يعود الكاتب و الإعلامي محمد زتيلي إلى الساحة الأدبية الجزائرية والعربية بمؤلف جديد تحت عنوان « مسارات في الحياة الأدبية والثقافية الجزائرية» الصادر عن دار المؤلفات، حيث اختزل زتيلي خلال طبعة حملت 250 صفحة، معطيات ومعلومات تشبّع بها خلال عقود من الممارسة الميدانية، باعتباره قارئا ومحللا وناقدا و له باع طويل في الجانب الثقافي بما فيه الفن الرابع و الأدب و الشعر . الكاتب محمد زتيلي الذي يعتبر صوتا أدبيا حاضرا منذ 4 عقود، ورجلا استطاع أن يرصد جوانبا من الممارسات الثقافية في الحياة الرسمية الوطنية قدم في كتابه الجديد حوارات تاريخية تهمّ المؤرخ الأدبي والناقد والدارس أجراها معه كتاب وأدباء وإعلاميون كبار منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى غاية السنوات الأخيرة، من بينهم المؤلف محمد دحو، الخير شوار، محمد رابحي، سعيد حمودي، رجاء الصديق، إلى جانب كتابات أخرى وقعها كل مع الشاعر كل من أحمد دوغان من سوريا، عمر العسري من المغرب، علاوة كوسة، و بلقاسم بن عبد الله من الجزائر، وقد دارت الحوارات المطولة المركزة حول مسارات الحركة الشعرية الجزائرية بعد الاستقلال. ويعتبر كتاب «مسارات في الحياة الأدبية والثقافية الجزائرية» الذي سيوزّع قريبا على المكتبات خلاصة جهد استمر أكثر من عقد من الزمن، تضمن مقالات حول جوانب من الحركة الأدبية الجزائرية ورهاناتها وتفاعلاتها ، خاصة واقع الكاتب والكتابة في الجزائر المعاصرة . ومدى انخراط الكاتب الجزائري في قضايا التراث والحداثة والحرية والعلاقة بالمؤسسة الرسمية، وقضايا عديدة تناولها الكاتب ويجيب عنها بأسلوب تحليلي واقعي ومقارن. للعلم قدم محمد زتيلي للمكتبة الوطنية 15 إصدارا بداية من رائعته « الأكواخ تحترق» الرواية التي عرفت الميلاد في سنة 1977 بمسقط رأسه سيرتا ، ثم مجموعته الشعرية الأولى « فصول الحب والتحول» عام 1982عن المؤسسة الوطنية للكتاب، وتوالت الإصدارات الشعرية والروائية والنصوص الساخرة، ككتابي « اللصوص المحترمون «، و « عودة حمار الحكيم «، و غيرها من الأعمال الهامة التي لقيت رواجا عند القراء . و آخر عمل له صدر العام الماضي 2016 بعنوان « في الثقافة والديمقراطية، مساهمات في تحرير الفكر والإبداع» ، كما له تحت الطبع عناوين إبداعية في الكتابة الساخرة والشعر والتسجيل وقصص الأطفال، ومقالات في النقد الثقافي.