عرف عام 2015، الكثير من الأحداث الرياضية، المتعلقة بكرة القدم الجزائرية المحلية، منها ما يسر القراء ومنها ما يعكر صفو الصورة الناصعة التي يرسمها ذهن أي مناصر أو متابع للفرق واللاعب المحلي، وسنحاول في هذا التقرير تسليط الضوء على أبرز الأحداث للعام الذي سينقضي بعد ساعات قليلة جدا. فرحات يحفظ ماء وجه اللاعب المحلي ووجهت الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الدعوة، للاعب الاتحاد والمنتخب الأولمبي زين الدين فرحات، لحضور حفل "أوسكار" الكرة الإفريقية الذي سيقام بالعاصمة النيجيرية "أبوجا" يوم 7 جانفي المقبل، وكما هو معلوم، اختارت "الكاف" فرحات ضمن قائمة تضم 3 لاعبين سيتنافسون على لقب أفضل لاعب آمال في القارة السمراء، بعد تألقه الملفت للانتباه مع الاتحاد في رابطة أبطال إفريقيا وأيضا مع المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة في "كان" السنغال الأخير. وسيكون فرحات الممثل الوحيد للكرة الجزائرية في حفل الكرة الإفريقية، بعدما غاب كل نجوم "الخضر" عن قائمة أفضل اللاعبين هذا الموسم والتي اقتصرت على أوباميونغ، يايا توري وأندري أيو. اتحاد الجزائر لعب النهائي الأكبر ومرشح للقب أفضل فريق إفريقي يعتبر الاتحاد معنيا بالتنافس على لقب أفضل فريق إفريقي لسنة 2015، إلى جانب مازيمبي الكونغولي، الذي شارك مؤخرا في "الموندياليتو"، بعدما فاز على الاتحاد في نهائي رابطة الأبطال، وأيضا النجم الساحلي التونسي المتوج بكأس "الكاف" وأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي الذي نشط النهائي، ورغم أن كل الترشيحات تصب في مصلحة مازمبي، إلا أن حظوظ الاتحاد قائمة، بالنظر إلى المشوار الذهبي في دور مجموعات رابطة أبطال إفريقيا. وبعيدا عن إفريقيا، توج اتحاد الجزائر بلقب البطولة المحلية، بفارق فريق عن أقرب ملاحقيه، وبدا واثقا من قوته في مواجهة منافسيه، بجيل يقوده خوالد وزيماموش وشبان يتقدمهم فرحات، شافعي، بن خماسة وآخرون. مولودية بجاية المفاجأة شكل فريق مولودية بجاية، المفاجأة الأبرز في عام 2015، سواء في منافسة البطولة أو كأس الجمهورية، فالفريق العريف بتاريخه الكبير، حقق صعودا متتاليا من بطولات الهواة إلى المحترف الأول، وبعد عام أول في القسم الأول كان صعبا على الفريق البجاوي، وكاد يسقط غلى المحترف الثاني، عرف البجاوية كيف ينظمون الفريق من جديد، وينطلقوا في الموسم الثاني بكل قوة وعزيمة، جعلت الفريق محل احترام وهيبة الجميع في البطولة والكأس، ولم يكن يعتقد أحد بأن "الموب" قادرة على مواجهة كبار اللعبة في بلادنا وإعطائهم دروسا مجانية في التنظيم والرغبة الجامحة في التألق والتتويج. وكان للبجاوية ما أرادوا، فتوجوا في ماي الماضي بلقب كأس الجمهورية، عن جدارة واستحقاق، متفوقين في النهائي بملعب تشاكر بالبليدة على أمل الأربعاء، بهدف دون رد، وقبل النهائي أسقط رفقاء زرداب أندية عريقة بميادينها، ما جعل تتويجهم كبيرا، أما في منافسة البطولة فحقق الفريق المركز الثاني خلف البطل اتحاد الجزائر. الوفاق يتوج بالكأس الممتازة الإفريقية بعدما حقق وفاق سطيف رابطة أبطال إفريقيا للموسم ما قبل الأخير، كان أمام فرصة أخرى لتدجيج خزائنه بلقب جديد، فكان التنافس على لقب الكأس الممتازة الإفريقية، وكان المنافس العملاق المصري، النادي الأهلي، بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، بما أن النادي المصري توج بلقب كأس الكاف. فشهد شهر فيفري الماضي، تتويجا آخر للكرة الجزائرية والسطايفية بلقب الكأس الممتازة، بفضل ركلات الترجيح بست ركلات صحيحة مقابل خمس، بعدما انتهى الوقت الأصللي للمواجهة بالتعادل بهدف لكل فريق. جيل درفلو يعيد الجزائر إلى الأولمبياد بعد عقود من الانتظار وكان الحدث الأبرز في عام 2015 هو ضمان الجزائر لتواجد منتخبها لكرة القدم في نهائيات أولمبياد ري ودي جانيرو 2016، بفضل جيل متميز، يقوده صالحي، درفلو، فرحات، كنيش وآخرون، وتحقق ذلك بفضل عمل كبير أنجزه الناخب الوطني لمنتخب الآمال، شورمان ولاعبوه، خلال أكثر من عام ونصف من التربصات والمعسكرات والعمل المكثف. وتحقق التأهل ميدانيا، بفضل احتلال الخضر للمركز الثاني في "كان" السينغال الأخير، وكما هو معلوم فقد خسر رفقاء فرحات النهائي على يد منتخب نيجيريا القوي. ولم يتأهل المنتخب الوطني الأولمبي لنهائيات الألعاب الأولمبية، منذ دورة موسكو سنة 1980، ومن يومها والجزائر تبكي حظها التعيس وتفشل في الوصول إلى المحطات النهائيات، حتى هذا الجيل ليؤكد بكل قوة وجدارة أحقيته برفع الراية الوطنية، في أولمبياد ري ودي جانيرو. 2015.. عام المنشطات وبلايلي كشف القناع عن الظاهرة كانت سنة 2015 مميزة بظاهرة اعتبرها الأخصائيون دخيلة على عالم كرة القدم الجزائرية، وتتمثل في تناول اللاعبين للمنشطات في البطولة المحلية، لكن الحقيقة أن عدد الذين يقعون في شراك التحاليل تنبئ بأن اللاعبين محل التناول في تزايد مستمر وبالتالي فالظاهر ليست دخيلة تماما، بل لم يتم رفع القناع عنها بسبب غياب أليات مراقبة اللاعبين فقط. وأول لاعب اكتشف وقوعه في المحظور هو لاعب اتحاد العاصمة يوسف بلايلي، الذي اعترف بكل جرأة بتناوله لمواد محظورة على اللاعبين والرياضيين عموما، بل هناك من زعم أن اللاعب السابق لمولودية وهران والترجي التونسي تناول مواد مخذرة قد تكون مادة الكوكايين، وهو ما كلفه عقوبة أربع سنوات من الرابطة الوطنية، حرمانا له من ممارسة كرة القدم أو أي نشاط رياضي، قبل أن تجهز عليه الاتحادية الافريقية للعبة بعقوبة مماثلة، ما يعني نهاية مشواره الرياضي في سن مبكرة، وهو الذي أثنى الجميع على قدراته الرهيبة في اللعب. وتبع عقوبة بلايلي، اكتشاف متواصل للاعبين الذين يتناولون المنشطات ومنهم لاعب الأربعاء رفيق بوسعيد ولاعبين آخرين، في ظاهرة اكتسحت البطولة المحلية واللاعب المحلي، ما جعل الفاف تدق ناقوس الخطر، وتسعى بكل حزم للتصدي لهذه الظاهرة، الذي كانت فضيحة بكل المقاييس في البطولة الوطنية، التي بقي مستواها ومستوى لاعبيها هزيلا رغم اكتساح المنشطات لها. بداية متعثرة للخضر ونهاية مليئة بالأحداث كان المنتخب الجزائري لكرة القدم في سنة 2015 أقرب من أي وقت مضى للتتويج باللقب القاري الثاني له خلال كأس إفريقيا التي جرت شهر يناير الفارط بغينيا الاستوائية لكن أحلام الخضر تبخرت لتحقيق هذا الهدف وبالتالي الاكتفاء بالتاج الوحيد الذي تم تحقيقه سنة 1990 بالجزائر. بعد النتائج الحسنة التي حققتها عناصر الناخب الوطني كريستيان غوركوف خلال التصفيات المؤهلة لدورة غينيا الاستوائية (خمسة انتصارات متتالية وانهزام واحد أمام مالي) توقف مشوار الخضر في الدور ربع النهائي لل"كان" رغم دخولهم المنافسة في ثوب المرشح لخلافة نيجيريا فوق قمة هرم كرة القدم الإفريقية. وبعد الصعوبات التي واجهها الجزائريون في التأهل إلى الدور ربع النهائي من كأس إفريقيا 2015 وجد الخضر أنفسهم أمام منتخب كوت ديفوار الذي عادت إليه الكلمة ليتوج في الأخير باللقب القاري. في المقابل وقعت الهزيمة كالصاعقة على الشارع الجزائري الذي خيمت عليه نبرات الشك في قدرة العناصر الوطنية في الاحتفاظ بهيبة "نادي الجزائر" الذي ناله باستحقاق عقب نهائيات كاس العالم بالبرازيل عندما حقق الخضر تأهلا تاريخيا الى الدور ثمن النهائي. ورغم الإخفاق في التتويج باللقب الافريقي إلا أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم اختارت مسار الاستقرار بتجديدها الثقة في الناخب الوطني كريستيان غوركوف الذي خلف البوسني وحيد خليلوزيتش عقب مونديال-2014. واتجهت الأنظار بعدها للاستحقاقات الإفريقية والعالمية المقبلة من خلال تصفيات كأسي إفريقيا 2017 والعالم 2018. هذه الأخيرة تعتبر من بين الأهداف الرئيسية للتقني الفرنسي لاسيما وأن الجزائريين يأملون في المشاركة للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في تاريخ المشاركات الجزائرية في أول عرس رياضي عالمي. وبدأت الشكوك تحوم حول مستقبل الفرنسي كريستيان غوركوف بمناسبة اللقاءين الوديين اللذين خاضهما الخضر شهر مارس الفارط في العاصمة القطرية الدوحة بانهزامهم أمام البلد المضيف (1-0) وأداء مخيب لزملاء ياسين براهيمي ثم استعادتهم للتوازن أمام فريق سلطنة عمان المتواضع (4-1). وبقيت الانتقادات مستمرة الى غاية الشروع في تصفيات كاس افريقيا-2017 عندما فاز المنتخب الجزائري في لقائه الأول أمام السيشل (4-0) بملعب مصطفى تشاكر الذي غاب عنه هاته المرة وعلى غير العادة الجمهور الجزائري. رد فعل عنيف أمام تنزانيا واستمر غضب الشارع العاصمي إزاء الأداء الذي قدمه المنتخب الوطني لكرة القدم لثلاثة أيام متتالية بعد الهزيمة في المباراة الودية أمام غينيا بملعب 5 جويلية الأولمبي بالعاصمة ولم ينطفئ إلا بعد الانتصار المحقق أمام السنغال عندما سجل ياسين براهيمي هدف الفوز في الدقائق الأخيرة للقاء الودي. لكن هذا الفوز جعل الناخب الوطني يخرج كل ما في جعبته خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة السنغال حيث لم يتوان غوركوف في انتقاد المناصرين والصحفيين ومحللي القنوات التلفزيونية بل وصل به الأمر الى التهديد بالرحيل بعد مواجهتي تنزانيا في إطار الدور الثاني لتصفيات كاس العالم 2018. وكانت المناسبة للفرنسي كريستيان غوركوف للحديث عن مواجهة تنزانيا والتنقل الى دار السلام حيث أبدى تخوفه من هاته المباراة رغم أن المنافس ليس بتلك القوة الضاربة التي تشكل خطرا على الخضر. و كان تخوف المتتبعين من مباراة تنزانيا في محله حيث عانى غوركوف ولاعبوه خلال الساعة الأولى من المواجهة أمام التنزانيين الذين سجلوا هدفين متتالين في مرمى الخضر وكان بإمكانهم مضاعفة النتيجة نظرا للسيطرة الكاملة لرفقاء المهاجم ساماتا. ولحسن حظ الجزائريين ومدربهم فقد تمكنوا من الخروج من المصيدة التي أحيكت لهم بامتياز من قبل المنتخب التنزاني حيث عاد الخضر إلى مستواهم المعهود في النصف الأخير من الشوط الثاني وتمكنوا من الرجوع في النتيجة بفضل هدفي المهاجم إسلام سليماني، ليأخذ التعادل طعم الانتصار في ظل الوجه "الشاحب" الذي ظهر به المنتخب. وبات مستقبل الفرنسي كريستيان غوركوف في خطر ولم يبق لديه إلا ثلاثة أيام فقط لإسكات منتقديه خلال لقاء الإياب أمام تنزانيا وهو ما تحقق بالفوز الساحق وبنتيجة فاقت كل التوقعات والتخمينات شهدها ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. وكان حقا انتصار بطعم "الانتقام" للتقني الفرنسي الذي أصبح في موقع قوة حيث سمح له بالحفاظ على منصبه على رأس العارضة الفنية للخضر الى غاية انتهاء عقده لكن الحديث عن رحيله يمكنه أن يطفو إلى السطح مجددا في حال ظهور الخضر بمستوى ضعيف خلال كأس إفريقيا 2017 بالغابون أو الفشل في التأهل إلى كاس العالم 2018 بروسيا.