروي حكايا دون كيشوت، حيث تعرف الأطفال إلى هذه الشخصية، وقال المتحدث ذاته أن المهرجان الذي من المزمع إقامته بالجزائر العاصمة سنة 2015، يصبّ في الهدف ذاته، حيث يراد من أطفال الجزائر معرفة شخصية دون كيشوت والتعرف إلى كاتبها المشهور الذي قضى وقتا في الجزائر التي تأثر بها وجعلته يصنع هذه الشخصية، كما ستكون هناك مسابقة للأطفال من سن الرابعة إلى سن الثانية عشر فخاصة برسم دون كيشوت من وحي خيالهم. يذكر أن ميغيل دي سرفانتيس المولود في قرطبة سنة 1547، قد نشر سنة 1605 الجزء الأول من روايته الشهيرة "دون كيشوت دي لامانتشا"، أمّا الجزء الثاني فكان في سنة 1615، وهو من أروع الكتب في الأدب العالمي وكثيرا ما يقارن في حياته الواقعية ببطله الخيالي، كما أنه قد قضى معظم حياته في العصر الذهبي في إسبانيا، لكنه لم يذق طعم الرخاء والازدهار.زينب بن سعيد