كشفت شركة سنام الايطالية عن تراجع كبير في صادرات الغاز الجزائرية نحو هذا البلد الأوروبي بنحو 60 بالمائة خلال الأشهر الثمانية من السنة الجارية مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، في وقت يدور فيه نقاش في ايطاليا لتنويع وارداها من الغاز على حساب حصة الجزائر. وفي السياق، قال المدير التنفيذي للشركة المسؤولة عن توزيع الغاز في ايطاليا كارلو مالاكارني، في تصريحات صحفية قبل يومين، أن صادرات الجزائر من الغاز تراجعت بنحو 60 بالمائة مقارنة بمستوياتها العام الماضي، مضيفا أن حصة الجزائر تراجعت، رغم الزيادة المعتبرة في الاستهلاك الايطالي من الغاز، الذي مرده بداية تعافي الاقتصاد وعودة النمو لعدة قطاعات صناعية بفعل خطة الإنعاش التي انتهجها رئيس الوزراء ماتيو رينتسي. وبحسب المتحدث، صارت وضعية ايطاليا الغازية أكثر من أي وقت مضى مريحة بالنظر إلى الاكتشاف الأخير لشركة إيني في مصر والذي يعد ضخما وتاريخيا، وهو ما سينقص وبكثير اعتماد ايطاليا على دول الضفة الجنوبية التقليدية من حيث الغاز وخاصة الجزائر وليبيا، وهو ما يهدد صادرات الجزائر نحو هذا البلد كذلك. وكشف المتحدث عن خطة للتحرر من الغاز الجنوبي، حسب تأكيده والذي لطالما مسته تهديدات خاصة في ليبيا وتونس والجزائر، حيث من المنتظر أن يتم الفصل في مشروع أنبوب الغاز "تاب" الذي يصل إلى ايطاليا عبر البحر الادرياتيكي قادما من أذربيجان مرورا بتركيا وألبانيا، وهو مشروع سيكون ضربة قاسمة لصادرات الغاز الجزائرية نحو ايطاليا وأوربا عموما، نظرا لكونه سيحد من حصة الجزائر من جهة، وكذلك سيكون بمثابة إعلان وفاة مشروع أنبوب الغاز غالسي الذي كان من المفروض أن يربط الجزائربايطاليا عبر سردينيا، لكنه تجمد بفعل عدم اتضاح الرؤى المستقبلية بين الطرفين، بعدما طالته قضايا فساد قبل أن يتم الشروع فيه في إطار فضيحة سوناطراك-سايبام.