تابع الجمهور المستغانمي أول أمس على ركح الجيلالي بن عبد الحليم عرض تاريخي بعنوان « ماسينيسا وصوفونيسبا» للمخرجة حميدة آيت الحاج وذلك عشية انطلاق الأسبوع الثقافي والمسرحي لولاية تيزي وزو في إطار تظاهرة مستغانم عاصمة المسرح 2017، وتعود حيثيات المسرحية إلى وقائع حقيقية جرت خلال الفترة الممتدة بين سنة 203 وسنة 120 قبل الميلاد ، فهي أحداث عاشتها منطقة شمال الجزائر التي كانت تسمى آنذاك ب « نوميديا «، عندما عرفت صراعا شديدا بين أطراف كانت تتنازع فيما بينها من أجل كسب قطع أرضية بعد قهر المنافسين ، وهنا يظهر كل من البطل ماسينيسا الذي تمكّن في ظرف وجيز من توحيد نوميديا واعتلاء عرشها ، و«سيفاكس» ملك نوميديا الشرقية ، إلى جانب «سيبيون « الإفريقي القائد العسكري المحنك ورجل دولة روما ، وأخيرا الحسناء « صوفونيسيبا « بنت « استروبال» قائد قرطاجة التي تزوجت عنوة من عشيقها الأول «سيفاكس» ثم «ماسينيسا «حليف عدو والدها . المسرحية التي عرضت باللغة الأمازيغية تمكنت بفضل الآداء الرائع لممثليها آيت حمدان نور الدين ، عودية مخلوف، سلماني كمال ، صالحي تيلتي ، صابر فريدة صاحبة و كريم نور الدين من إيصال الرسالة للجمهور المستغانمي الذي تعرف على هذا التاريخ الحافل بالانتصارات العسكرية والتقلبات السياسية ، وتابع باهتمام على الركح كيف كانت الصفقات والاتفاقيات تبرم بين الأطراف المتصارعة والمتنازعة بطريقة غير طبيعية، حيث كانت تميل تارة لجهة الإمبراطورية الرومانية كما فعل ماسينيسا لاسترجاع الممتلكات التي أخذها سيفاكس من والده «غايا» ، وتارة أخرى ترجع كفتها لصالح القرطاجيين أعداء الرومان كما فعل سيفاكس الذي دخل في معارك عدة ضد الرومان، وتمتين علاقته بالقرطاجيين من خلال زواجه بصوفونيسيا، بمعنى أن المصالح والأهواء هي التي كانت تحرك الصفقات والتحالفات السياسية والعسكرية، لكن ما يسجل في الذاكرة التاريخية الجزائرية أن ماسينسا هو أول ملك نجح في توحيد نوميديا بعد هزمه سيفاكس سنة 206 قبل الميلاد ، وقد خلده التاريخ بمقولته الشهيرة « إفريقيا ملك للأفارقة» .