تعرض مجموعة من الحرفيين بالمركز الثقافي مصطفى كاتب بالجزائر العاصمة، حرفا تقليدية مختلفة ومتنوعة بين صناعة للفخار، النحاس، الرسم على الزجاج، السيراميك، التحف الخشبية وغيرها، حيث سيستمر المعرض إلى غاية 7 ماي المقبل، من تنظيم وزارة السياحة. المركز يكتظّ بطاولات حرفيين جاؤوا من مختلف المناطق، فتنوعت الموجودات التي أعجب بها الوافدون، كما أن المعرض فرصة للارتقاء بمجال الفن الحرفي، وفرصة أيضا تسمح باحتكاك الناس مع الحرفيين ومعرفتهم عن قرب، إضافة إلى التواصل بين الفنانين والحرفيين من أجل فن جديد ومحافظ على تراثه في آن واحد، فهناك حرف تقليدية في لمسة معاصرة هذا يجعلها متميزة لأنها تجمع في شكلها مواكبة العصر دون التخلي عن رموز الماضي. ويشهد المركز توافدا كبيرا، فالمواطن وإن اضطر لمواكبة العصر من خلال ديكورات المنزل ووسائل التزيين الجديدة، لا يزال ينجذب نحو التحف التقليدية، ومثل هذه المعارض فرصة لهم لاقتناء ما يستهوي ذوقهم، فأجمع بعض المرتادين في حديثهم ل "الجزائر الجديدة"، أن السنوات الماضية حدثت قطيعة بين الحرف التقليدية وبين المواطن كما أنها لم تكن تظهر في شكل مَعارض واضحة كما هي الآن، وقالت بعض النسوة أنهن مهما اهتممن بالموضة ووسائل التزيين العصرية، غير أن كل واحدة تحب أن تخصص جانبا في بيتها للحرف التقليدية، فهويعطي لمسة جمالية للمنزل، وفي الأصل كل ما هوحرفي وتقليدي ومصنوع باليد له قيمة بشرية وثقافية، وفي حديث "الجزائر الجديدة" لبعض الحرفيين، الذين ينتمي أغلبهم للفيدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية، ثمّنوا مجهودات الفدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية، التي تعمل جاهدة على النهوض بقطاع الحرف التقليدية، وذكر بعضهم أن مشاركاتهم في المعارض قد تضاعفت منذ الانتساب إلى الهيئة، وقال هؤلاء، أن الحرفيين قد تم نسيانهم فيما مضى، وتوقف دور الحرفي على بيع وشراء الحرف التقليدية في إطار ضيق، بالإضافة إلى سيطرة الحرف التقليدية الصينية التي أصبحت تصنع كل شيء لدرجة أننا نجد حرفا تقليدية تتزين بالعلم الوطني ولكن عندما تقلبها تجد مكتوبا عليها "صنع في الصين"، فكيف لدولة أجنبية أن تتفنن في صنع تقاليدنا بينما أصحاب الحرفة مكتوفوالأيدي، واتفق العارضون، أن القطاع يتطور حاليا وبدأ في فرض وجوده، فظهر حرفيون من رحم النسيان وظهرت حِرف الأجداد، وأصبح الحرفي لا يخجل بحرفته، كما أن المعارض مهمة ومفيدة خلقت الطموح في نفس العارضين، مؤكدين دور الإعلام اليوم والذي يقوم بدوره في تغطية مثل هذه النشاطات.