رغم أننا نأتي ندما ونعتذر بصدق كثيرا مايحدث ذلك بل إن البعض يجيب أيضا " خطأك أكبر من اعتذارك "، أمر جبر البشر عليه ولا أحد يسلم من الخطأ ! قاعدة ربما صنعتها لنفسي أو علمتني إياها الأيام الذي يحبك بالفعل سيقبل اعتذارك ويعفو عن زلاتك البعض يريد أن يقتنص الخطأ ليتخلص منك ويصنع عذرا له بالرحيل لا أقول ذلك عبثا إنما مر بي ذلك، فالأم مهما كان خطأ أبنائها فهي تعفو المرة تلو الأخرى لماذا لأنها تحبهم وتخاف عليهم كذلك أيضاً من يحبك لن يجعل لخطأ سبباً في التعالي وعدم قبول عذرك بل سيصفح وبكل سرور ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : من أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك منه محقا أو مبطلا،فليسَ لنا الحق في التعالي وعدم قبول العذر وعلى وجه الخصوص النادم الصادق في اعتذاره وعفواً , نحن لن نبقى طيلة أيامنا نعتذر ونعتذر ولانجد إلا التعالي والصد عنا سنعتذر مرة ومرتين وخمس .. وفي النهاية ستكون له الحرية في عدم القبول. التسامح خلق رفيع لا يستطيع أي شخص الوصول إلى مراتبه يرى السيد عبد الرحمان موظف في مؤسسة عمومية بالحراش، أن التسامح خلق جدا رفيع لا يستطيع أي كان الوصول إلى مراتبه العالية، فنحن عندما نخطأ ونعتذر يجب علينا أن نتريث بعض الشيء ولا نطالبهم بمعاملتنا كالسابق مباشرة مجرد اعتذارنا لندع لهم وقتا ليتأكدوا من صدقنا وحسن نيتنا وإن شاء الله نعود وإياهم أفضل مما كنا ولنعتبرها فترة اختبار واجتزناها بالتسامح والاعتذار. الاعتذار إحدى وسائل الاتصال الاجتماعية مع الأخرين من جهته أكد لنا الطالب سفيان سنة ثالثة علوم إعلام واتصال أن الكثير من الأشخاص يعتبرون الاعتذار إحدى وسائل الاتصال الاجتماعية مع الآخرين ، بل ومهارة من مهارات الحوار معهم ، فالاعتذار يجعل الحوار متواصلاً ومرنا وسهلاً ، إذ أن ذلك سيرفع من قلب مُحدثك الندية الصلبة في النقاش أو الجدل العقيم في الحوار، فالاعتذار يعني الاعتراف بالخطأ والندم على فعله، والاستعداد الكامل لتحمل تبعاته، وهو ما يعني إكسابك القوة في نظر المتعاملين معك، وهذا ما يدفع مُحدثك للتعجب وقد يصارحك بأنك شخص "قوي وجريء" ويُجبره اعتذارك على احترامك بل ومساعدتك في تصحيح الخطأ إذا لزم الأمر. الكثيرين يعتبرونه سياسة للتبرير فقط من جهة أخرى، يرى الأستاذ عبد الرحيم أستاذ في اللغة العربية بالحراش، أن البعض من صغار النفوس، بدلا من السعي لتصحيح أوضاعهم ومراجعة أنفسهم، وإصلاح ما أفسدته تصرفاتهم، فإنهم يحاولون تبرير أخطائهم، وتقديم الأعذار التي يحاولون من خلالها التملص من تحمل المسئولية، أو تجميل الصورة والظهور بالمظهر اللائق أمام الناس، فالسبب الرئيسي لسياسة التبرير التي ينتهجها البعض هي المبالغة الشديدة في احترام الذات وتقديسها للدرجة التي توصله إلى المكابرة وعدم الاعتراف بخطئه، ظناً منه أنه باعترافه بخطئه يُهين نفسه، ويقلل من مكانتها، فيلجأ للحيل الدفاعية التي يحاول من خلالها إبعاد النقص عن نفسه. ومع أن ارتكاب الأخطاء أمر مشين ويعيب مرتكبيها، إلا أن الاعتراف به وعدم المجادلة بالباطل قد يمحو آثار هذا الخطأ، ويكسب صاحبه تعاطف الآخرين ووقوفهم بجانبه، إن أخطر ما في سياسة التبرير التي ينتهجها البعض هي أن تنتقل عدوى التبرير إلى من حولنا، فالأب الذي لا يعتذر لأولاده مثلاً عن عدم وفائه لهم بوعد وعده لهم إنما ذلك درس عملي لهم أن ينتهجوا نفس النهج ، ويسلكوا نفس السلوك ، وقس على هذا كل المسئولين مع مرؤوسيهم . إننا نصاب بالصدمة الكبرى عندما نرى إنسانا يتولى إمارة أو مسئولية أو أمرا قياديا، ولا حديث إلا عن الإنجازات والعطاءات والمشروعات الناجحة والعملاقة، صفحاته كلها بيضاء ناصعة لا خطأ فيها، إنها صفحات تشبه صفحات الملائكة المعصومين، والأنبياء المرسلين، التي لا مكان فيها للخطأ أو النقصان، أو حتى السهو أو النسيان .. ولا حول ولا قوة إلا بالله. ألا فليعلم الجميع أن الاعتراف بالخطأ أطيب للقلب وأدعى للعفو، ومعلوم أن توبة الصحابي الجليل كعب بن مالك لم ينقذه إلا صدقه وصراحته