- أجمع المشاركون في الورشة الدراسية والتكوينية التي أستأنفت يوم الجمعة أشغالها لليوم الثاني والأخير بنواكشوط (موريتانيا) حول مناهج تعليم التربية الدينية على ضرورة وأهمية الاعتماد على خطاب تربوي وقائي ومضاد للتطرف والإرهاب. واعتبر المشاركون في هذا اللقاء المنظم بمبادرة من رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل بالتعاون مع وحدة التنسيق والاتصال (آلية للتعاون الإقليمي) وبمشاركة المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب أن التجارب أثبتت أهمية تطوير الخطاب التربوي وملائمته مع مقتضيات الوقاية من شتى أوجه التطرف والإرهاب. وقال عضو المكتب التنفيذي للرابطة ممثلا عن موريتانيا موسى فالي صار أنه يتعين على المنظومات التعليمية لدول المنطقة "الاهتمام بشكل أكبر بمحتوى الخطاب التربوي لا سيما في شقه الخاص بالتربية الدينية" مبرزا أن تأطير وتوجيه الناشئة بالشكل اللازم كفيل بتحصينهم من تيارات التطرف والإرهاب. ورافع الأمين العام للرابطة يوسف بلمهدي في هذا الصدد من أجل ضرورة تبني خطة إقليمية من قبل دول الساحل تجعل من تعليم التربية الدينية محورا أساسيا لها "وتكون أيضا بمثابة منظومة دفاع فكري في وجه الحملات التي تستهدف زرع بذور الإرهاب لتحطيم الأوطان". كما دعا السيد بلمهدي الى ضرورة مواصلة العمل وفق المقاربة الإقليمية ما بين الدول معتبرا أن التعاون والتنسيق في هذا المجال "ضرورة ملحة" لتحصين شبابها موضحا "أن الشباب الذي ينشأ على العنف في بلده قد يكون عنصر تدمير لبلد أخر في المنطقة". كما اتفق العديد من المشاركين لا سيما من التشاد والسنغال وبوركينافاسو على فكرة تبني إستراتيجية إقليمية ضد التطرف بينما برزت في النقاشات خلال هذه الورشة اقتراحات متنوعة على غرار "الحيطة من خطاب التفرقة والكراهية في الخطاب التعليمي الخاص بالتربية الدينية" الى جانب مواضيع حول احترام الرأي والرأي الأخر. وتتواصل أشغال هذا اللقاء في يومه الثاني على التوالي من خلال الاستماع لاقتراحات وتصورات باقي أعضاء المكتب التنفيذي لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل حول "ترقية مناهج تعليم التربية الدينية في المدارس" حيث من المقرر أن تخلص الورشة بتبني توصيات. ويشارك في هذه التظاهرة أعضاء المكتب التنفيذي للرابطة الممثلين لدولهم الى جانب دول ملاحظة بذات الهيئة على غرار الجزائروموريتانيا ونيجيريا والنيجر ومالي وبوركينافاسو وكوت ديفوار وغينيا والتشاد والسنغال علاوة على علماء ومشايخ وممثلي هيئات ومنظمات إقليمية.