فضل العملاق الراحل بلاوي الهواري عليّ كبير وقد لحن لي أكثر من 45 عملا فنيا أكدت الفنانة المبدعة جهيدة، أنه لولا المشايخ الكبار ونجوم الأغنية البارزين لما وصلت إلى العالمية، وأضافت المطربة جهيدة أمس في لقاء مع «الجمهورية» أنه بفضل الشاب خالد ومامي وآخرين الذين عصرنوا هذا الطابع الغنائي باتت الأغنية الوهرانية معروفة ومشهورة، موضحة أنه لا يجب في هذا المقام نسيان دور المشايخ الكبار في فن «البدوي» على غرار الشيخ حمادة وعبد القادر الخالدي، الذين اكتشفوا هذا النوع من الفنون وقدموه بمختلف الآلات الفنية المعروفة على غرار «البندير» و«القصبة» و«القلال»، ليأتي بعدهم عمالقة آخرين سموا بالأغنية الوهرانية إلى سماء المجد، ونذكر هنا الأيقونتين الخالدتين أحمد وهبي وبلاوي الهواري، فضلا عن أحمد صابر، محمد بن زرقة، بن شاعة خيثر. وفي سياق متصل عبرت السيدة جهيدة، عن سعادتها بعدم توقيف مهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية، حيث أكدت أنها مع فكرة استمرار هذا الحدث الثقافي ولم لا ترقيته مستقبلا إلى تظاهرة وطنية، حفاظا على هذا الموروث الأصيل، موضحة أنها لاحظت مشاركة فاعلة للشباب في مهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية، الذي يمتلك أصوات شجية وقدرات كبيرة، داعية إلى تثمينها وإفساح المجال لهذه المواهب من أجل البروز. وفي هذا الصدد اعترفت لنا «حمامة» الأغنية الوهرانية، أنه في الماضي كانت الإمكانيات متوفرة والأبواب مفتوحة، حيث كان الفنان يسجل في الإذاعة ويصور بداخل استوديوهات مؤسسة التلفزيون، أما اليوم فالأمور مختلفة وعلى الشباب التشمير على سواعده وانتاج أغانيه بمفرده ويجتهد حتى يبرز في مجال هذا الفن النبيل والعريق ولدى حديثها عن تجربتها الفنية أكدت السيدة جهيدة أن نجاحها على الصعيد الفني يرجع إلى كوكبة من جهابذة الطرب المبدعين، مشيرة إلى أنها تذكر جيدا بداياتها الفنية في 1979، وكيف ساهم الأستاذ الراحل بلاوي الهواري في صقل موهبتها وتلحين العديد من أغانيها التي فاقت ال45 وصلة موسيقية، ، مؤكدة أنه استقبلت بحزن وألم شديدين وفاة أستاذها بلاوي لأنها تربت على يديه وحققت بفضله وباقي عمالقة الأغنية الوهرانية الآخرين، هذه الشهرة التي وصلت إليها اليوم، مثمنة الحضور الدائم لصاحب رائعة «المرسم» الذي كان يشارك في طبعات مهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية، بوقفته الشامخة وابتسامته الجميلة. وعن مشروعها الفني الجديد، أكدت محدثتنا أنها حاليا معدة برامج فنية في القناة الأولى للإذاعة الوطنية بعنوان «الجزائر تغني» يومي الأربعاء والخميس، حيث يتحدث البرنامج عن كل ما هو أصيل وراق في الأغنية الجزائرية بكل طبوعها، فضلا عن تسجيلات وأغاني كلما أتيحت لها الفرصة. لتختم حديثها أنها لم تنس فضل مدينة وهران وسكانها، وأنها تزور والدتها في كل مرة وسعيدة بالتواجد في الجزائر العاصمة، حيث فتح لها مسؤولو الإذاعة الأبواب لتقديم حصتها الأسبوعية، لتؤكد أن وهران تبقى بالنسبة إليها ولايتها المفضلة ومدينتها الجميلة وبفضلها وصلت إلى هذه النجومية في مجال الأغنية الوهرانية.