اختتمت سهرة أول أمس فعاليات الطبعة العاشرة لمهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية بمسرح علولة بعدة مفاجآت مدوية، أدخلت الفرحة والبهجة في نفوس الجمهور الوهراني الحاضر بقوة، حيث كان «الشيخ» رحال الزبير نجم السهرة بدون منازع بصوته الساحر وإطلالته المتميزة وتناسقه المتناغم مع الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الباي بكاي، حيث أدى رحال الزبير باقة من الأغاني القديمة الجميلة، بطريقة فيها الكثير من الاحترافية والاتقان على غرار «سعدية»، «طال عذابي وطال نكدي»، وهو ما أعاد هذا المطرب المخضرم إلى أيام شبابه، عندما كان يحلق عاليا رفقة كوكبة من المبدعين الكبار في سماء الأغنية الوهرانية محليا، وطنيا وحتى دوليا، كما كانت سهرة أول أمس مناسبة لفنانين آخرين كي يتذكروا العملاق والأستاذ الراحل بلاوي الهواري، حيث وبالرغم من مرضه وسنه المتقدم أبى الشاعر مكي نونة، إلا أن يحضر حفل الختام ويصعد ركح المسرح ويقدم قصيدة عن صديقه ورفيق دربه المرحوم بلاوي، متحدثا فيها عن خصاله وأخلاقه وجهاده والأيام الجميلة الملاح التي قضاها معه في الماضي، وهي الأبيات التي أعجبت كثيرا الحضور، الذي صفق له كثيرا وأشاد بهذا المبدع الذي قضى حياته في نظم القصيد وكتابة الأبيات الشعرية الضاربة في أعماق ثراتنا الشعبي الأصيل، دون أن ننسى كذلك الإطلالة البهية للأستاذ هواري بن شنات، الذي وقبل انطلاق الحفل وبحضور الأمين العام لوزارة الثقافة، مدير الثقافة، محافظة مهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية، قدم أغنية جديدة بريتم حزين وكلمات جياشة ومؤثرة عن عملاق الأغنية الوهرانية بلاوي الهواري، حيث لم يتمالك بن شنات نفسه ليذرف وهو يغني وصلته الموسيقية الجديدة، دموع الحزن والأسى على رحيل هذه الأيقونة المغاربية والعربية الخالدة، وسط تصفيق حار للجمهور الوهراني، الذي وقف في نهاية الأغنية عرفانا وتقديرا بهذا الفنان الأسطورة. كما قام الشاعر عبد الله طموح بتقديم قصيدة أخرى، تغنى فيه بالأستاذ بلاوي الهواري، حيث أكد قبل قراءته القصيدة، أنه اشتغل معه لأزيد من 50 سنة، وتعرف على الفقيد عن قرب وقدما سويا الكثير من الأعمال الفنية الخالدة، بل أنهما كانا وراء بروز العديد من الأسماء الفنية الشابة، على غرار جهيدة، بارودي بخدة، حورية بابا، صباح الصغيرة، صورية كينان وآخرين... تجدر الإشارة إلى أن الحفل شهد صعود العديد من الفنانين على ركح المسرح الجهوي عبد القادر علولة، على غرار معطي الحاج، عزي إسماعيل، الأنيق منصور بلقاسمي، رميسة، حيث حاول كل واحد منهم تقديم وصلات غنائية أعجبت كثيرا الجمهور الحاضر، الذي عاش سويعات مليئة بالحب والشوق والتأثر والحنين.