احتضن المعهد الثقافي الإسباني بوهران "سرفنتيس" بالشراكة مع جمعية "الرحالة الجزائريون" ((Les nomades Algeriens، ظهيرة أمس محاضرة، حول حلبة الثيران بالولاية، نشطها الأستاذ الجامعي بن عمر لطفي، الأستاذة قاسمي مليكة وطالبة الماستر نيل ليلة حيث كانت هذه الندوة المتبوعة بنقاش، فرصة للحديث عن تاريخ الحلبة المتواجدة بحي "الطورو"، والأنشطة التي كان يحتضنها، ووضعيته الحرجة التي يعاني منها اليوم بسبب الإهمال واللامبالاة التي تعرض لها هذا المعلم غير المصنف... وكانت المحاضرة المتبوعة بنقاش، فرصة لطالبة الماستر نيل مليكة، التي أعدت شهادة تخرجها في جوان الداخل، حول حلبة "الثيران"، لتقديم نبذة تاريخية حول هذا المرفق السياحي التاريخي الذي تم تشييده في سنة 1908 بطلب من الإسبان المقيمين آنذاك بالمدينة، حيث شهد المعلم التاريخي المتربع على مساحة تقدر ب 4800 متر مربع ومحيطه 210 متر، أشغال توسعة سنة 1954 لترتفع بذلك طاقة استيعابه من 7000 إلى 10000 متفرج.مع العلم أن هذه الحلبة المتميزة بتصميم معماري ومساحة تضاهي تلك الموجودة بمدينة نيم الفرنسية وبعض المدن الإسبانية، احتضنت عدة مباريات في مصارعة الثيران خلال الحقبة الاستعمارية قدمها مصارعون مشهورون على غرار "لويس ميغال دومينغو" حسب ما جاء في وثيقة تاريخة حول حلبة الثيران بوهران.وبالرغم من أن هذا المرفق لا يزال إلى اليوم مغلوقا لأسباب مجهولة، إلا أن موسم مصارعة الثيران أو ما يعرف ب«لا كوريدا" الذي كان يبدأ في الربيع لينتهي في شهر نوفمبر بقي منقوشا في الذاكرة الشعبية الوهرانية، باعتبارها لعبة استحوذت على قلوب الفضوليين آنذاك. ومن بين الاقتراحات التي تم مناقشتها في هذه الندوة، ضرورة وضع غطاء فوق هذا المعلم التاريخي بعد تصنيفه طبعا، وتحويله فيما بعد إلى مكان للعروض الثقافية في مجالي فن السينما والمسرح، حتى يستقطب العديد من سكان المدينة وخصوصا الجمعيات المحلية، التي تبحث عن فضاءات للترفيه خصوصا في حي "الطورو" الذي يمتاز بكثافة سكانية معتبرة، وقد انتقد الكثير من المتدخلين، إهمال ولامبالاة السلطات المحلية لهذا المرفق الهام، إذ وبالرغم من المناشدات الكثيرة من قبل المهتمين بالآثار، بضرورة ترميمه وتثمينه، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، حيث ظلت هذه الحلبة تصارع لأسباب مجهولة، حتمية الانهيار والاندثار، وهو ما يشكل ضربة قاصمة للإرث التاريخي والسياحي الذي تزخر به عاصمة الغرب الجزائري.