حاولت مرارا أن أفهم اتجاه بوصلة الجنرال سي خالد، من خلال خرجاته الأخيرة المتتالية، فلم أفلح في ذلك، ربما لعامل السن الذي كلما تقدم، أثر على الفهامة"، أو لأسباب تتعلق بعمق فلسفة الجنرال التي لا يفهمها إلا جنرالات مثله. وحتى أكون واضحا، سأذكر تصريح الجنرال المتعلق بخليفة بومدين، وشهادته حول "المتاريس" التي نصبتها "الجماعة" في طريق من كان يُنظر إليهم على أنهم أحق بمنصب الخلافة، وهنا لا بد أن أطرح سؤالا بريئا: لماذا تأخر الجنرال 37 سنة، ليقول "بالضبط" وفي هذه المرحلة بالذات، إن الرئيس بوتفليقة، كان أيضا من ضحايا "الجماعة" التي لفقت له تهمة مجلس المحاسبة؟! عقلي الضعيف، و"فهامتي" المتواضعة، يقولان لي إن الإجابة عن هذا السؤال، لن تخرج عن: 1- الجنرال شعر بشيء ما، فأراد أن يبعث برسالة إلى الرئيس من باب التذكير بما يحفظه التاريخ من ملفات. 2- الجنرال أراد أن يبعث برسالة إلى الرئيس، مضمونها إعادة مراجعة قائمة المحاكمة، حتى لا تقتصر على جنرالات العشرية السوداء، لأن داء الجزائر يعود إلى قبل هذا التاريخ. هذه مجرد تفسيرات سطحية، وقراءات عابرة لأفكار جنرال إن سكت أو تكلم أحدث زوبعة.