طالب مسؤول في إقليم كردستان العراقي خلال زيارة الى واشنطن الحكومة التركية بوقف غاراتها الجوية على متمردي حزب العمال الكردستاني المتمركزين في أراضيه، داعيا الى حل سلمي للنزاع. واذ انتقد مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الاقليم فلاح مصطفى قرار حزب العمال الكردستاني بانهاء الهدنة التي كانت سارية بين المتمردين وتركيا، شدد على ان قصف مواقع المتمردين ليس الحل الانسب. وقال مصطفى للصحافيين في واشنطن "بالطبع نحن لا نريد لبلدنا ان يتعرض للقصف ولا نعتقد ان هذا الامر يساعد في حل النزاع". واضاف ان الغارات الجوية التركية "لن تؤدي الا الى تصعيد التوتر. لهذا السبب نطالب الطرفين بالعودة الى وقف اطلاق النار"، موضحا "نعم، نحن لا نوافق على انشطة حزب العمال الكردستاني مؤخرا، ولكن هذا لا يعني ان الرد يكون عبر القصف". وتابع المسؤول الكردي "نعتقد ان ليس هناك حل عسكري لهذا النوع من المشاكل. السبيل الانسب للتقدم هو مفاوضات سلام". واضاف ان انقرة لم تبلغ حكومة اقليم كردستان بالغارات، التي استهدفت مؤخرا مواقع حزب العمال الكردستاني في الاقليم، الا بعد شنها. واكد مصطفى ان هذا الفصل الجديد من النزاع بين المتمردين الاكراد وتركيا لا يساعد مطلقا حكومة الاقليم في الجهود التي تبذلها لمواجهة مشكلة تدفق اللاجئين الذين فروا من مناطقهم اثر سيطرة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية عليها. من جهة اخرى رحب المسؤول الكردي بقرار تركيا الانضمام الى الحملة الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، ولكنه اوضح ان نزاع تركيا مع حزب العمال الكردستاني هو قضية مختلفة. وقال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان العراق فلاح مصطفى بكر إن الإقليم يعاني تداعيات الغارات الجوية التركية على معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق داعيا الطرفين إلى العودة لوقف إطلاق النار. وقال بكر لمجموعة من الصحفيين في واشنطن "حوصرنا بين الطرفين." وهاجمت تركيا مرارا معسكرات لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق خلال الأسبوع الماضي فيما قالت إن هجومها رد على سلسلة من عمليات الاغتيال لضباط شرطة وجنود ألقي باللوم فيها على الحزب. وقالت الولاياتالمتحدة إنها تدعم الغارات ضد حزب العمال الكردستاني الذي تصفه بأنه جماعة إرهابية حتى وإن لجأت إلى قوات كردية في العراقوسوريا لتكون حليفة مقربة لها في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. وفي زيارة لاربيل عاصمة كردستان العراق الأسبوع الماضي وصف وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر قوات الأمن في المنطقة الكردية والتي تعرف باسم البشمركة بأنها نموذج للقوة المطلوبة لهزيمة التنظيم المتشدد. وحرص بكر على ألا ينتقد تركيا صراحة رغم إدانة وجهتها الحكومة العراقية الأسبوع الماضي للهجوم التركي على مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق إذ وصفته بأنه "اعتداء على السيادة العراقية". لكن بكر قال "أثر هذا علينا سلبا لأن المناطق الحدودية الجبلية للمنطقة الكردية هي التي تعرضت للقصف... تشرد الناس وأصيبوا... لذا نأمل أن يعود الجانبان إلى وقف إطلاق النار." وأضاف أنه لا يمكنه تقديم أعداد للمشردين أو المصابين. وردا على سؤال عن موقفه من الغارات بدا أن بكر يلقي اللوم على الجانبين. وقال "لا نتفق مع حزب العمال الكردستاني على أن وقف إطلاق النار انتهى ولا نوافق على قصف منطقة كردستان لأن هذا ليس هو الحل" مشيرا إلى أن تركيا ترفض عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني. ويمثل الأكراد أقلية في سورياوتركياوالعراق وإيران. ولا توجد دولة للأكراد لكنهم يديرون منطقة حكم ذاتي في شمال العراق منذ أوائل التسعينيات. وتقع المنطقة على حدود يديرها حاليا الأكراد في شمال شرق سوريا. وتزامنت هجمات تركيا على حزب العمال الكردستاني مع أول غارات جوية تشنها على تنظيم الدولة الإسلامية وقرارها السماح لتحالف تقوده الولاياتالمتحدة باستخدام قواعدها الجوية لشن غارات على التنظيم المتشدد. وقال بكر إنه تلقى تطمينات خلال اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين الأسبوع الماضي على أن الاتفاق الأمريكي مع تركيا يتعلق فقط بقتال الدولة الإسلامية وليس حزب العمال الكردستاني.