يناشد أهل ورفلة وزارة الثقافة، بالالتفاف إلى القلعة العتيقة المتواجدة بقرية الشقة، التابعة لبلدية العالية، بالدائرة الحجيرة، وحمايتها من النهب والاندثار، بعد أن أصبحت وكرا للسكارى ومكانا لرمي النفايات. تعاني القلعة العتيقة بقرية الشقة التابعة لبلدية العالية بالدائرة الحجيرة في ولاية ورفلة، من الإهمال ما جعلها تفقد الكثير من معالمها، بفعل تأثير العوامل الطبيعية، وحتى البشرية، رغم كونها أحد الشواهد التاريخية والحضارية للمنطقة الدالة على التواجد التركي بالصحراء الجزائرية وأحد معالمها السياحية، لاختزانها ذاكرة العشرات من الأجيال التي لجأت إليه بحثا عن الأمن والتجارة. وتشير المعلومات التاريخية إلى أن القلعة بُنيت سنة 1811 في مكان عال من أجل المراقبة، والتصدّي لأي خطر خارجي، وكان تاريخ البناء مكتوبا على بابها الخارجي. وفي جولة ميدانية ل''الخبر'' في قرية الشقة، تتراءى من بعيد القلعة الأثرية شامخة، رغم تآكل جدرانها، بسبب الإهمال وانهيار السور الخارجي. ويتواجد المعلم بضاحية شبه معزولة، لا يزورها سوى أبناء المنطقة، بسبب انعدام المسالك المعبّدة المؤدية إليها، حيث يلاحظ الزائر بمجرد دخوله القلعة، ملامح الهندسة العمرانية العثمانية في بنائها، فكل غرفها ضيّقة، وشيّد السقف والنوافذ على شكل أقواس. غير أن ما يلفت الانتباه، بالإضافة إلى روعة المكان وجماليته، النفايات والأوساخ المنتشرة خارجه وداخله وفي كل زوايا القلعة، والتي شوّهت مظهرها، وفي الجهة المقابلة بقايا قارورات الخمر. وأكد بعض سكان القرية الذين التقت بهم ''الخبر''، أن الصرح المعماري الأثري مهمل منذ سنوات، ولا أحد يقصده سوى ''السكيرين''، وأن هذا المعلم آخر اهتمام مديرية الثقافة بولاية ورفلة، رغم أنه يعتبر الوحيد بالمنطقة الشاهد على امتداد تواجد الأتراك في الجزائر. كما كشفوا عن ضياع العديد من معالمه وتعرّض الأشياء الثمينة به للنهب، جرّاء غياب الرقابة الأمنية، ومن بين الأشياء الثمينة التي سُرقت بلورة كروية مشعة، كانت تدل على المكان من بعيد. ويطالب سكان المنطقة وزارة الثقافة بالالتفات إلى هذا الموروث التاريخي، بتصنيفه وإعطائه عناية خاصة، وجعله قبلة للسيّاح.