أرجع رؤساء أربعة أحزاب من هيئة القطب الوطني، إطلاق مبادرة "المصالحة والتوافق الوطني" التي أعلن عنها رسميا أول أمس الخميس بوهران، أنها جاءت بعد الجلسات التشاوريّة التي جمعت قيادات هيئة ما يسمى "أحزاب القطب الوطني " التي تأسست في 2012 وتضم تكتلا من نفس الأحزاب التي اجتمعت أول أمس الخميس. وترتكز هذه المبادرة التي قال رؤساء الأحزاب المجتمعون، أنها مفتوحة على كافة الأطياف السياسية، على ثمانية مطالب أساسية على رأسها التأكيد على تفعيل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وتنظيم حوار وطني يجمع كل الشركاء السياسيين والكشف عن نتائج مشاورات تعديل الدستور وكذا عرضها للاستفتاء الشعبي واستحداث هيئة وطنية مستقلة تشرف على تحضير وتنظيم الانتخابات والتأسيس لما أسموه "أخلقة العمل السياسي من خلال وضع آليات التعايش السياسي بين السلطة والمعارضة عن طريق نشر سياسة قبول الآخر والاعتماد على الأحزاب السياسية كشريك وطرف أساسي في معادلة دولة الحق والقانون. للإشارة،عقد الخميس الفارط، كل من الحزب الوطني الجزائري الذي يقوده حميدي يوسف وحزب التجديد والتنمية الذي يترأسه الدكتور طيبي أسير، حزب "جبهة الحكم الراشد" التي يتزعمها عيسى بلهادي وكذا رئيس حزب الوفد الجزائري صالح دندن، ندوة صحفية بفندق "وهران – وسط "لإطلاق وشرح مضمون مبادرة "المصالحة والتوافق الوطني " وقال رؤساء الأحزاب الأربعة التي تكتلت للإعلان عن هذه المبادرة من وهران، أن حزبين آخرين انضما إلى المبادرة ومن بينها جبهة التغيير لزعيمها عبد المجيد مناصرة الذي اعتذر عن الحضور لانشغالات أخرى لكنه وافق عليها، في الوقت الذي وافق الحزب الوطني للأحرار بصفة رسمية بينما أبدى 23 حزبا موافقتهم المبدئية على مبادرة هيئة أحزاب القطب الديمقراطي. وقال عيسى بلهادي رئيس جبهة الحكم الراشد أن هذه المبادرة لم تأت من فراغ وجاءت في ظل ما تشهده الساحة السياسية من حراك بدأ قبل الرئاسيات وبعدها وأظهر رئيس جبهة الحكم الراشد رفضه لمبادرة الافافاس مبررا ذلك بالقول " مبادرة الافافاس ترتكز على الطعن في شرعية الرئيس من جهة وتدعو لإعادة إجماع وطني من جهة أخرى وكأن الدولة غائبة، مؤكدا أن هذه المبادرة تحمل تناقضات كبيرة ونحن كجيل ناشئ يضيف عيسى بلهادي سنتموقع في الوسط ونبادر بكل ما من شأنه الجمع لا التفريق، مضيفا، نحن فصلنا فيها بمبادرة جديدة ولو اقتنعنا بها لما أعلننا عن مبادرتنا، موضحا أن سبب رفض حزبه للانضمام لمسعى حزب الدا الحسين نابع من طعن هذا الحزب على حد تعبيره في شرعية الدولة بعد أن دعا إلى إعادة بناء الإجماع الوطني وكان الدولة غير موجودة تماما منذ 1962 . وفي رده عن سؤال "الجزائر الجديدة " بخصوص موقفه من "قبول هذه المبادرة من قبل جبهة التحرير الوطني رغم تناقضاتها"، اتهم المتحدث "الأفلان والافافاس " بعقد صفقة سياسية في الكواليس قبل الإعلان عن مبادرة "إعادة بناء الإجماع الوطني " على حد تعبيره. وأضاف طيبي أسير، رئيس حزب التجديد والتنمية، في تبريره لرفض حزبه مبادرة الافافاس، أن هذا الأخير "بدأها بالإقصاء ونحن نستنكر الفكر الإقصائي ولا نقبل بمبادرات تكرس الإقصاء السياسي. وبخصوص موقفهم من الحراك السياسي الذي تقوده المعارضة في إشارة للأحزاب التي لازالت تدعو لانتخابات رئاسية مسبقة قال عيسى بلهادي، أن رئيس الجمهورية كان قد فتح المجال للترشح وكان عليهم خوض غمار المنافسة حينها وبالنسبة إلينا كقطب ديمقراطي "الملف طوي" ونحن ندافع عن الدولة التي مؤسساتها حاضرة وبقوة، مشيرا إلى أن الطعن في شرعية الرئيس خط أحمر، واصفا قطب التغيير من دون الإشارة إليه بالاسم ب"مجموعة الأحزاب السلبية الهدامة التي تستجيب لأجندات خارجية " .