تخليدا لروح الفقيد الصحفي والفنان محمد فضيل بابا أحمد، الذي وافته الفنية العام الماضي، نظم المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران، سهرة أول أمس وقفة تكريمية على شرف هذا المبدع الذي يشهد له الجميع بالتواضع والإبداع والتفاني في العمل. وبحضور جمع غفير من العائلات الوهرانية ورفقاء الراحل، أتحف الممثل المسرحي محمد ميهوبي، عشاقه بمونولوج بعنوان "ستوب" (Stop)، حيث يعالج هذا العمل الفني موضوع "الانتظار"، وما يسفر عنه من قلق واضطراب نفسي، إذ يجعل الإنسان يرى ماضيه ويعيش صيرورته وتاريخه وحتى مستقبله إيجابا أو سلبا... وان مان شو "ستوب" هو مونولوج شاب ينتظر فتاة من الصباح إلى المساء، يريد بناء معها مستقبله وحياته، لكنه يبقى ينتظر حضورها ووصولها بفارغ الصبر، إلا أنها تعتذر عن المجيء بسبب والدها الذي لم يخرج من البيت لتأدية صلاة العصر، ليحرم هذا الشاب من رؤيتها والالتقاء بها، مضيعا يوما كاملا أمام الإشارة المرورية "ستوب"، حيث تحدث له مشاكل مع إحدى العجائز التي ظلت ترقبه وتسأل عن سبب وقوفه في هذا المكان، ليدخل في شجار عنيف مع أبنائها، لتقوم هذه السيدة "النحس" بالاتصال برجال الشرطة الذين تدخلوا في الحين وألقوا القبض عليه، لتضيع بذلك أحلامه التي بناها هذا الشاب غير المحظوظ. وأكد لنا بالمناسبة الممثل المسرحي محمد ميهوبي، على هامش المونولوج أن عمله المسرحي أراد من خلاله تسليط الضوء على مسألة "الانتظار"، حيث يعد هذا الأخير أساسيا في الحياة الإنسانية، إذ أن الجميع في هذه المعمورة ينتظر ويتمنى ويترقب ويطلع إلى بلوغ أحلامه ومراده، مشيرا إلى أن هذا "وان مان شو" الذي يعد ثاني أعماله الفنية من مجموع 23 مسرحية، سبق للصحفي والفنان المرحوم محمد فضيل بابا أحمد، أن شاهده وأعجب به، زيادة على مساهمته في اقتراح عمل آخر "الجنة والنار" الذي سيعرض يوم الإثنين 12 جوان الجاري، ويروي قصة شاب حراق، يعيش مغامرات مشوقة ومثيرة. تجدر الإشارة إلى أنه في ختام هذا المونولوج، قام العديد من الفنانين والمبدعين على غرار فضيلة حشماوي وبعض رفقاء الراحل بتقديم شهاداتهم وتجاربهم التي عايشوها مع محمد فضيل بابا أحمد، الذي كان يكتب كل يوم تعليقا في صحيفة "لوكوتيديان دوران"، تحت اسم مستعار "القليل" ، الأمر الذي جعل الجميع يثمن هذه الخطوة التكريمية لأحد المبدعين والأقلام الصحفية التي سطرت اسمها بأحرف من ذهب في عالم المسرح ومهنة المتاعب.