أكد الممثل والمُخرج إدريس بن شرنين، على ضرورة اقتناص الفرصة حيثما كانت، من أجل تقديم المواهب التي عادة ما تموت قبل أن تظهر إلى الوجود، مشيرا أن الدعم حاليا يوجه لإنتاج الأفلام، لا لتسويقها وحتى الكفاءات ليست بالمستوى. وقال إدريس بن شرنين في حديث ل"الجزائر الجديدة"، أن الاحتكاك بالثقافات الأخرى تسمح بتوسيع رؤية الفنان، كما تطرق إلى مشكل السيناريو والمواهب الشابة التي تنتظر فُرصها. *- بين الإخراج والتمثيل أين يجد إدريس نفسه؟ أعتقد أن التمثيل هو من يغريني أكثر فحتى توجهي لدراسة الإخراج (مساعد مخرج) كان من أجل تحقيق هدفي، فأنا لا أؤمن بانتظار الفرصة بل أحاول صنعها بنفسي بالرغم من أنني لم أقدم بعد عملا أكون فيه ممثلا ومخرجا في الوقت ذاته، لأنه لم يحن الأوان بعد لذلك، وأنتظر أن أنضج أكثر سواء كان في المسرح أو السينما. *- في الركح تبدأ أدوار أخرى، كيف تتقمصها؟ أولا أقرأ النص بعمق وأحاول فهم كل جوانب الشخصية المستهدفة، وأؤمن أكثر من أي شيء بالبحث والغوص في كل ما يمكن أن يقدم إضافة لفهم الشخصية بشكل أعمق، وأعتقد أن هذا البحث هو أكثر شيء يزيدك فائدة في كل تجربة جديدة وبعدها يبدأ العمل على الشخصية من الجانب الداخلي وبعدها الخارجي. *- هل شكّلت لك المشاركات الدولية إضافة؟ أكيد أنها تشكل إضافة كبيرة جدا، فالتعرف على باقي الثقافات يمنحك أبعادا أخرى وتخرجك من الزاوية الضيقة التي ترى بها العالم، وكلما انفتحت على الآخر كلما اكتشفت كم أنت ثري بثقافتك الأصلية، حتى نظرتك لأشيائك تتغيّر. *- كيف كان انطباعك في زيارتك الأخيرة للمغرب أفريل المنصرم، وبأي فيلم شاركت؟ مهرجان وجدة المغاربي مهرجان مهم جدا، شاركت فيه بفيلم "عيد ميلاد"، وقد كان هناك مستوى عالٍ جدا للأفلام المشاركة، وبالنسبة لي كانت تجربة جميلة جدا تُسجل في مشواري. *- يشكل قطاع السينما والمسرح اللاّحدث رغم وجود بعض من الدعم، لماذا؟ أسباب التراجع كثيرة جدا، فالدعم يُوجه لإنتاج الأفلام لا لتسويقها وحتى الكفاءات ليست بالمستوى العالي، لأننا ببساطة لا نستثمر في التكوين سواءً في المسرح أو السينما، فالمعهد الوحيد المتخصص فارغ الآن من الطلبة كما كان من قبل يعاني من نقص المُكوّنين والمختصين أصحاب المستوى العالي، وبعدها علينا التفكير في التسويق، أظن أنه لو وُجه الدعم لخلق سوقٍ للأفلام وكان السوق قويا لن نعود في حاجة لتقديم الدعم في عملية إنتاج الأفلام، ومن أراد أن يبيع عليه أن يستثمر وصاحب السلعة الأجود هو من يسيطر. *- عندنا مواهب، لكن أين هي؟ موجودة بكثرة وفي كل مكان لكن الكثير منها تُقتل في المهد، لأن الكثير لا يتوجه إلى القطاع طواعية، وهو يراه مرتبطا ب "الميزيرية" كما يقال بالدارجة، فهم يؤمنون أنه لا مستقبل للفنان عندنا، لذلك أن تمارس الفن فهذا يعني أنك اخترت أن تكون محاربا وتقضي حياتك وأنت تصارع أو تستسلم وتتجه للتطرف والعنف، فهتلر قد مُنع من تحقيق حلمه بأن يكون رساما في يوم من الأيام. *- تجتمع الآراء حول أن المشكل في السيناريو، وانعدام جمهور مسرحي، ما مدى صحة هذا في نظرك؟ المشكل في السيناريو نعم فالكثير من كتّاب السيناريو لا يعرفون أسس الكتابة الدرامية فالموهبة وحدها لا تكفي. أما الحديث عن انعدام الجمهور فيمكن أن العودة للمسرح الوطني يوم عُرضت مسرحية هاملت لفرقة من انجلترا، فالذين كانوا خارج المسرح أكثر من الذين استطاعوا الدخول، وهذا يدفعنا للتساؤل عن دور الإعلام والترويج للأعمال المسرحية المُقدمة، دون أن ننسى طبيعتنا التي تقدّس كل ما هو أجنبي. يُذكر أن إدريس بن شرنين، متحصّل على بكالوريا علوم دقيقة سنة 2007، ودرس 4 سنوات علوم وتقنيات بجامعة البشير الابراهيمي ببرج بوعريريج ليتركها لاحقا ويلتحق بالمعهد الوطني للفنون الدرامية "إسماس" في الفترة ما بين 2011 و2014 تخصص مساعد مخرج.