- انخفاض محسوس في الإصدارات منذ بداية السنة - رقمنة المؤ لفات أثرت سلبا على السوق سجلت مكتبة «كتب فن وثقافة» بوهران، انخفاضا محسوسا في المبيعات منذ بداية السنة الجارية، وبرر أصحاب هذه المكتبة الأمر إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، فضلا عن ارتفاع أسعار الكتب وانخفاض الدعم المقدم من قبل الوزارة للكتاب، زيادة على انتشار ظاهرة رقمنة المراجع على الانترنت. حيث باتت نسبة كبيرة من الكتبة مرقمنة ويمكن تحميلها في مختلف المواقع الالكترونية، وهو الأمر الذي حيّر القراء بين الغداء العقلي و البطني، مما دفع الكثير من المواطنين إلى الجري وراء لقمة العيش، بدلا من البحث عن الكتب والمراجع التي من شأنها رفع الوعي والثقافة لدى المواطنين، وأضاف مصدرنا صباح أمس، أن مكتبة «كتب فن وثقافة» سجلت كذلك ظاهرة جديدة وهي إقبال المتقاعدين على المطالعة واقتناء الكتب، باعتبار أنها وسيلة لملء الفراغ اليومي وقتل الوقت لدى هذه الشريحة المهمة من مجتمعنا، حيث أن غالبيتهم يقبلون على شراء الكتب التاريخية، والسياسية على غرار كتاب «حول أصول وزارة التسليح والاتصالات العامة المالغ»، «مسعود زقار»، «حرب الجزائر»، «قضية خيضر»، الرئيس الراحل محمد بوضياف وكتب أخرى... وأضاف مصدرنا أنه حتى النساء لهم نصيبهن واهتمامهن بالمطالعة والإقبال على الكتب، لكن بعيدا عن عالم السياسة وتشعباته، حيث أنهن عادة ما يقبلن على الروايات الجزائرية وحتى الأجنبية، على غرار «البوصلة»، «اسمعوا أنفسكم في الجبال»، «الخيميائي»، «جميل مثل أبولون»، «عسل النعاس»...إلخ، علما أن النسبة الكبيرة من الروايات المطلوبة بوليسية وعاطفية. وتأسف بائع المكتبة عن ما سماه عدم اهتمام شبابنا وشاباتنا بالمطالعة، وهذا بالرغم من التسهيلات التي تقدمها الدولة للمواطن الجزائري من أجل ترقية المقروئية في بلادنا، حيث قدر لنا مصدرنا من مجموع 1000 شخص تجد فرد إلى اثنين يقرأون ويهتمون بالمطالعة وهو ما وصفه بالمؤسف وغير المفهوم، مشددا على أن مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما فايسبوك و تويتر هم سبب تكسير وتحطيم وتراجع مستوى المقروئية عندنا، وأن الأمر مرشح للارتفاع مستقلا إذا بقيت الأمور على حالها مستقبلا، ما يستدعي ضرورة تسطير استيراتيجية شاملة لإيجاد حل لهذه المعضلة العويصة. حيث أفاد مصدرنا أنه حتى ولو وجدنا شابا في المكتبة فإما لأنه مضطر لشراء كتاب أو أنه من بين القراء الذين لديهم اهتمام بالمطالعة وتغذية العقل بروائع ونفائس الكتب والمؤلفات وهو ما يعد بالفعل مؤسفا ويؤكد على تراجع القراء في بلدنا. وأشار محدثتنا أن وبالرغم من ذلك إلا أنه يوجد الكثير من الطلبة الجامعيين الذين لا يزال لديهم اهتمام ورغبة في المطالعة وشراء الكتب، لاسيما طلبة الطب والتكنولوجيا على غرار الفيزياء، الإعلام الآلي، الكيمياء، الاقتصاد، المالية...إلخ، هذا فضلا عن تنظيم بعض التظاهرات الثقافية التي توجه فيها الدعوات لبعض الكتاب على غرار ياسمينة خضرة وغيرهم، لتوقيع مؤلفاتهم الجديدة، حيث تكون هناك نسبة كبيرة من المبيعات، لكن الغريب في الأمر أن هذه التظاهرات والمناسبات الثقافية تشهد حضور نفس القراء ونفس المهتمين بعالم المطالعة ونادرا ما تجد وجوها جديدة تؤشر على تحسن وارتفاع في المقروئية. ودعا بائع المكتبة الذي وجدناها متشائما من هذا الوضع المزري لمعدل المطالعة في ولاية وهران خاصة والجزائر عامة، من الوصاية إلى تمويل ودعم المكتبات حتى لا يكون مصيرها الغلق مستقبلا، وهو ما يعتبر خسارة للمشهد الثقافي عندنا، وختم محدثتنا بالقول إنه إذا تم إجراء مقارنة بين أسعار الكتب المحلية والمستوردة فإن هذه الأخيرة أرخص من التي تنتج في بلادنا، وأن هذا الأمر لم يجد له تفسيرا مقنعا. وختم قوله بالتأكيد أن 60 بالمئة من القراء في الجزائر متقاعدين و 30 بالمئة نساء و 10 بالمئة شباب وهو ما يستدعي إعادة النظر في الأمر حتى نرفع من مستوى المقروئية لدى الفئة الشبابية التي تعتبر وقود ومشعل هذه الأمة في المستقبل.