موقف خطير ذلك الذي صدر عن السفير الفرنسي بالجزائر، بيرنار إيميي، يكشف خطورة ما تقوم به باريس على صعيد التفريق بين أبناء البلد الواحد، وهو تصريح أدلى به المسؤول الفرنسي بعد أن تم طرد الصحافيين الذين حضروا اللقاء ب"فندق لالا خديجة". بيرنار إيميي، وفي موقف غريب أطلقه من ولاية تيزي وزو، قال إن ما نسبته 60 بالمائة من التأشيرات التي تمنحها المصالح القنصلية الفرنسية بالجزائر، تذهب لأبناء منطقة القبائل، وخمسين بالمائة من التأشيرات الموجهة للدراسة، يستفيد منها أيضا لطلاب المنطقة ذاتها. وبحسب معلومات مسربة من لقاء السفير الفرنسي بالسلطات المحلية لولاية تيزي وزو، والذي منعت من حضوره الصحافة، قال المسؤول الفرنسي أن التعاون بين البلدين في التعليم العالي، يسيطر عليه التعاون بين جامعة مولود معمري بتيزي وزو والجامعات الفرنسية. واستغل الدبلوماسي الفرنسي ليؤكد عزم بلاده من خلال سفارتها في الجزائر، على فتح المركز الثقافي الفرنسي بولاية تيزي وزو، والذي تم غلقه في العام 1994، بسبب تردي الأوضاع الأمنية في ذلك الوقت. وتأتي تصريحات الدبلوماسي الفرنسي في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية الفرنسية واحدة من أسوأ المراحل التي عاشتها في السنوات القليلة الأخيرة، وهو ما يرجح فرضية محاولة التفريق بين أبناء الولد الواحد، بحيث من غير المعقول واللائق دبلوماسيا أن يقوم دبلوماسي معتمد بخطوة من هذا القبيل، وخاصة عندما يتعلق الأمر بدولة مثل فرنسا، تنطوي علاقتها بالجزائر على الكثير من الحساسية.