تنطلق اليوم بالمعهد العالي لفنون المسرح بتونس الدورة الثانية من الملتقى العربي لفنون الدمى الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، و الذي سيعرف مشاركة خمسون فنان من مختلف الأقطار العربية بما فيها الجزائر. و حسب البيان للهيئة و الذي تحصلت الجزائر الجديدة على نسخة منه أن هذا الملتقى الذي سيتواصل على مدار خمسة، و الذي احتضنت الشارقة دورته الأولى في شهر ديسمبر الماضي، يعد خطوة جديدة في الاتجاه المفضي إلى العمل الاستراتيجي الذي تسعى إليه الهيئة و يأتي تكريسا لما عهد به الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي يطالب في كل تصريحته بجعل المسرح مدرسة للأخلاق و الحرية"، كما يضيف البيان" أن هذا الملتقى يأتي بهدف تعميق الهيئة العربية للمسرح منهجها في التعاون مع المؤسسات الفنية و الثقافية المعنية بالمسرح، لا سيما و أن انعقاد هذه الدورة يأتي بالتعاون مع مؤسستين مؤثرتين في المشهد المسرحي عامة و فنون الدمى خاصة و هما (المعهد العالي للفن المسرحي) و (المركز الوطني لفن العرائس) في تونس. كما تحاول الهيئة من خلال هذا الملتقى إلى الانتقال بالفعل المسرحي إلى مناطق العربية و ذلك إثراء لهذا فعل من خلال اكتساب خصوصيات المكان الجديد و إيقاع فنانيه و وصول التفاعل إلى أكبر عدد من المسرحيين ، و المساهمة التي يشكلها انتقال الملتقى و ما يقدمه من إثراء للفعل المسرحي في تلك المنطقة. أما عن البرنامج العام لهذه التظاهرة يضيف البيان أنه تم تخصيص برنامج عمل ثري، إذ ستشهد ندوات فكرية و ورش تدريب و عروضا و تكريمات، حيث سيتم تنظيم ندوة خاصة بالمصطلح و التعريفات الخاصة بهذه الففنون لوضعها بصيغة يتم الاتفاق عليها و توحيدها و تعميمها عربيا، و ندوات أخرى تبحث في مستقبل هذه الفنون، و توظيفها في الفضاء التربوي و المدرسي، و تقديم تجارب خاصة لفنانين قدموا تجارب مهمة في هذا الصدد، يشارك في هذه الندوات كوكبة من الأكاديميين و الفنانين أصحاب التجارب، إلى جانب عقد ورشتين متوازيتين لفائدة فنانين من المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا و مصر و السودان و اليمن و الإمارات و موريتانيا، كما يشمل البرنامج تقديم أربعة عروض من المسرحيات التونسية خلال أمسيات الملتتقى، هذا و سيتم خلال الملتقى تكريم اسمين كبيرين في المسرح العربي لهما مساهمات كبيرة في مجال فنون الدمى، و هما الدكتور ناجي شاكر من مصر، و الفنان محيي الدين بن عبد الله من تونس، إلى جانب إقامة معرض لإبداعاتهما. للإشارة، إن الهيئة العربية للمسرح و منذ نشأتها عملت على أن تكون الشريك و الداعم لتفعيل المشهد المسرحي العربي في كل منطقة نأت أم قربت، وأمعنت النظر من خلال 300 عقلية مسرحية عربية عملت في خمس ملتقيات خلال عامي 2011 و 2012 و وضعت إستراتيجية عملها، من أجل إعادة الاعتبار لهذه الفنون في المشهد المسرحي باعتبارها فنونا حية ، و تعمل على استمرارها و تطورها، لتجعل جسرا تربطنا بين المجتمعات العربية. كما شهدت الفترة ما بين الملتقيين تقديم ورشا في فنون الدمى و خيال الظل ضمن مهرجان الإمارات لمسرح الطفل. وندوة فكرية في ذات المهرجان الذي أهدته عرضا من العروض المهمة في فنون الدمى "يالله ينام مرجان"، و أقامت ثلاث ورش في فنون الدمى و الحكواتي و الأراجوز، لفائدة الفنانين العرب المشاركين في مهرجان المسرح العربي، الدورة السادسة التي أقيمت في الشارقة من 10 إلى 1 يناير 2014، كما أقامت سوقا للدمى بعنوان "العب و تعلم و امتلك دميتك" و ذلك ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية و على مدار اسبوعين، بمشاركة 11 فنانا من تونس و فلسطين و الأردن و سوريا. هذا إلى جانب إصدارها لكتاب "مسرح العرائس" الذي ترجمه عن التشيكية الأستاذ سليم الجزائري من العراق و هو يشكل إضافة هامة للكتب المختصة بفن العرائس و توظيفها في المسرح .