صدرت مؤخرا عن منشورات ANEP مجموعة شعرية جديدة بعنوان "راقصة في شهوة البحر" للشاعر رفيق جلول، وجاءت في 80 صفحة من الحجم الصغير، ضمت 24 قصيدة، تنوعت بين قصائد نثرية وأخرى شذرات وامضة. وقد أشاد بها الروائي أمين الزاوي من خلال نص مقدمته، حيث احتفى بنصوص الشاعر وأثنى عليها. ومما جاء في مقدمة وتوطئة الزاوي التي حملت عنوان "لسان الفتى نصف، ونصف فؤاده": "منحتني الشاعرة ربيعة جلطي النسخة التي أرسلتها إليها، قبل أن تبعث بها أنتَ إليّ، قائلة: هذا شاعر يعلن عن مرحلة جديدة في الكتابة. كلام ربيعة دفعني أكثر لقراءة المجموعة. قرأتها، وفي مراسلة بيننا حدثتك عن ما أثارني في نصوصك، وقد كان لحديثي إليك تأثير مما جعلك تغيرين عنوان المجموعة، وليس لذلك عليك بهين. وأنا أقرأ هذه المجموعة المتميزة، قلت: الشعر لوحة نجاة تتوارثها الأجيال جيلا عن آخر، لوح لا يسكنه السوس أبدا. حين ألتقي شاعرا مسكونا بنار الكلام، بوشم الشعر، ومؤمنا بأن الشعر لا يزال يحتل مكانا، يتربع على مربع لم يصله القراصنة الذين يهددون حياتنا بالبرودة تارة وبالجفاف أخرى، بل إنه، أعني الشعر، هو من يمنحها، أعني الحياة". وتعتبر هذه المجموعة الشعرية الثانية للشاعر رفيق جلول، بعد مجموعته الأولى "يشتهيني عطر المطر بعد السبع العجاف". كما صدرت للشاعر رواية بعنوان "أوتيل تركي". ومن أجواء المجموعة، نقرأ هذا المقتطف من قصيدة "سقوط على ممرّ التاريخ": "لن أمشي في الأرض مرحا إنّي لا أحرق الأرض ولن أبلغ الجبال أوتادا أسرق نار الآلهة منذ نعومة أظافري لأشعل شمعة، تطفئ ظلام السراديب في دجى اللّيل العميق. أنا الأسير في جبّ لا تلامسه نهايات ولا بدايات لأنام لدهر أو اثنين في كهف وأصحابي، قلبي مفتوح للقتلى...".