أسدلت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة، الستار على قضية "بنك خليفة" بعد 35 جلسة شهدتها القاعة رقم "1"، وفي الحلقة الأخيرة من مسلسل الإمبراطورية "المنهارة"، نطق القاضي عنتر منور بأحكام القضية بعد 9 أيام من المداولة دون انقطاع، وقضى بإدانة رفيق مومن خليفة ب 18 سنة سجنا نافذا، مع تغريمه بمليون دينار ومصادرة أملاكه، فيما برئت ساحته من جنحة استغلال النفوذ، ورغم أن الحكم أفقد "الفتى الذهبي" لمعانيه، إلا أن خليفة أبدى قوة شخصيته في استقباله بابتسامة عريضة، وانطلقت الزغاريد بالقاعة التي شهدت حضورا مكثفا بعد النطق بالأحكام، فرحا ببراءة 53 متهما والإفراج عن 68 من بين 71 متهما في القضية. وشهد مجلس قضاء البليدة، أمس، حركية كبيرة، خصوصا في القاعة رقم "1" التي عرفت منذ الساعات الأولى حضورا لعدد كبير من أصحاب الجبة السوداء وممثلي الإعلام والصحافة وعائلات المتهمين، وتوافد على المجلس فضوليون من الخارج، لمعرفة منطوق الحكم لأكبر قضية في السنوات الأخيرة. وبعد خروج هيئة المحكمة من قاعة المداولات واختصار القاضي في تلاوته ل 14 ألف سؤال، كان قد طرح خلال أطوار المحاكمة وتمت الإجابة عنها في غرفة المداولة، نطق القاضي بأحكامه القاضية بين البراءة و18 سنة سجنا نافذا، وسلطت أقصى العقوبة على رفيق مومن خليفة الذي أدين ب18 سنة سجنا نافذا مع إلزامه بدفع غرامة مالية قدرها 1 مليون دينار ومصادرة أملاكه، فيما برئت ساحته من جنحة استغلال النفوذ. ووصف دفاع خليفة، الأستاذ مجحودة مروان العقوبة ب"القاسية" ورفض لزعر "تحت الصدمة"، التعليق عنها لكل الجهات الإعلامية، إلا أن خليفة أبدى قوة شخصيته في استقبالها بابتسامة عريضة، رغم ما كان باديا من تصرفاته ووجهه، إذ برز بوجه شاحب مصفر لحظة النطق بالحكم، وكان يضع يده على رأسه تارة ويعض أنامله تارة أخرى، وبين الفينة والأخرى يبرز ضحكته ويصطنع لامبالاته. ونطقت جنايات البليدة بأحكامها في حق باقي المتهمين، حيث أدين الذراع الأيمن لمومن خليفة، المتهم قليمي جمال بعقوبة 10 سنوات سجنا، وكذلك الأخوان شعشوع، إذ أدين عبد الحفيظ وهو مدير الأمن بمجمع خليفة بعقوبة 8 سنوات سجنا نافذا وغرامة ب 500 ألف دينار، مع الأمر بمصادرة فيلته الواقعة في الشراقة بالعاصمة، فيما أدين شقيقه بدر الدين ب 6 سنوات سجنا عن تهمة تكوين جمعية أشرار، خيانة الأمانة و20 ألف دينار غرامة مع تبرئته من السرقة بالتعدد، النصب والاحتيال، فيما استفاد والدهما أحمد من حكم البراءة. كم حكمت العدالة بالسجن النافذ لمدة 8 سنوات وغرامة بقيمة مليون دينار في حق كل من المتهمين مير عمروهو مدير وكالة بنك خليفة بالشراقة، وكشاد بلعيد مدير وكالة بنك خليفة بالبليدة، وأدين المتهم ايسير إيدير مراد وهو مدير وكالة بنك التنمية المحلية سابقا بسطاوالي بعقوبة 6 سنوات سجنا، وحكم على الموثق رحال عمر عقوبة 5 سنوات سجنا، واستفاد من ظروف التخفيف بعدما أدانته محاكمة 2007 بضعف العقوبة. ولم يسلم من الإدانة المتهم مزيان ايغيل علي وهو مستشار رياضي بمجمع خليفة، مدرب فريق حسين داي سابقا، بعقوبة 3 سنوات سجنا مع مصادرة فيلا بالشراقة وإلزامه بدفع غرامة بقيمة 500 ألف دينار. كما أصدرت المحكمة حكما ب 3 سنوات سجنا نافذا وغرامة قدرها 5 ألاف دينار في حق المتهم جديدي توفيق،مدير سابق للصندوق الوطني للتقاعد بولاية أم البواقي، المتابع بجنحة الرشوة واستغلال النفوذ والحصول على امتيازات، وبنفس التهمة أدين المتهم فؤاد عدة وهومدير سابق لمدرسة الشرطة بعين البنيان ب 3سنوات سجنا نافذا وغرامة ب 20 ألف دينار. ونطقت المحكمة أيضا بحكم يقضي بسنتين سجنا مع وقف التنفيذ وغرامة مالية بقيمة 20 ألف دينار في حق المتهمين دحماني نور الدين والعربي سليم، فيما أدين المتهم علي عون الرئيس المدير السابق لمجمع صيدال بعقوبة عام سجنا غير نافذ وغرامة مالية بقيمة 500 ألف دينار عن نفس التهمة. وأفاد القاضي عنتر منور 53 متهما من حكم يقضي بالبراءة في حقهم، فيما قضى بالإفراج عن 68 متهما من بين 71 متهما في القضية، بعدما استنفدوا العقوبات الموجهة لهم واستفادوا معظمهم من ظروف التخفيف، التي لم يستفد منها رفيق مومن التي أجيب عليها ب "لا" بالأغلبية.