تكاد القلعة التاريخية «الطبانة «المتواجدة في المرتفعات الواقعة بين كريشتل وكاب كاربون شرق الولاية، أن تختفي، لتفقد بذلك وهران صرحا اثريا ثمينا ،يضاف إلى الصروح الأثرية الأخرى التي اختفت من الوجود ،ويتهدد الاندثار بشكل جدي هذا المعلم الأثري بفعل عوامل التعرية ومرور الحقب والعصور ،ناهيك عن الإهمال التام الذي يعانيه ويرجح بعض المهتمين بالتاريخ أن تكون منارة «الطبانة « راجعة للحقبة العثمانية باعتبار النمط المعماري الخاص الذي تمتاز بها ،ناهيك عن الفترة الزمنية المدونة على احد بواباتها (1889-1889) ،بينما يعتقد كثيرون انه حصن عسكري يعود تاريخ للحقبة الاستعمارية الاسبانية ،خاصة وانه شيد على شكل برج مراقبة بحرية ،ليستغله الاستعمار الفرنسي في آخر المطاف كمنارة بحرية وبرج مراقبة بحكم انه يطل على السواحل الشرقية للولاية ويتواجد في مرتفع يطل على ساحل وهران الشرقي .وتبقى هذه الحقائق مجرد تكهنات في ظل غياب أي دراسات أثرية،والغريب في الأمر انه إلى حد الآن لم يتم تصنيف هذا المعلم الأثري المهمل تماما ،كما تظهره الصور ، كما لا تشير إليه الخرائط الأثرية السياحية في الولاية،بينما لم يتم تناوله كموضوع بحوث أكاديمية أثرية ، وكأنه غير موجود تماما ؟مما يشكل إجحافا خطيرا في حق جزء مهم من تاريخ هذه المنطقة ،ليزيده بذلك الإهمال «الأكاديمي « إجحافا ،ولا تشير الأبحاث للفترة الزمنية التي شيد فيه ، بينما ترك منذ اكتشافه ليواجه مصيره وحيدا في الغابات الواقعة أعالي كريشتل ،وذلك رغم الأهمية التاريخية التي يمثلها خاصة للباحثين والمهتمين بالآثار،ناهيك عن الأهمية السياحية التي قد يشكلها خاصة وان طريق الكورنيش الشرقي الجديد الرابط بين منطقة كاب كاربون وكناستال ،سيعبر غير بعيد عن هذه الآثار ،مما يرشحه لتبوء مكانة هامة على صعيد خريطة المعالم الأثرية للولاية التي تزخر بعشرات المعالم العثمانية ،وخوفا من تعرضه للتخريب بحكم اقتراب مشروع الطريق الساحلي الشرقي الرابط بين ارزيو وكريشتل ،قامت محافظة الغابات مؤخرا، رفقة ممثلين عن مديرية السياحة بخرجة ميدانية لمعاينة هذه القلعة التاريخية ،و الوقوف على حالتها ووضعيتها المزرية ،حيث راسلت الهيئة الوصية السلطات والجهات المعنية ،قصد تشكيل لجنة من المختصين في علم الآثار ،وإرسالها إلى الموقع لتحديد الحقبة الزمنية للمعلم وتصنيفه كمنطقة تاريخية محمية.