كان المعهد البلدي للموسيقى "أحمد وهبي" بوهران مساء أول أمس، قبلة لفناني الراي و الأغنية الوهرانية، الذين لبوا دعوة أصدقاء الشاب حسني، و ساهموا بصدر رحب في إحياء حفل تكريمي، نظم بمناسبة الذكرى ال 23 لوفاته، تحت عنوان "مازال كاين لسبوار"، حتى لا تمر هذه المناسبة لدى محبيه و عشاقه مرور الكرام، لسبب واحد هو أن ملك الراي العاطفي، لا يزال يسكن قلوب الملايين من الشباب، بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن على رحيل صوت الأمل. تميز الحفل بحضور جمهور غفير، خاصة العنصر النسوي الذي سجل حضورا لافتا، و هو ما جعل أجواء هذه الوقفة التكريمية، تتحول إلى عرس فني بامتياز، ساهم في صناعتها عدد كبير من الفنانين، ممن تداولوا على خشبة معهد أحمد وهبي، لا سيما المايسترو لطفي عطار من فرقة راينا راي، الذي أبهر الجمهور بوصلات موسيقية عالمية في الراي روك، و عزفه المميز على آلة القيتار، كما تألق بلمو كالعادة في العزف على "طرومبات"، و نفس الشيء بالنسبة للأستاذ قويدر بركان، في حين اختارت الأصوات المشاركة في إحياء هذا الحفل، أن تمتع الجمهور بأجمل ما غنى الراحل حسني طوال مساره الفني، أغان خالدة لم تفقد بريقها إلى يومنا هذا، صدحت بها حنجرة كل من الشاب بلة و قويدر بن سعيد، و سعيد الوهراني، و حسني صغير و الشابة سهيلة و رميسة، و الشاب رضوان و زينو و الشاب مخطار من مستغانم و الشاب ميمي من عين تموشنت، و غيرهم من المغنيين، ممن حرصوا على تسجيل حضورهم في هذا الحفل التكريمي، الذي شارك فيه أيضا الممثل الفكاهي مصطفى هيمون، المعروف بمصطفى بلا حدود، و كذا وحيد القوال، من خلال تقديم عروض مسرحية قصيرة، و ذكر المنظمون أن ملك الراي خالد، قد بعث تصريحا مصورا حول هذه الذكرى، ثمن فيه هذه المبادرة الرافضة للنسيان، حيث كان مبرمجا للعرض خلال هذا الحفل، لكنه وصل في وقت متأخر عقب نهاية الحفل، مما حال دون عرضه للجمهور. تضم مجموعة أصدقاء الشاب حسني، المنظمة لهذا الحفل التكريمي، كلا من نور الدين قفايتي، مدير أعمال المرحوم حسني، و عازف القيتار نور الدين جاري، و كذا صديق عمره بدر الدين، الذي كان يرافقه في كل حفلاته و جولاته الفنية، و أيضا توفيق علي شاوش، و الممثل وحيد و المغني سعيد الوهراني، و قويدر بن سعيد، و قد أصرت هذه المجموعة التي تكونت بطريقة عفوية، على إحياء ذكرى رحيل ابن وهران، لا سيما بعد إلغاء الحفل الذي كانت ستنظمه جمعية ثقافة و فنون للحفاظ على التراث الموسيقي بوهران الأسبوع الفارط في آخر لحظة. و يعتبر 7 أكتوبر الذي نظم فيه الحفل، تاريخا حساسا بالنسبة للشاب حسني، حسب أحد المقربين منه، ذلك أن الراحل كان قد وقع عقدا لإحياء حفل بالعاصمة الفرنسية باريس في هذا اليوم تحديدا، لكن القدر شاء أن يغتال قبله بأسبوع سنة 1994، و هو ما دفع أصدقاء الشاب حسني، إلى إحياء ذكراه في هذا اليوم، الذي يحمل بالنسبة لهم دلالة الصمود و عدم النسيان.