يعاني الكثير من أهالي وسكان بقعة طرايش ببلدية بوزغاية والبالغ عددهم أزيد من 3 آلاف عائلة ، من عدة مشاكل أرّقت معيشتهم ، فحياتهم أقل ما يقال عنها أنها مزرية وصعبة ، فهم يتبعون الطرق التقليدية نظرا لغياب أدنى مرافق الحياة اليومية من ماء وإنارة عمومية وتغطية صحية وغيرها من الضروريات الأخرى ، الأمر الذي أدى بالسكان إلى مراسلة المسؤولين لبرمجة المشاريع التي من شانها رفع الغبن عنهم. فالزائر لبقعة طرايش يلاحظ الوضعية الصعبة والقاسية التي يعاني منها السكان أولها انعدام المسالك و الولوج إلى المنطقة أمرا صعبا نظرا للطريق المتعب بالإضافة إلى انعدام أهم المرافق الضرورية التي تجعلهم يحيون حياة عادية ، حيث لا تزال العديد من أحيائها تعاني غياب مظاهر التمدن ، ليبقي قاطنوها ينتظرون قطار التنمية المحلية بها من أجل فك العزلة عنهم وتخليصهم من المشاكل العالقة منذ سنوات .يعيش السكان في عزلة شبة تامة بسبب الوادي الذي يتوسط سكناتهم والذي يربطهم بالطريق الولائي رقم 101 ، حيث أصبح مصدر خطر كلما تساقطت الأمطار ، حيث يضطر التلاميذ وأهاليهم إلى المكوث في منازلهم ، فخطر الوادي تسبب في انقطاع الكثير من التلاميذ عن مقاعد الدراسة خاصة وقت فيضانه ، وفي سياق متصل تبقى الطرق تعاني هي الأخرى من إهتراءات ، مما تفرض عزلة ومتاعب إضافية للسكان ، خاصة في حالات المرض ، حيث أكد ممثل الحي السيد « شحرور الميلود « أن الوادي لا يجف ففي كثير من الأحيان يكاد يودي بحياة الكثير من السكان ، مضيفا ذات المتحدث أن مشروع الجسر يعد حلم أهالي القرية ، والذي من شأنه تحرير المنطقة من العزلة ، هذا إضافة إلى إهتراء الطرق الداخلية فبقعة طرايش رغم كثافتها السكانية لا يوجد بها أي شيء صالح للإستغلال سوى الطريق الولائي رقم 101 ،أما باقي الطرق فهي ترابية صعبة المسلك شتاء أو صيفا. قاعة علاج ضرورة ملحة إضافة إلى ذلك يواجه السكان معاناة كبيرة في ظل انعدام قاعة للعلاج ، الأمر الذي دفع بأغلب السكان للتنقل من أجل تلقي العناية الطبية إلى مركز البلدية أو بلدية بنايرية ، فالسكان أوضحوا أن مطالبهم ونداءاتهم المتكررة للسلطات المحلية لم تأت بنتيجة إلى يومنا هذا، بخصوص إنجاز مركز صحي ينهي معاناتهم مع التنقل لمسافات من أجل تلقي العلاج. حيث أكد هؤلاء أنهم حتى خلال ترددهم على المستوصفات المتواجدة في القرى المجاورة لايتم استقبالهم فيها كون هذه الأخيرة صغيرة ومخصصة فقط لسكانها علاوة على الساعات الطويلة في الإنتطار من أجل التشخيص أو إجراء الفحوصات ، فأكبر المتضررين من غياب هذه المرفق الضروري هم المسنون والمرضى المزمنون، إذ من المفروض أن يحظى بها كل حي، باعتبارها أهم المطالب المنشودة من قبل السكان. هذا ويجدد السكان مطلبهم للسلطات المحلية بضرورة الالتفاتة الجدية لمطلبهم والعمل على توفير مركز أو عيادة صحية تضمن الحد الأدنى من الرعاية الصحية. الماء مرة كل أسبوعين يعتبر الماء من أهم المشاكل التي نغصت عيش مواطني القرية، بسبب التذبذب الكبير في التزود بهذا المورد الحيوي الذي يصل في بعض الأحيان إلى الأسبوعين، ناهيك عن الإنقطاعات المتكررة، ما جعله انشغالا ملحا بالنسبة لهم ، ما يضطر المواطنين إلى اقتناء الصهاريج بأثمان باهظة قد تصل إلى 1000 دج لتعويض النقص في هذا المورد الحيوي ، أو جلبه من الآبار وما قد يسببه من مخاطر صحية، مستغربين سبب حرمانهم من مشروع تحلية الماء القادم من محطة تحلية مياه البحر بمنطفة ماينيس ، مؤكدين أن أنبوب الماء لايبعد على الحي إلا بحوالي 7 كيلومترات وهو الأمر الذي أدى بهم إلى مطالبة السلطات الوصية بضرورة التدخل من أجل القضاء على الطرق التقليدية. شباب في فراغ قاتل كمايحلم شباب القرية بمرافق ترفيهية لتمضية وقت الفراغ والتي من شأنها أن تنسيهم همومهم ومشاكلهم اليومية التي لا تنتهي حسب شباب وأطفال القرية ، فإهتراء الملعب الوحيد في القرية والمصنوع من التيف جعل معظم الشباب، يتخلون عن ممارسة هوايتهم المفضلة ، أما البعض الآخر فيجدون أنفسهم في كل مرة مضطرين للتنقل إلى مركز البلدية لممارسة هوايتهم المفضلة الرياضية أو مختلف الأنشطة الأخرى ، للترويح عن أنفسهم. كما أن غالبيتهم يجدون أنفسهم يجلسون في المقاهي التي تعد ملجأهم الوحيد ، حيث يأمل سكان بقعة طرايش من السلطات الوصية وعلى رأسهم والي الولاية للتدخل شخصيا لإعادة بعث التنمية الغائبة تماما في هذه القرية المعزولة والمهمشة. رد رئيس بلدية بوزغاية «نورة محمد» على الانشغالات «مشكل الجسر سيحل قريبا » وفي رده على انشغالات المواطنين أكد رئيس البلدية أن مشكل الجسر سيحل قريبا ، رغم محدودية ميزانية البلدية وإمكانياتها البسيطة ، إلا أن هذه الأخيرة قد قامت بدراسة للمشروع وقامت بإرسال جرافة إلى وادي وهران ببقعة طرايش لتهيئة هذا الجسر، مضيفا ذات المتحدث أن مصالحة تعمل بالتنسيق مع مدير الأشغال العمومية من أجل حل هذا المشكل ، كما أرجع « محمد نورة « سبب انعدام الماء بالبقعة إلى قدم قنوات الماء والتي تآكلت وأصبحت مهترئة ، مما دفع بمصالح البلدية للتفكير في إنجاز شبكة جديدة للقنوات حيث يمكنها مقاومة ضغط مياه تحلية مياه البحر .