شرعت مؤخرا مديرية الثقافة لوهران في إجراء بحوث حول المعلم الأثري قلعة (الطبانة) المتواجد بالمنطقة الساحلية كريشتال (شرق وهران) لحماية هذا الصرح الأثري حسبما استفيد يوم الأحد لدى هذه الهيئة. وستسمح هذه العملية بإعداد بطاقة تقنية قصد تصنيف هذا المعلم التاريخي تشمل الجوانب التاريخية والمعمارية والوصف الهندسي والوضعية القانونية لهذا الموقع الأثري الواقع بالمكان المسمى الطبانة وغير المدرج في قائمة المعالم الأثرية لولاية وهران كما أضاف ذات المصدر. وجاء هذا الإجراء بعد أن راسلت محافظة الغابات لوهران السلطات المحلية والجهات المعنية لاتخاذ إجراءات من أجل حماية وتصنيف القلعة التي أعيد اكتشافها من قبل مقاطعة الغابات لأرزيو كونها تتواجد داخل ملكية الغابات وبمنطقة معزولة جدا حسبما ذكره رئيس هذه المقاطعة بالنيابة. وقد قامت محافظة الغابات رفقة ممثل عن قطاع السياحة والصناعة التقليدية بخرجة ميدانية منذ شهرين لمعاينة هذه القلعة التاريخية التي تبعد ب 10 كلم عن بلدية سيدي بن يبقى (دائرة أرزيو) كما أضاف عبد الوهاب أوجيت. وبعد تلك الخرجة قامت مديرية السياحة والصناعة التقليدية لوهران بإعداد تقرير حول وضعية هذه القلعة ورفعه إلى السلطات لحماية هذا الموقع الذي يعد مكسبا ثقافيا وسياحيا ولتخصيص مبالغ مالية سواء من قطاعي السياحة أو الثقافة لحمايته حسبما ذكره المدير المحلي للقطاع بلقايم عمر بلعباس. ويكمن الهدف من حماية هذه القلعة في جعل المنطقة موقعا لجذب السياح لاسيما أن هذا المعلم الأثري يقع بين منطقتي التوسع السياحي لكريشتل ( قديل) وكاب كربون (أرزيو) علاوة على أن حمايته تسمح بحماية الغابة من زحف المحاجر وفق ذات المسؤول وبما أن قلعة الطبانة تقع في أرض غابية ممتدة من بلقايد إلى غاية أرزيو على مسافة 25 كلم عبر الساحل فإنها تزخر بموقع بيئي جميل حيث أنها تعتبر الفضاء الغابي الثاني الذي يتوفر على أشجار البلوط الفليني بعد غابة مسيلة (بوتليليس) وتعد أيضا الغابة الوحيدة على مستوى المنطقة الشرقية التي تحوز على 125 هكتار من أشجار اللنج استنادا إلى رئيس مقاطعة الغابات لأرزيو بالنيابة. وقلعة الطبانة المطلة على الساحل مشيدة على شكل مستطيل ويعلوها برج وتتوفر على ساحة وغرف وتوجد بالقرب من جبل كيفان النسور الذي يعشعش فيه العقاب كما أشير إليه. وفيما يتعلق بتاريخ تشييد قلعة الطبانة التي تقع على ارتفاع 350 متر فوق سطح الأرض فقدمت مديرية السياحة ثلاثة احتمالات إما تعود إلى العهد احتلال الاسباني أو التواجد العثماني أو إبان الاحتلال الفرنسي غير أن مديرية الثقافة ترجح الاحتمال الثالث مستندة على التاريخ المنقوش على جدران القلعة وهو 1888 -1889.