الحديث عن أثرياء الجزائر ومليارديراتها وأبناء الأثرياء وحياة الترف التي يعيشونها، مثلما تظهره الصور المسربة لكثير من أبناء مسؤولين وأثرياء في سهرات بالملاهي الليلية في دبي وباريس وكبريات عواصم العالم.. حديث ذو شجون، يحزمون أمتعتهم لأجل "فالونتاين" و"ريفيون" وحتى "هالوين" لقضاء ليالي مجنونة في أحضان عاصمة الجنّ والملائكة أو عاصمة الضباب أو برج العرب. لا تختلف درجة الدهشة في الصور المسربة عن ابن مسؤول أو رجل أعمال، خصوصا جزائريّين اثرياء ما بعد العشرية السوداء.. والغريب أن صور أثرياء الجزائر لا تتقاطع مع تصنيف فوربيس عن أثرياء العالم، الذي يقدّم في كلّ سنة، وهي قائمة تغيب فيها أسماء الأثرياء الجزائريّين الذين يدورون في فلك "الثروة المليونية". رجال أعمال، بدأ الجزائريون يتعرّفون على كثير منهم بعد استيقاظ الجزائر من الأزمة الأمنية التي مرّت بها في التسعينات بسبب الإرهاب، أثرياء منشغلون بالصفقات وبعيدون عن الحياة العامة، عكس كثير من أثرياء العالم وحتى العرب الذين يعلنون صراحة انتماءاتهم السياسة ويدلون بدلوهم في المشهد السياسي والاجتماعي، موازاة مع كواليس الصفقات والمشاريع والاستثمارات. في وقت أصبحت الجزائر عاصمة للمتسولين والفقراء بعيدا عن الأرقام الرسمية، لا يظهر رجال الأعمال بصورة خاصة في رمضان مثلا، بتقديم ما يحبب الناس إليهم، بصرف النظر عن تسابقهم الاشهاري لبيع منتوجاتهم للمواطن في هذا الشهر الكريم، حيث يفيض منسوب الإشهار الاستهلاكي على القنوات التلفزيونية بشكل مثير. وبين الصورتين يطرح سؤال بسيط: هل هم نعمة أم نقمة؟ ملف: نسرين جرابي العالم لا يعرف إلا ربراب مليارديرا؟ 9 رجال أعمال من أغنى أغنياء الجزائر بعد سنوات الفوضى والإرهاب، استيقظت الجزائر من غيبوبة اقتصادية ومالية مع بداية الألفية، واستيقظ أيضا الجزائريون على أسماء مليونيرات ومليارديرات تكاثروا كالفطريات، وظهر أثرياء جدد وازداد الأثرياء ثراء. قدّر وزير التجارة الأسبق نور الدين بوكروح عددهم ب40 ألف مليونير في الجزائر، بما يعكس قفزة كمية في طبقة الأثرياء و"البرجوازيّين"، انضمّ إليهم أثرياء جدّد، وظهرت في القائمة أسماء جديدة، وبقي الجزائريون في كلّ مرّة يصفون هؤلاء الأثرياء ب"المليارديرات"، لكن حقيقة الأرقام تقول أنّ الجزائر إلى اليوم لا تحصي إلا مليارديرا واحدا، هو صاحب مجمع سيفيتال، إسعد ربراب، ما يعني أنّ رجال الأعمال والأثرياء في الجزائر لا يحصون إلا ثروة مليونية، ولكن بالأورو والدولار، وليس بالدينار، وهي ثروات بالعملة الصعبة تبقى بعيدة عمّا يكتنزه مليارديرات إفريقيا أو العرب. وضع موقع "الجيري فوكوس" رجل الأعمال المعروف وصاحب مجمع سيفيتال يسعد ربراب على رأس قائمة أغنياء الجزائر. وذكر الموقع في تصنيفه 9 رجال أعمال جزائريين، اعتبرهم أغنى أغنياء الجزائر، وجميعهم يديرون أضخم المؤسسات الصناعية، ولهم استثمارات واسعة في الجزائر، بل هناك من تعدى ذلك لاستثمارات كبيرة خارج الوطن، وهو ما ينطبق على الملياردير السالف الذكر. وضمت القائمة وجوها غير معروفة بشكل واسع في المجتمع، لأسباب قد تعود أساسا لابتعادهم عن الأضواء والإعلام. وحلّ في الترتيب الذي نشره "ألجيري فوكوس" رجل الأعمال ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، والذي يمتلك شركة "أو تي ار اش بي"، وقيّم الموقع ثروته بحوالي 400 مليون أورو. جيلالي مهري، جاء في ترتيب 'ألجيري فوكوس" في المتربة الثالثة، بثروة قدرت باقل من 400 مليون أورو مع امتلاك كثير من الإقامات والفنادق الفاخرة بباريس. المليادردير الشاب صاحب 44 عاما كريم كونيناف حل رابعا بثروة قدرت بحوالي 300 مليون أورو. ومحمد العيد بن عمر، صاحب مجمع بن عمر ورئيس الغرفة التجارية والصناعية، في المرتبة الخامسة بثروة قدرت بحوالي 180 مليون أورو. عبد المجيد كرار، شريك عملاق الأدوية "بيوفارم " سادسا في نفس الترتيب، وثروته حوالي 200 مليون أورو. وذكر موقع 'ألجيري فوكوس" محي الدين طحكوت، رجل الأعمال المعروف سابعا في الترتيب، ب120 مليون أورو. وعبد الرحمان بن حمادي، صاحب مجمع كوندور إلكترونيك، ثامنا بثروة بلغت حوالي 100 مليون أورو. وأخيرا رحيم عبد الوهاب، رجل أعمال وصاحب مجمع "أرديس" التجاري و"فندق هلتون" تاسعا. 20 مليار دولار لإنشاء مركب ضخم بمنطقة كاب جنات ربراب.. مشاريع، مشاريع وثم مشاريع! قال اسعد ربراب، في وقت سابق، أنه أطلق 5 مشاريع كبرى منذ 2005 ومنها مصنع للحديد ومصنع "لالا خديجة للمياه"، ومصنع للبناءات الجاهزة، ومشروع "سيفي أغرو" لإنتاج بذور البطاطا. وبالنسبة لقطاع السيارات، قال المتحدث أن وكيل توزيع سيارات "هونداي" هو الأول في السوق الوطنية حاليا، في انتظار الانطلاق في إنتاج سيارات جزائرية في المركب الضخم بمنطقة كاب جنات الذي سيحتوي أيضا على أكبر مركب للألمنيوم بالشراكة مع مجموعة دولية من أوروبا وأمريكا وأستراليا، وسيحتضن مركبا لبناء البواخر ومصاف لتكرير النفط، وهو مشروع سينقل سفيتال إلى مستوى آخر أكثر تطورا، حيث ستبلغ تكلفته النهائية 20 مليار دولار، وسيتم إشراك مساهمين لتقاسم المخاطر في هذا النوع من المشاريع الضخمة. وأضح يسعد ربراب أن مركب كاب جنات سيسمح بخلق 1000 مؤسسة صغيرة ومتوسطة حوله، في مختلف النشاطات، وستصبح مجموعته اكبر مجموعة موظفة لأكثر من 25000 جزائري. وقال ربراب أن مجموعته تحضر لإطلاق سلسلة من مراكز التسوق الكبرى بالمقاييس العالمية أو ما يسمى ب"المول"، سيسمح كل مركز بتوظيف 7000 الى 10000 عامل. "سأتحوّل إلى أغنى رجل إذا بعت كل ما أملك" رفض يسعد ربراب، الاعتراف أنه أغنى رجل في الجزائر، رغم أن كل المعطيات الاقتصادية المتاحة، تصنفه في مقدمة رجال الأعمال الجزائريين. وقال انه يجب التمييز بين يسعد ربراب الشخص، ومجمع سيفيتال" مضيفا "إذا ما تحدثنا عن المجمع، يمكن القول إنه الأكبر والأغنى في الجزائر، إذا ما استثنينا الشركات العمومية الكبرى، مثل سوناطراك وشركاتها الفرعية، وشركة سونالغاز. أما إذا تحدثنا عن الرصيد البنكي ليسعد ربراب الشخص، فيمكن القول، إنه من الأشخاص متواضعي الدخل". لكنه أكد أنه في حال بيع كل ما يملك، "يمكننيأن أتحوّل إلى أغنى رجل في الجزائر". ويعتبر يسعد نفسه، مجرد مستثمر إلى جانب عائلته في مجمع "سيفيتال"، الذي ينتج 140 بالمائة من الاحتياجات الوطنية من زيت المائدة، ويقول إنه "يرفض أن يبقي أيا من موارده المالية، نائمة في رصيده الشخصي، ولا في رصيد المجمع، لأنه يفكر من منطق استثماري، وهذا التفكير، عادة ما يدفع صاحبه إلى توظيف كل ما يربحه في نشاطاته الانتاجية، في الاستثمار، إيمانا منه بأنه الدينار المستثمر، يجلب لصاحبه دنانير جديدة". إسم واحد يتردد فيها.. 20 إنشاء فنيا ضخمة في الجزائر العاصمة علي حداد، رئيس مدير عام مؤسسة أشغال الطرق الري والبناء، التصقت به صفة ''إمبراطور الأشغال العمومية''. أسّس رفقة إخوته الخمسة أوّل شركة له في الأشغال العمومية برأس مال 100 مليون سنتيم بتيزي وزو، واقتحم عالم الأعمال تزامنا مع أحداث 5 أكتوبر، اشترى مع إخوته فندق لومارين بأزفون. اليوم حداد مالك ثاني أكبر مجمع للأشغال العمومية في الجزائر بعد المجمع العمومي كوسيدار. وهو ايضا صاحب الامتياز الحصري في تسويق سيارات "تويوتا" اليابانية في الجزائر ويستثمر أيضا في الفنادق السياحية. علي حداد كان وراء جميع الصفقات التي عرفت إنشاءات فنية ضخمة في الجزائر العاصمة يفوق عددها العشرين، له شركاء فرنسيون ومشروع الترامواي في العاصمة كان بالشراكة معه ومع الشركة الفرنسية "الستوم" بقيمة 500 مليون دولار، وحصل ايضا على 73 كلم من الطريق السيار شرق غرب. طحكوت.. لا يملك حافلات النقل الجامعي فقط محي الدين طحكوت يمتلك أكبر شركة نقل بالجزائر مختصة في نقل الطلبة في عديد الولايات ب30 فرعا، و2300 حافلة نقل جامعي، أكبرها فرع الرغاية الذي يضم وحده 1400 حافلة جديدة، تنتشر في ولايات الجزائر، بومرداس، تيبازة، البليدة، المدية، مستغانم، وهران، تلمسان، المسيلة، قسنطينة وسطيف. وتوفر شركة النقل أزيد من 4000 منصب عمل. أطلق مشروع بالشراكة مع شركة أجنبية لتركيب الشاحنات والحافلات بسطيف، وهي مدينة يحبها كثيرا ويعتبرها مجالا خصبا للاستثمار. وله أيضا شركة تختص في الحراسة ونقل المواد الحساسة والخطيرة والأموال، وهي شركة عزّزت تواجده في سوق الخدمات في الأعوام الأخيرة. وأنشأ شركة Cima Motors التي بدأت ب60 عاملا، تبيع سيارات جديدة من علامات أوروبية وصينية. الوجه الآخر لربراب أسعد ربراب، عاش رفقة زوجته في شقة بغرفتين واليوم في قصر بدون مسبح! يقوم بأعمال خيرية على مدار السنة في السر والكتمان، لا يفصح عنها لأحد. يفسر مدير مجمع ''سفيتال'' كيف يقوم بمبادرات خيرية دون ذكر تفاصيل تفسد ما تصدق به للفقراء والمساكين فيقول: ''أداء مناسك الحج، يكون هنا بالجزائر قبل مكةالمكرمة، فالاهتمام بوضعية فقرائنا حج أول من نوعه قبل التنقل إلى مكة. لماذا لا أتصدق إذا بأموالي للفقراء والمساكين داخل الوطن''. لربراب صورة رجل غارق في خبايا المال والأعمال، وهي صورة تخفي راهبا من نوع خاص تظهر في قوله ''لدي مصلحة خاصة على مستوى مجمع سفيتال تقوم بالأعمال الخيرية على مدار السنة، وتضاعف ذلك كلما حلت مناسبة دينية كرمضان مثلا أو الأعياد. هذا أقل شيء نقوم به، لأن راية شعارنا تعمل بمبادئ عدة، أهمها الشفافية، المواطنة، التضامن، الاحترام والتعهد بخدمة البلاد''. ربراب رجل أعمال عصامي بنى ثروته من خلال نشاطه في الصناعات الغذائية، توسع فيما بعد إلى الصناعات الخفيفة والتجارة. في 1968، أسس مكتب محاسبة, في 1971 عرض عليه أحد عملائه شراكة في مؤسسة صغيرة في تحويل الحديد. كانت شركة من خمسة شركاء وخمسة عمال مبتدئين. وفي 1974 قرر شركاء ربراب الانسحاب من الشركة، وهكذا أسس ربراب أول شركة له سنة 1975 هي بروفيلور التي بدأت نشاطها بأربعة موظفين فقط، وبعد أربع سنوات فقط باتت توظف 200 عامل. واستغل ربراب نجاح بروفيلور لشراء شركات أخرى كلها في مجال تحويل الحديد. ودخل ربراب عالم كبار رجال الأعمال سنة 1988 حين قرر إنشاء شركة ميتال سيدار التي بدأت الإنتاج سنة 1992. في جانفي 1995 تسلل 50 إرهابياً داخل المؤسسة، وضعوا 14 قنبلة حولت المجمع إلى حطام، بعد هذه الحادثة قرر ربراب غلق المصنع. وبعد حرق المصنع وضياع المليارات اضطر ربراب الهجرة إلى فرنسا وقال: "صحيح أنني لم أكن فقيرا ولكن ثروتي جزائرية وأموالي دنانير ولم تكن بداياتي في فرنسا سهلة". بدأ ربراب من الصفر في بلد الجن والملائكة وكانت البداية متواضعة جدا فقد اقترح عليه صديق له ان يدخل معه شريكا في قصابة "حلال". "قلت ليس لدي أي مال ولكن إذا ما قبلت منحي قرضا فانا مستعد للدخول معك شريكا بثلاثين في المائة"، وسنة فقط بعد دخول ربراب شريكا في هذه القصابة بفرنسا اصبح المالك الوحيد لها بعد أن أعاد استثمار كل أرباحه في شراء حصص شريكه. وبعدها استطاع ان يشتري قصابة حلال ثانية في مقاطعة "لا بروتان" غرب فرنسا. "الجميل في النظام المصرفي الغربي انك تستطيع أن تحصل على قروض ومساعدة لأن فكرة مشروعك جيدة. استطعت شراء محلين دون أن ادفع فلسا واحدا "يقول ربراب الذي حلم ان يصبح النظام المصرفي الجزائري في مستوى الأنظمة الغربية "والى يومنا هذا لم اقبض أورو واحدا من القصابتين لأنني مازلت أعيد استثمار كل الأرباح فالقصابة المتواضعة التي كانت قيمتها بسيطة أصبحت اليوم تساوي الملايين بالعملة الصعبة". وجاءت سنة 1995 ومعها تحرير التجارة الخارجية ودخل ربراب مجال استيراد السكر، "اشتريت باخرة سكر كتجربة أولى ثم ثانية ثم ثالثة وكان كل شيء على ما يرام واستطعت أن أحقق إرباحا معتبرة وبسرعة أصبحت أهم مستورد للسكر". واليوم شركة سيفيتال أول شركة خاصة في الجزائر، وسابع شركة على مستوى البلاد بعد سوناطراك للنفط، والجزائر للاتصالات، وسونلغاز وجيزي. وتنمو سِڤيتال 50% سنويا وقدمت إلى خزينة الدولة من 1999 إلى 2006 أكثر من 49 مليار دينار. ثلاثة أسماء تنفي علاقتها بالسياسة الجمع بين المال والسياسة ممكن في الخارج، لكنه في الجزائر علاقة مشبوهة يتهرب منها رجل الأعمال الجديد، ويخاف تداعياتها والقراءات المرتبطة بها من له قدم وباع في الأعمال. تابعوا آراء رجال أعمال في السياسة. ربراب: "السياسة ليست من اهتماماتي" قال رجل الأعمال، يسعد ربراب، إن الأحاديث المتداولة منذ سنوات عن تمويله باستمرار نشاط أحزاب سياسية من التيار الديمقراطي على رأسها الأرسيدي، "هي مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة". وقال ربراب "أنا لست سياسيا، والسياسة ليست من اهتماماتي.. ربما لو لم أكن رجل أعمال لفكرت في ممارسة السياسة، لكنه ليس الحال". طحكوت: ''أنا رجل ميدان والسياسة خاطيني'' في إجابة على سؤال مفاده إن كان يملك ميولات سياسية أو يطمح لطرق باب السلطة، قال محيي الدين طحكوت انه ينزعج كثيرا عندما يسأل عن علاقته بالسياسة ورجال السياسة، مثلما يتداوله الشارع الجزائري، حيث يقول إن كل نجاحه بناه بعرق جبينه وسواعده، ''لا أحب السياسة، لذا لا يهمني السياسيون.. دعوني أكون صريحا، سئلت مرات عن علاقتي بأحمد أويحيى، فقلت إنني لم ألتقِ بهذا المسؤول أبدا في حياتي، سوى في مؤتمر للارندي، ككل رجال الأعمال الذين تم استدعاؤهم، أرفض أن يُربط نجاحي بأيّ إسمٍ من الأسماء، وهذا ليس عدم تقدير لهؤلاء المسؤولين، ولكن لأنه يُعتبر إجحافا وعدم اعتراف بنجاحي''. علي حداد.. لا يمارس السياسة! قال رجل الأعمال علي حداد، إنه "إذا أراد ممارسة السياسة فسيعتمد على الأرندي والأفالان"، ونفى نية إطلاق حزب ليكسر هذين الحزبين، مثلما قالت مصادر إعلامية سابقا ذكرت أن رئيس منتدى رؤساء المؤسسات سيكوّن حزبا سياسيا بعنوان "الفخر". نموذج خارج الحساب..عبد المؤمن خليفة "ملياردير" وراء القضبان! عبد المؤمن خليفة، بين ليلة وضحاها أصبح من أكبر أثرياء الجزائر وصاحب نفوذ كبير في ظرف قصير، وفي لحظات انهار كل شيء. بدأ خليفة مشواره بتأسيس شركة صيدلة إثر حصوله على أول رخصة استيراد أدوية من "كا. أر. جي فارما" بعد حصوله على خبرة من صيدلية ورثها عن أبيه، ومكّنته من جني أرباح لكنه أوقف نشاطها لأسباب غامضة. "الغولدن بوي" دخل عالم المال والأعمال وسنه لم يتجاوز 30 سنة، أنشأ أول شركة طيران خاصة باسم شركة طيران الخليفة سنة 1998 مستغلا فراغا تركه غياب الشركات الأجنبية عن الجزائر، وتحصل على ترخيصها بسرعة البرق، لاسيما وأن الجزائر وقتها كانت تفكر في تغطية توقف شركات الطيران الفرنسية عن النقل نحو الجزائر إثر حادثة اختطاف طائرة فرنسية منتصف التسعينات بالجزائر، ما جعل خليفة يحقق أرباحا وازداد نفوذا كبيرا في الجزائر. ورغم ثراء خليفة إلا أن طموحه كشاب لم يتوقف عند شركات الطيران بل دخل لعبة أتت به في المحاكم، وهي قضية القرن، او "بنك الخليفة" الذي حصل في ظرف وجيز على رخصة من بنك الجزائر. فرّ الفتي الذهبي إلى بريطانيا بعد كشف خيوط الفضيحة سنة 2003، ليتم توقيفه بموجب مذكرة توقيف دولية ببريطانيا. بعد أن صدر في حقه سنة 2007 حكما غيابيا بالسجن المؤبد، أصدرت محكمة جنايات مجلس قضاء البليدةبالجزائر حكما ب18 سنة نافذة على المتهم عبد المؤمن خليفة، الرئيس المدير العام لمجمع الخليفة، وحكمت عليه بغرامة مالية قدرها مليون دينار جزائري ومصادرة أملاكه وكافة المحجوزات. وتوبع "الغولدن بوي" أو الفتى الذهبي في قضية "الخليفة" بجناية تكوين جمعية أشرار والسرقة المقترنة بظروف التعدد النصب والاحتيال الإفلاس بالتدليس الرشوة وخيانة الأمانة وتزوير محررات مصرفية، في حين أسقطت المحكمة عنه تهمة استغلال النفوذ. فارس مسدور: "الاستيراد والتصدير حوّل تجارا إلى مليارديرات في وقت قصير" أكد الخبير في الشؤون الاقتصادية فارس مسدور، أن الأرقام الحقيقية المتعلقة بعدد المليارديرات والمليونيرات في الجزائر بعيدة جدا عما جاءت به دراسة أعدها مختصون في دراسة الثروات وتوزيعها في العالم، والتي أحصت 35 مليارديرا و4100 مليونير في الجزائر إلى غاية 2012، وتوقعت ارتفاع العدد إلى 5600 مليونير في 2020، مشيرا إلى أن عدد المليارديرات وصل سنة 2006 إلى 6 آلاف ملياردير. وقال مسدور إن العدد يمكن معرفته من خلال ملفات الاستيراد والتصدير، حيث يتوجب على رجال الأعمال الذين يقومون بهذا النوع من التجارة امتلاك حساب بقيمة لا تقل عن ملياري سنتيم، إلى جانب عدد الصناعيين وعدد المصدرين والمستوردين على وجه الخصوص في الجزائر والذين استوردوا خلال سنة 2005 ما يزيد على 8. 5 ملايير دولار، وقال أن هذه المؤشرات يمكن أن تظهر أصحاب الثروات في الجزائر على الأقل، إلى جانب معايير وإجراءات أخرى. وأرجع الخبير أسباب ارتفاع حجم الثروة عند البعض في السنوات الأخيرة، إلى قضايا الفساد التي يتورط فيها أغلب المليارديرات ورجال الأعمال بطريقة أو بأخرى، إلى جانب استنزاف ثروات البلاد واستغلال المناصب، إضافة إلى الاستيراد والتصدير الذي مكن التجار من التحول في وقت قصير من تجار عاديين إلى مليارديرات. وحسب الدراسة، تتصدر الجزائر قائمة عشر دول أكثر غناء في إفريقيا ويحتل رجل الأعمال الشهير يسعد ربراب قائمة المليارديرات الجزائريين، علما أن الدراسة المذكورة تضع كل شخص يملك مليون دولار، إضافة إلى بعض الممتلكات العقارية، في قائمة الأغنياء.