فاز العرض المسرحي "ما بقات هدرة" لمسرح سكيكدة الجهوي وإخراج محمد شرشال، بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي أسدل ستار عدده ال12، كأحسن عرض متكامل، فيما حاز مسرح سوق أهراس على أكثر الجوائز عن عرض "كشرودة" من إخراج أحمد رزاق، وذلك خلال حفل حضره وزير الثقافة عز الدين ميهوبي. وقال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أن الذي يرغب بالنجاح يستطيع ولو تعلق الأمر بأدوات بسيطة، وهذا -حسبه- قد حققته هذه الطبعة من فعاليات المهرجان، بالتالي فإن عملية الإبهار يمكنها أن تكون في حدود معقولة وبمال قليل يمكننا تصنيع فرجة حقيقية وكبيرة. ومن جهته قال مدير المسرح الوطني محي الدين باشتارزي ومحافظ المهرجان محمد يحياوي، بأن هناك بعض التعديلات الهامة التي سيعرفها قانون المهرجان الوطني للمسرح المحترف، وكذا تكليف لجنة متخصصة بانتقاء العروض التي ستشارك في النهائيات اعتبارا من دورة 2018، مشيرا إلى العرضين الفائزين في مهرجاني سيدي بلعباس وقالمة الخاصين بالتعاونيات والجمعيات الحرة. وأسفرت مداولات لجنة تحكيم المهرجان التي ترأسها، عن حصول مسرح سوق أهراس الجهوي الذي عرض "كشرودة" على جائزة أحسن أداء نسائي رئيسي للممثلة صبرينة دريشي عن دور يمينة الضريرة، بينما تحصل على أحسن أداء رجالي ثانوي لمحمد الحواس عن دور الجدة، وحسن لعمامرة بجائزة أحسن إبداع موسيقي، فيما فاز مخرج المسرحية أحمد رزاق بجائزتي أحسن نص وإخراج. وكان التتويج بجائزة أحسن أداء رجالي رئيسي من نصيب محمد الزاوي عن دوره في مسرحية العطب لمسرح باتنة الجهوي، فيما ذهبت جائزة أحسن أداء نسائي ثانوي إلى الممثلة نجلاء طارني عن دورها في مسرحية "سلالم الظلمة" لمسرح قسنطينة الجهوي، وحصل العرض الفائز بالجائزة الكبرى "ما بقات هدرة" بجائزة التنويه والإشادة من قبل لجنة التحكيم كمكافأة على ما قدمه فريق العمل لينتهي في الأخير إلى عمل متكامل وجميل، وتم منح جائزة لجنة التحكيم لمسرحية "المنبع" لمسرح مستغانم الجهوي، ومن جانبه افتك حمزة جاب الله جائزة أحسن سينوغرافيا عن عرض "انتحار الرفيقة الميّتة" لمسرح العلمة الجهوي. وبشأن الملاحظات التي خلصت إليها لجنة التحكيم، انتقد رئيس اللجنة علاوة جروة وهبي السينوغرافيا التي هيمنت على العروض، مصرا من جانب آخر على ضرورة كشف مصدر الموسيقى التي يستعملونها في العروض وذلك في غلاف المسرحية حيث تكتب كافة المعلومات عن العرض، مشيرا أيضا إلى أنه من الصحي أن تجتمع كل الجهود من أجل الوصول في النهاية إلى عمل أكثر نضجا. وأعلن وهبي عن استبعاد النصوص المسرحية المقتبسة من قبل لجنة التحكيم من المناقشة والجوائز كذلك، في إشارة منه على طغيان الاقتباس في عروض هذه الطبعة. وفي الكلمة التي أحيلت إليها، اعتبرت الناقدة المسرحية جميلة الزقاي، تقييم التكوين في التربص الدولي للنقد المسرحي بالتقدير الجيد، مضيفة أن التقييم قد جرى بحوالي نسبة 75 بالمائة، حيث حظي فريد ياهو بالجائزة الأولى، فيما ذهبت الجائزة الثالثة لعبد الحميد مهملي، أما الجائزة الثانية فقد كانت من نصيب مراد لوفي. يُذكر أن التربص الدولي للنقد المسرحي نظم في إطار فعاليات المهرجان في خمسة أيام تحت إشراف أساتذة متخصصين في الميدان المسرحي، وهم الأمر يوسف بحري من تونس، فهد الكغاط من المغرب)، وكذا الأكاديميان جميلة الزقاي وعدلان بن جيلالي. يُشار أن برنامج المهرجان شهد تقديم أربعة وعشرين عملا مسرحيا جرى توزيعها ضمن فعاليتين الأولى جرت بمقر المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشتارزي التي شهدت عرض سبعة عشر مسرحية من مسارح عنابةوباتنة وبجاية وسيدي بلعباس أم البواقي وتيزي وزو، سكيكدةوسوق أهراس، مستغانم، الجلفة وسطيف، إلى جانب المسرح الوطني، فيما جرت الفعالية الثانية وهي الخاصة بعروض خارج المنافسة بسينما الشباب كازينو سابقا، التي احتضنت سبعة عروض. كما عرف المهرجان برنامجا جواريا بساحة "محمد التوري"، وكذا ندوات فكرية بنادي "امحمد بن قطاف" عن تجربة عبد الحليم رايس وعن الاقتباس من الرواية وكذا الفرجة في المسرح الجزائري، بالإضافة إلى المناقشات التي كانت تعقب كل عرض مسرحي متنافس، ولم يهمل المهرجان البيع بالتوقيع لكتاب جزائريين على غرار واسيني الأعرج، نجيب اسطمبولي، وعبد العزيز بوباكير.