شحت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، عددا كبيرا من المدربين لتولى الإدارة الفنية للمنتخب الجزائري خلفاً لمدربه الحالي الفرنسي كريستيان غوركوف المرشح لتقديم استقالته مباشرة بعد المباراة الفاصلة ضد منتخب تنزانيا المقرر إقامتها في شهر نوفمبر القادم في الدور قبل الأخير من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018. وحسب تقرير نشرته المجلة فإن الاختيارات تبدو كثيرة أمام الاتحاد الجزائري بالنظر إلى تواجد العديد من الأسماء العاطلة عن العمل في هذه الفترة، وأسماء أخرى مستعدة للتخلي عن مناصبها من اجل تدريب الخضر بحثاً عن راتب شهري عالٍ، إلى جانب أن مشاركة الجزائر في كأس العالم بالنظر إلى حظوظها في بلوغ المونديال للمرة الخامسة تبدو وافرة جداً. وفرض موضوع استقالة أو إقالة غوركوف من منصبه على رأس الجهاز الفني للخضر نفسه بقوة في الأيام الأخيرة بعد المباراتين الوديتين اللتين لعبهما المحاربين ضد غينيا والسنغال، والتي ظهر فيها أفراد المنتخب الجزائري بأداء باهت، خاصة مباراة غينيا التي تعرضوا فيها للخسارة. وتضمن التقرير اسم المدرب الجزائري جمال بلماضي، المدرب الحالي لنادي لخويا القطري على رأس الأسماء المرشحة لخلافة غوركوف، وهو الاسم الذي تردد كلما اقترب حدوث أي تغيير في الجهاز الفني للمنتخب الوطني، وخاصة بعد نجاحه في قيادة الفريق القطري إلى التتويج بلقب الدوري المحلي مرتين ثم نجاحه مع منتخب العنابي في نيل لقب خليجي 2014. ويحظى بلماضي بدعم عدة جهات تطالب الإتحاد بمنحه الفرصة خاصة انه يمزج بين خبرة ومؤهلات المدرب الأجنبي وفي نفس الوقت فهومحسوب على المدرب الوطني المحلي، غير أن تعيينه في مثل هذه المرحلة يُعد أمراً مستبعدا بالنظر إلى قوة الاستحقاقات التي تنتظر الخضر في وقت يفتقر فيه بلماضي للخبرة الكافية التي تساعده على مواجهات المنافسين الأفارقة. وضمت لائحة المرشحين اسم الأرجنتيني مارسيلو بييلسا المستقيل قبل أسابيع من تدريب نادي أولمبيك مرسيليا، وبحسب المجلة - فإن حالة التسيب التي تعرفها غرف ملابس المنتخب الجزائري حالياً، تفرض على الاتحاد اختيار مدرب يتمتع بصرامة شديدة تؤهله لفرض الانضباط على لاعبيه وإعادة الهدوء لغرف الملابس. ويُعد بييلسا من المدراء الفنيين المعروفين بصرامتهم وانضباطهم، بعدما أثبتت التجارب السابقة قدرته الكبيرة بعدما نجح في فرض الانضباطية على نجوم المنتخب الأرجنتيني الذين دربهم من عام 1998 وحتى 2004، كما أن نجاح تجربته مع منتخب تشيلي المتواضع، والذي قاده لبلوغ نهائيات مونديال جنوب إفريقيا 2010 وأوصله إلى الدور الثاني، يحفز الاتحاد الجزائري كثيراً على الاستعانة بخدماته. وجاء ثالثاً في القائمة الفرنسي هيرفيه رونار المدرب الحالي لنادي ليل الفرنسي، والذي يُعد أفضل بديل لخلافة مواطنه غوركوف بعد تسرب أخبار محلية عن وجود اتصالات تمت بينه وبين مسؤولي الاتحاد الجزائري، تقاطعت مع تصريحاته، عندما قال بأنه تواق لتدريب منتخب مرشح للتأهل لنهائيات كأس العالم القادمة في روسيا، وهوما فهم بأن المقصود والمعني بذلك هو المنتخب الجزائري. وبجانب رونار وبلماضي وبيبلسا، فإن المجلة الفرنسية قد ضمت اسم الفرنسي كلود لوروا المدرب الحالي لمنتخب الكونغو في خانة المرشحين، حيث جاء ترشيحه لأنه في نهاية عقده مع الإتحاد الكونغولي، والذي ينتهي في شهر ديسمبر القادم، وبالتالي فإن فسخه لن يضعه تحت طائلة قانونية أو تعويضات مالية، كما أن الساحر الأبيض يمتلك تجربة كبيرة في إفريقيا تراكمت بفعل السنوات الطويلة التي قضاها مع منتخبات القارة السمراء حيث يحمل الرقم القياسي في بلوغ نهائيات أمم إفريقيا بواقع ثماني مرات مع ثمانية منتخبات، ساهم معها في تحقيق نتائج مميزة. وفضلاً عن هذا الرباعي تم ترشيح فرنسي آخر، وهو ريمون دومينيك المدرب السابق لمنتخب بلاده من عام 2004 وحتى 2010، والذي لا يزال عاطلاً عن العمل في مجال التدريب منذ تقدمه باستقالته من تدريب الديوك، عقب فضيحة مونديال 2010 بجنوب إفريقيا. وكان دومينيك قد رشح لتدريب الخضر في يونيومن عام 2011 خلفا لعبد الحق بن شيخة، قبل أن يخطف منه المهمة البوسني وحيد حاليلوزيتش، كما أن اسمه تردد لخلافة الأخير بعد مونديال البرازيل 2014. زيدان وسعدان في القائمة الطريف والغريب في نفس الوقت أن المجلة الفرنسية رشحت أسماء يعتبر تدريبها للخضر أمرا مستبعد جداً على غرار زين الدين زيدان، كما رشحت الشيخ رابح سعدان للعودة إلى منصبه الذي أقيل منه في شهر سبتمبر من عام 2010، بالإضافة إلى المدرب فيليبي سكولاري مدرب السيليساو السابق، الذي حتى وإن وافق على تدريب الجزائر فإن حظوظ نجاحه تبقى ضئيلة لعدم إلمامه بمعطيات مغامرته الأفريقية، شأنه شأن الإيطاليين مارسيلوليبي وجيوفاني تراباتوني والفرنسي باتريك فييرا. وحسب تسريبات إعلامية فإن الاتحاد الجزائري بصدد القيام بصفقة على نار هادئة لاختيار مدرب جديد للمنتخب الجزائري، خاصة أن الوقت في صالحه، طالما أن المدرب الجديد، وإن تم تعيينه سوف يباشر عمله بعد أشهر. كما أن المدرب الحالي كريستيان غوركوف ليس بالمدرب السيئ، حتى وإن كان مدرباً جيداً، فإنه يحتاج إلى بعض الاستقرار في غرف الملابس، وانضباط أبناءه بالإضافة إلى تحقيقه نتائج إيجابية تمنحه "جرعة أوكسجين" معنوية لمواصلة مأموريته بنجاح. وبات تدريب المنتخب الوطني يسيل لعاب الكثير من المدربين، من بينهم الإيطالي دونادوني، الذي صرح قبل ساعات قليلة لوسيلة إعلامية متخصصة قائلا: "يجب الجلوس إلى طاولة المفاوضات للتحدث مع المسؤولين والتعرف على الأهداف المسطرة، أنا مدرب محترف، على كل إذا وصلني عرض من مسؤولي الإتحاد الجزائري فسآخذه بعين الاعتبار".