صدر حديثا عن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار "أنيب"، في حلة أنيقة، ديوان شعري جديد عنوانه "راقصة في شهوة البحر" للشاعر المبدع الشاب جلول رفيق أهداه صاحبه إلى كل منتفض باسم الحرية خارج ذلك التاريخ، إلى تلك القصيدة التي تنتظر كتابتها، وإلى ذلك الذي يحمل بين يديه كتابا ويدعى قارئا، إلى الإنسان. يضم الديوان سبعة عشر قصيدة بالإضافة إلى شذرات، وعنون الشاعر ديوانه بإحدى هذه القصائد، رقصة في شهوة الليل، يقول فيها رفيق "راقصة، وأنامل يد في فوهة الليل، كالخريف تعري شجرة النسيان، تراقص اصفرار الأوراق الحية، في ظلمة الربيع، وتشهق كفرس على صهوة الجسد، تغني والناي سر الخلود، والكون، ونهد تعتريه رعشة صيف على أمواج البحار، عندما يتوسل فم طفل تتدفق منه رجولة الاشتهاء، يغسل هواؤها السماوي المتعفن في قوارير الصمت المباح". ابتدأ ديوانه بما يشبه البسملة مثلما يقول ومن كلام درويش الراحل صاغ "لم يبق في اللغة الحديثة هامش للاحتفاء بما نحب، فكل ما سيكون ...كان". وطأ لكتاب رفيق الزاوي أمين معنونا ذلك ب"لسان الفتى نصف ونصف فؤاده" وهو يقول "أنا لست ناقدا للشعر، قليلون هم نقاد الشعر عبر الأزمنة التاريخية الثقافية الأدبية كلها، لأن الشعر كلام يصعب الكلام عليه أو فيه أو عليه، هو البداية والمنتهى، المنتهى دون نهاية، لا يحتاج الشعر إلى مقدمات فهو العتبة وهو البيت وهو البستان، هو الشرح وهو الغموض، هو الفهم وهو الإبهام، حين أكتب الرواية تؤنسني الدواوين الشعرية العربية والأجنبية، عفوا لا وجود لأجنبي ومحلي في أسفار الكتابة التي هي أسفار لا نعرف أين توصلنا، ولا نريد أن نعرف ذلك. ثم أن الشعر طريقنا إلى الغريب وممشانا إلى الصديق، هو المتاهة والبوصلة، وحين يبتلينا الله بالعشق نصبح شعراء قبل أن نكون العشاق، ومن الأسبق فينا العشق أم الشعر؟ وحين طلبت مني أيها الشاعر أن أقدم لهذه المجموعة، لم أتردد، على كثرة ارتباطاتي الأدبية والثقافية ثم أن مصاحبتي لنصوصك لم تكن لهذا الغرض أبدا، بل كانت بغرض شخصي ذاتي أساسه الإطلالة على بئر أسرارك أنت المسكون بالشعر وصيد الكلام وقنص الصور الرقيقة المدوخة، أساسه معرفة ما يكتبه هذا الجيل الجديد شعريا". كتب رفيق جلول عن الأحلام الموقوتة، عن دموع الوردة، وعما تبقى من غرناطة، عن ترانيم الليل وما تبقى من قصائد المتنبي وعن إلياذة الجحيم وغيرها. من شذرات رفيق التي ذيل بها ديوانه نقرأ "ساعة تدق تعلن عن وقت المجيء، والوقت يؤجل موعده إلى حين، مات الوفاء بالعهد ". ويقول أيضا "الصيف يبتسم لك والشمس تدلك ظهرك وأنت على شاطئ البحر، جلدك يستظل بحرقة الشوق". للعلم فإن رفيق جلول من مواليد الثمانينيات من القرن الماضي بالجزائر العاصمة، شاعر وكاتب ذي أصول بسكرية، له مشاركات في ملتقيات وندوات وطنية ومساهمات في الصحافة الوطنية، صدر له ديوان شعري "يشتهيني عطر المطر... بعد السبع العجاف" عن منشورات مديرية الثقافة وفرع اتحاد الكتاب الجزائريين لولاية بسكرة، رواية "أوتيل تركي" عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع.