لم تخرج أسعار العملة الصعبة في وهران عن المنحى الذي وضعه لها سماسرة المال والبزنس منذ عديد السنوات مستغلين التقهقر الرهيب الذي يعاني منه الدينار الجزائري والذي يواصل التهاوي أمام العملات الأجنبية. وأيضا استغلال المواسم التي يكثر عليها طلب الأورو كالعطل وموسم أداء مناسك الحج .ولا تزال أسعار مختلف العملات الأجنبية لاسيما الأورو تعرف تصاعدا جنونيا ومنذ حلول عيد الفطر حيث أقبل الناس على شراء. وفي ظرف ثلاثة أشهر قفز سعر العملة الأوربية الموحدة من 150 ثم 150.60 إلى 160.60، و أخيرا 200 ، رغم ذلك يجد إقبالا من طرف الراغبين في الشراء والذين غالبا ما يجدون أنفسهم أمام قانون السوق السوداء الذي يتحكم فيه باعة ينشطون منذ سنوات في هذا المجال . وحسب أغلب الباعة الذين يشتغلون في السوق السوداء فإن الارتفاع في البيع يعود بالدرجة الأولى إلى الإقبال على الشراء من طرف الجزائريين الذين برمجوا عطلهم لما بعد عيد الفطر وقبيل عيد الأضحى ، إذ يحاول الجزائريون الذهاب في عطلة إلى الخرج أو في الداخل قبل أن يحل موعد عيد الأضحى فتراهم يبحثون عن العملة الصعبة في أيّ مكان و يقبلون على شرائها مهما كان المقابل. وأيضا يزيد في ارتفاع قيمة الأورو موسم الحج الذي بدأت أولى رحلاته في 06 أوت الجاري حيث تعرف هذه الفترة من الشهر توجه عدد من المواطنين إلى البقاع المقدسة من أجل أداء مناسك العمرة و قد أكد لنا أحد الباعة أن الأورو قد بيع العام الماضي في نفس هذه الفترة ب 140 و 140.60 . وقبل موسم العمرة و العطل الصيفية من السنة الماضية عرفت أسعار الصرف تقلبات متجددة على مستوى الأسواق الموازية، حيث تراوح سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة "الأورو" مقابل الدينار الجزائري شراء ما بين 156 و158 دج ، مقابل 155 و156 بيعا. وبيع الأورو يوم الأحد في المصارف والوكالات البنكية وكل التعاملات الرسمية ب 109.725 بيع واحد أورو مقابل 1,0966 دولار و 0.70 جنيه استرليني و 134.41 ين و 1.03 فرك سويسري، وقد يلاحظ بعض الانخفاض في سعر الأورو مقارنة بعملات أوروبية وأمريكية وآسياوية ومرد ذلك إلى الأزمة المالية الأوربية والديون السيادية وأيضا الإبقاء في منطقة الأورو على معدلات الفائدة المنخفضة. وعن الدولار قال محدثنا أن تقهقر الدينار الجزائري أمامه يعود بالأساس إلى ارتفاع قيمة الدولار في حد ذاته أمام عملات أخرى كالين الياباني والجنيه الأسترالي .وحسب بعض الشباب الذين وجدناهم في محل لشراء الأورو استعدادا للذهاب إلى تونس وتركيا من أجل قضاء العطلة فإن دولة مسؤولة على ضرورة وضع مكاتب صرف معتمدة للتقليل من جشع الباعة السماسرة والحفاظ على قدرة المواطن خاصة أنّ ما تمنحه البنوك من أورو أو عملة أخرى للمقبلين على السفر يعد قليلا وضعيفا مقابل ما تتطلبه الإقامة في الخارج من أموال، ويضطر الجزائريون للجوء إلى السوق السوداء . كما تساءل آخر عن امتناع البنوك بيع العملة الصعبة للمواطنين إلّا في حالات السفر وإظهار دليل شراء تذاكر السفر وهو ما ينشِّط الباعة غير الرسميين في السوق الموازية . ليس هذا فحسب بل تقول سيّدة وجدناها في البنك أنّ السماسرة يلاحقون فرائسهم إلى مختلف البنوك من أجل " كراء " الأورو لهم لتضخيم حساباتهم البنكية بهذه العملة باعتبار حالة الحسابات البنكية بالعملة الأوربية مطلوبة عند ايداع ملفات الحصول على التأشيرة ، إذ غالبا ما نجد أولئك البزناسة في الوكالات البنكية من أجل هذه العملية التي صارت عادية في البنوك و يتم مثلا كراء 100 أورو ب 1000 دج أو 1200 دج من أجل إدخال العملة في الحساب الشخصي ثم إخراجها بعد ذلك. و في زمن العطلة أو التأهب للذهاب في سفرية خارج الوطن قبل انقضاء العطلة المدرسية و أيضا حلول عيد الأضحى في بداية سبتمبر الداخل يصر الأبناء على السفر مهما كان مكلفا للآباء . ف . ش