أسدل الستار أمس الأول، على فعاليات الطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي، الذي احتضنته دار الثقافة هواري بومدين يوم 5 أكتوبر. استهلت أمسية الاختتام التي شهدت توافدا جماهيريا جد غفير فرقة "حضرة رجال تونس" بقيادة الشيخ توفيق دغمان التي تجاوب معها الجمهور الحاضر تارة بتكرير الأناشيد مع الشيخ وكأن الجمهور حافظ لأغاني الشيخ عن ظهر قلب وتارة أخرى بالتصفيق. وقد أطرب التوانسة جمهور السماع الصوفي ببردة "مولايا صلي وسلم دائما أبدا" للإمام البصري مع قصيدة "يا محمد يا جد الحسين" ومديح بعنوان "الأولياء الصالحين" مع التهليل "اللهم صلي عليه" ثم مديح "يا شادلي يا بلحسن". وتواصلت فعاليات أمسية الختام بأداء رائع كذلك لفرقة جمعية "الحضرة الشفشاونية" من المغرب أبقى القاعة في نفس الأجواء الروحانية لتليها أربع وصلات إنشادية بطبوع جزائرية مختلفة للمنشدين نجيب عياش من المسيلة وأبو المجد من سكيكدة وعبد الرحمان بوحبيلة من قسنطينة. وعلى هامش اختتام الطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي، صرح محافظ المهرجان دريس بوديبة أن "الطبعة الخامسة هذه التي استضافت فرق إفريقيا وآسيا وأوروبا أعطيت خلالها أهمية خاصة للشبان الجزائريين الذين فازوا بالمسابقات الدولية والذين شكلوا الحدث في هذه الطبعة"، وأضاف المحافظ أن أهم ما ميز هذه الطبعة كذلك هو توافد مختلف الفئات الاجتماعية على هذه التظاهرة وهو أمر جديد على اعتبار أن السماع الصوفي كان إلى وقت قريب مقتصرا على فئات أو أقليات اجتماعية ولكن الآن السماع أخذ طابع جماهيري واسع ومتنوع. وبخصوص النشاطات الثقافية الموازية التي رافقت التظاهرة، أكد محافظ المهرجان أن هذه الطبعة "لاقت نجاحا كبيرا سواء تعلق الأمر بالحفلات المبرمجة أو المجموعة البيداغوجية التي رافقت المهرجان على غرار معرض الفنون الإسلامية الذي لاقى الكثير من الإقبال أو المحاضرات التي استقطبت الباحثين والجامعيين والجمهور العام أو الورشات التي خلفت صدى كبيرا في أوساط الشباب الذين يهتمون بهذا اللون من الموسيقى الروحية" ومع ذلك - يضيف بوديبة - "فإننا نطمح باستمرار في كل دورة لأن نقدم الجديد. "