إرهابيان يسلمان نفسيهما للسلطات العسكرية    مزيان يلتقي رئيس ناميبيا    لانغلي: الجزائر بلد رائد    هذه شروط شراء سكنات عدل    الجزائر تُطالب بالتحرّك فوراً..    تثمين فلسطيني لدور الجزائر    المصادقة على قانون حماية ذوي الاحتياجات الخاصة    إشادة دولية واسعة بجهود الجزائر في تحرير الرعية الإسباني    توفير أحسن الباقات للتكفّل بالحجاج الجزائريين    قائمة الأدوية القابلة للتعويض تتجاوز 7130 دواء    الجزائر العاصمة..انهيار بناية قديمة ببلدية القصبة دون تسجيل أي خسائر    جثمان المجاهد بلقاسم بزة يوارى الثرى بمقبرة خنشلة    الجزائر تشارك في فعالية "سفينة شباب العالم" باليابان    بوغالي يترأس اجتماعا حول التفجيرات النّووية الفرنسية بالجزائر    إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة جزائرية سلوفينية    بن جامع: "تحديات أطفال غزة صارت كبيرة"    تصعيد خطير في الضفّة الغربية المحتلّة    رباش سعيدٌ بالانتقال إلى نادي غرناطة الإسباني    الهدوء يعود إلى بيت الفريق والإدارة توضح    تجهيزات جديدة ل''الفاف" لتدعيم تقنية "الفار" في البطولة    تفعيل 3 مشاريع جزائرية مبتكرة في الصحة الالكترونية    قرار وزاري لتحديد شروط وكيفيات معالجة طلبات شراء سكنات البيع بالإيجار    حجز 130 كلغ كوكايين ومصادرة 13 مليارا    ضبط 500 قرص مهلوس    تفكيك عصابة تتاجر بالممنوعات    ضُعف في المداخيل الجبائية    الجزائر تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب بأزيد من 400 عنوان    مساعٍ لتثمين الأدب النسائي في القارة السمراء    شراكة استراتيجية للحفاظ على التراث الثقافي المشترك    وفد برلماني يتفقّد مشاريع مهيكلة بولاية تندوف    وهران: مسرحية "الصمود" تستحضر محطات خالدة من الثورة التحريرية المظفرة    معرض جماعي لأعمال جزائرية تشكيلية حول طبيعة وثقافة الصين    خنشلة.. معركة " أغروط أغقالت "… محطة فارقة في الولاية التاريخية الأولى    أبو الغيط يشيد بمبادرة الجزائر لعقد جلسة "هامة" من أجل تدعيم العلاقة بين الجامعة العربية ومجلس الأمن    "الأونروا": 660 ألف طفل فلسطيني في غزة بلا تعليم و88% من مدارس القطاع مدمرة    كرة القدم المدرسية: تأهل المنتخب الجزائري للذكور إلى البطولة الإفريقية    كرة القدم: "الفاف" تعلن انطلاق محاضرات المتربصين لنيل شهادة "كاف أ"    هلاك شخص وإصابة آخرين في حادث مرور بولاية الوادي    سعيود يشيد بالدور الفعال للمؤسسات الناشئة في الرقي بقطاع النقل    بلمهدي: الجزائر حريصة على ضمان تكفل أفضل بالحجاج خلال موسم الحج    بوغالي يترأس اجتماعا تحضيريا للملتقى البرلماني حول التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر ابان الاستعمار    الهلال الأحمر الفلسطيني: استبدالنا بوكالة الأونروا شائعات صهيونية    البطولة الوطنية لفوفينام فيات فوداو:انطلاق المنافسات بمشاركة 517 رياضيا يمثلون 87 ناديا    الابتكار في الصحة الالكترونية: الجزائر تحتضن الطبعة الإفريقية الأولى من "سلاش'س دي"    المغرب: فشل الحكومة في الحفاظ على صحة المواطنين يحول داء الحصبة إلى وباء    السيد بللو يشرف على افتتاح يوم دراسي جزائري-إيطالي حول تثمين التراث الثقافي    صدى عالمي لجائزة الجزائر للقرآن الكريم    ممثلا الجزائر يستهدفان كأس الكاف    منظومة الضمان الاجتماعي في الجزائر قائمة على مبدأ التضامن بين الأجيال    مجلس الأمة: المصادقة على نص القانون المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وإزالتها    وهران : ترحيل 27 عائلة إلى سكنات جديدة ببئر الجير    الكوكي مدرباً للوفاق    ديون الجزائر لدى المستشفيات الفرنسية.. حملة اعلامية جديدة تسوق البهتان    القلوب تشتاق إلى مكة.. فكيف يكون الوصول إليها؟    وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأندية الجزائرية دخلت للإحتراف بأطقم طبيّة هاوية!
الجمهورية تحاور البروفسور بن حامد (مختص في الطب الرياضي)
نشر في الجمهورية يوم 03 - 10 - 2011

*لا نملك فريقا مؤهلا في هذا المجال باستثناء المنتخب الوطني وفريق إتحاد العاصمة.
*مسؤولو الأندية لا يعترفون بدور الأخصائي في علم النفس التربوي.
*أخطر الإصابات المؤدية إلى الوفاة هي تعرض اللاعب للأزمات القلبية.
*يجب توفر سيارات الإسعاف في الميدان للتكفل بالحالات الخطيرة.
*سأحرّر تقريرا حول الحالة الصحية للاعب بلقروي وأبعثه إلى»الفاف«.
ضيف هذا العدد من الملحق الرياضي ليست شخصية رياضية وإنما يعد أحد الأعضاء الفاعلين في تحسين أداء اللاعب والحفاظ على لياقته البدنية والحديث في هذا المقام يتعلق بدور الأخصائي في الطب الر ياضي في علاج الإصابات وضمان التغطية الصحية للفرق أثناء المباريات إنه البروفيسور بن حامد محمد الأمين الذي شخّص ل »الجمهورية« وضعية الطب الرياضي في الجزائر بحكم خبرته الطويلة مع فريق مولودية وهران وتحديدا منذ تتويج الحمراوة بكأس العرب وإلى غاية سنة 2007 وهو حاليا لا يزال يستقبل اللاعبين من مختلف النواري بعيادة فلاوسن بعدما اضطر للتوقف عن العمل كطبيب في المولودية حيث تأسف لغياب القاعات المخصصة للعلاج وعدم اهتمام المسؤولين في النوادي بدور الأخصائي في العلاج الذي يعد عنصرا هاما في إعداد التشكيلة من الناحية الفيزيولوجية والنفسية ويعتبر عمله مكمّلا لمهام المدرب وطالب القائمين على الفرق الرياضية بضرورة إيلاء أهمية للتخصصات الطبية منها على وجه الخصوص أخصائي في تقديم الإسعافات وطبيب مختص في طب العظام، وأخصائي أيضا في علم النفس التربوي، مثلما هو معمول به في الفرق الأوروبية التي نجد في طاقمها الطبي 9 أعضاء كل واحد حسب تخصصه. وأكد أن الأندية الجزائرية بعيدة كل البعد عن الإحترافية في الطب الرياضي واللاعب معرض حسبه لأخطار صحية ناجمة عن غياب المتابعة ونقص الوسائل الطبية اللازمة للعلاج.
البروفيسور بن حامد نشكرك جزيل الشكر على كرم الضيافة بمقر عملك بعيادة فلاوسن؟
- لا شكر على واجب فأنا في خدمة الإعلاميين قراء الجريدة... تفضلي.
سلطنا في هذا اليوم الضوء على تخصص الطب الرياضي، هل بإمكانك سيدي إفادتنا بكل ما يتعلق بهذا المجال، بحكم تجربتك مع النوادي؟
- قبل كل شيء أنا طبيب مختص في الإنعاش وتنشيط العظام وعملت لفترة طويلة ےمع فريق مولودية وهران، وتحديدا منذ تاريخ مشاركة النادي في منافسة كأس العرب سنة 97 وإلى غاية 2007، حيث توقفت عن العمل مع الفرق الرياضية لكي أتفرّغ لمهامي الرئيسية بصفتي جرّاح العظام بعيادة فلاوسن منذ 15 سنة، وأحيطكم علما أنه ليس من السهل التكفل بالتغطية الصحية للرياضيين بالنوادي الرياضية لأنها تتطلب الكثير من الصبر والتفرغ لهذه المهمة، وهو ما جعلني ابتعد قليلا عن هذا المجال، لكنني ما زلت استقبل اللاعبين بالعيادة، وأنا في اتصال دائم مع المشرفين على الأطقم الطبية، سواء في المولودية أو الجمعية وللإجابة عن سؤالك فإن الطب الرياضي هو تخصص يضاف إلى التخصصات المرتبطة بالطب العام. فبالنسبة لي فلدي تجربة في الطب الرياضي، إضافة إلى طبيعة تخصصي الإنعاش فهي تخصصات تكمل بعضها البعض.
ماذا يتطلب في الطاقم الطبي لأي فريق حتى يصبح مؤهلا للعمل؟
- بالرغم من أن مسؤولي الأندية الجزائرية ما عدا اتحاد العاصمة الذي يسير نحو الإحترافية في هذا المجال، لا يولون أهمية كبيرة للطاقم الطبي، إلا أنه من المفروض أن تتوفر عدة تخصصات في الجهاز الطبي لتأهيله في الفريق أي بمعنى آخر يجب توظيف عدد من الأطباء، كل واحد حسب طبيعة تخصصه، فهناك أخصائي في التأهيل الوظيفي، وأخصائي في تقديم الإسعافات الأولية وآخر مختص في التغذية وطبيب مختص أيضا في طب العظام والعلاج النفسي والتربوي.
نفهم من كلامك أننا بعيدين كل البعد عن الإحترافية في الطب الرياضي؟
- هذا أكيد وللأسف فالأندية لا تعترف ببعض الإختصاصات رغم أنها تعد مكملة للإعداد الفريق من الناحية النفسية والبدنية، ودور الطبيب يساعد على تسهيل مهام الطاقم الفني، لتكوين فريق متكامل وإعداد لاعب ذو مستوى عال. فبحكم تجربتي مع الأندية، فلا توجد استراتيجية داخل الإدارات تمنح الصلاحيات الكاملة للطبيب خلافا للدول الأوروبية فعلى سبيل المثال بألمانيا عندما زرت نادي دورتموند اندهشت لطريقة التسيير الإحترافية التي تمنح للطاقم الطبي الإهتمام الكبير إذ يتواجد في هذا الجهاز 9 أطباء كل واحد حسب تخصصه.
هناك نظرة ضيقة لدور الأخصائي في علم النفس التربوي في النوادي هل هذا راجع لغياب ثقافة المسؤولية لدى بعض المسيرين الذين يفضلون الإستنجاد بالمسعفين لتفادي الأعباء الكثيرة؟
- لقد سبق لي وأن أشرفت على التغطية الطبية في بعض المنافسات القارية كالبطولة الإفريقية لكرة اليد وأدرك جيدا ما تتطلبه هذه المهنة، لكن المشكل الكبير الذي تعاني منه حاليا النوادي هي عدم توفرها على أطقم طبية إن صح التعبير وإنما ما تنتهجه الإدارات هي الإستعانة بطبيب ومسعف ومحضر بدني وتربط الأطراف المعنية عقود معنوية، أي أن الطبيب يشتغل طوعا مع النوادي، زيادة على ذلك فالإمكانيات شبه منعدمة.
ولا تتعدى مجرد علبة للإسعافات تحتوي على ضمادات ومسكّن وقارورة تطهير وغيرها من الوسائل البسيطة بالرغم من أن الأخصائي في العلاج الطبي يحتاج إلى أشبه بعيادة صغيرة لإجراء الفحوصات والأشعة لتحديد حالة اللاعب، بالإضافة إلى وسائل أخرى تستخدم في الإسعافات الأولية.
هل سبق لك وأن اشتغلت مع الإتحادية الجزائرية لكرة القدم؟
- تجربتي كانت فقط مع فريق مولودية وهران منذ تتويجها بكأس العرب سنة 1997 وإلى غاية 2007، أين توقفت لضيق الوقت.
ما هي الحالات المستعصية التي واجهتك أثناء أداء عملك مع النوادي؟
- الأهم بالنسبة للطبيب الذي يعمل مع النوادي الرياضية هو كيفية التعامل مع الحالات الطارئة أو الإصابات الحرجة من خلال تقديم الإسعافات الأولى مثلما حدث لي في إحدى مباريات الفريق. وأذكر جيّدا في لقاء جياسكا حيث ابتلع أحد اللاعبين لسانه، ولحسن الحظ أنني كنت متواجدا في الملعب وتمكنت من إنقاذه ونفس الحادث تكرر مع اللاعب السابق للمولودية قويدر بوكساسة في لقاء مولودية وهران سياربي، ففي هذه الحالات يجب على المختص أن يحسن التدخل الإستعجالي لأن حالات إبتلاع اللسان قد تؤدي إلى الموت السريع. وهناك أيضا حالات مماثلة يتعرض فيها اللاعب لأزمة قلبية مفاجئة والتي تتطلب تواجد سيارة إسعاف في الملعب لكن حاليا أصبحت الأندية تستنجد فقط بعناصر الحماية المدنية.
أليست هناك قوانين تفرض على مسؤولي الأندية إلزامية تواجد سيارة الإسعاف في الملعب تحسّبا لأي طارىء؟
- للأسف لم نصل إلى الإحترافية لأخذ هذه الأمور بجدية لأن التعامل مع لاعب معرض لأزمة قلبية مفاجئة يجب أن يتم بسرعة، وإذا لم تكن هناك سيارة إسعاف مجهّزة بجهاز التنفس الإصطناعي لإنقاذ الحالة فإن 99٪ من اللاعبين المعرضين إلى أزمات قلبية حادة يموتون.
وهناك حالات أخرى بإمكانها الإنتظار كالإصابات التي تحدث على مستوى الكاحل أو الركبة أون الأربطة الهلالية، والتشنّجات العضلية التي تتطلب الكشف بالأشعة فيمكن التحكم فيها وعلاجها.
هل يملك الطاقم الطبي كل الصلاحيات للتدخل في اختيارات المدرب لتفادي تفاقم إصابات اللاعبين خصوصا وأن بعض المشرفين على الجهاز الفني يعمدون المجازفة بلاعبين مصابين لغياب البديل؟
- الطبيب يتعامل مع الطاقم الفني بانتظام ومهمته هي إعداد التقارير الطبية التي تثبت حالة اللاعب إذا كان مؤهلا للعب أم لا، فإذا تجاوز المدرب صلاحيات الطبيب في هذه الحالة فهو من يتحمل المسؤولية والحمد لله لم يسبق وأن واجهت هذا الإشكال مع أي مدرب، لكن مؤخرا استقبلت في عيادتي اللاعب الحالي لوداد تلمسان بلقروي الذي يعاني من انتفاخ في الركبة ولم أفهم لماذا المدرب عمراني أصر على إقحامه في المباريات رغم عدم شفائه من الإصابة، وهذا أمر غير معقول، فمثل هذه القرارات قد تتسبب في ضياع مشوار اللاعب.
في مثل هذه الأمور التي تتجاوز صلاحيات الطبيب، ماذا يمكن فعله؟
- فبالنسبة للحالة الصحية للاعب بلقروي فإنني سأقوم بتحرير تقرير طبي وأبعث نسخة منه »للفاف« التي ستدرس الملف وهذه مسؤوليتي كطبيب.
من خلال من خلال حديثك نفهم أننا لا نملك فريقا مؤهلا في هذا المجال؟
- ما عدا المنتخب الوطني الذي يتوفر على جهاز طبي متكامل وبدرجة أقل فريق إتحاد العاصمة الذي يسير على هذا النهج فإننا لا نملك فريقا آخر مؤهلا في هذا المجال، وسبق وأن تحادث في هذا الأمر مع زميلي البروفيسور زرڤيني المسؤول الأول على الطاقم الطبي في المنتخب الوطني وناقشنا وضعية النوادي التي لم تصل إلى الإحترافية أو بالأحرى هي نوادي محترفة بطاقم طبي هاوي.
ما هو دور أخصائي العلاج الطبي في تفادي تفاقم الإصابات للاعبين؟
كيف سيكون للطبيب دورا في هذا الجانب وهو لا يحظى بمقعد في الإحتياط مثلما أصبحنا نشاهده في ملاعبنا حيث يمنع الطبيب من دخول أرضية الميدان ويبقى جالسا في المدرجات ويتم السماح لأي شخص في النادي بأخذ مكانه بالرغم أن تواجده بالقرب من اللاعبين ضروريا جدا للتعامل بسرعة مع أي طارئ
هل ما زالت هذه الأمور تحدث في ملاعبنا؟
أعتقد أنه تم إصدار قرارات تقضي بإلزامية حجز مكان للطبيب داخل أرضية الميدان وبدأت تطبيق هذه الإجراءات مع ولوجنا عالم الإحتراف وأتمنى أن يتحسن الوضع مع مرور الوقت.
في رأيك هل التحضيرات المجهدة والتدريبات اليومية المكثفة تؤثر على صحة اللاعب أم يجب إتباع طريقة أخرى للحفاظ على لياقته؟
تتدخل في هذا الجانب عوامل أخرى ويتحمل اللاعب جزءا كبيرا منها وليست المسؤولية ملقاة فقط على المدرب وإنما لانعلم كمختصين كيف يقضي الرياضي عموما أوقاته قبل أو بعد التمارين وما هو النظام الغذائي الذي يتبعه وهل يستفيد من الراحة أم يقضي أوقاته في السهر وغيرها من الأمور التي تدخل في تفكيره وأسلوب حياته وفي هذا السياق نتحدث عن الذهنيات وإحترافية اللاعب الذي يدرك ما ينفعه وما يضره ونفس الشأن بالنسبة للمدرب الذي يتخذ قرار إقحام اللاعب أو إراحته حسب الحالة التي يتواجد فيها فلا يعقل أن يجازف مثلا بلاعب مصاب بالزكام ويقحمه في المباراة فمن البديهي التعامل مع اللاعب بمنطقية ومراعاة وضعه الصحي لكن بأوروبا الوضع يختلف تماما فهناك إهتماما كبيرا بالطاقم الطبي حيث لا يملك إجراء مقابلة دون إستشارة طبيب الفريق الذي يقوم بالتأشير على إجازات اللاعب وتوقيعه ضروري في بطاقة اللقاء وإذا حدث العكس فلن يتم السماح بإجراء المقابلة
هل بإمكاننا النهوض في هذا المجال على شاكلة ما هو مطبق في الخارج؟
يجب أن نلتزم بالقوانين وبشروط الإحترافية في السير لنصل إلى هذا المستوى فمؤخرا قمت بزيارة إلى تونس وإنبهرت بما وصل إليه أشقاؤنا في هذا المجال فهناك هياكل ووحدات للعلاج بالنوادي مجهزة على أعلى مستوى إضافة إلى الإعتراف بالتخصصات الطبية في النوادي الرياضية ونفس الشأن في تركيا وفي المغرب التي سبقتنا في مثل هذه الأمور .
لماذا لا تولي الأندية إهتماما بإنشاء وحدات العلاج الطبي للتكفل باللاعبين وضمان المتابعة الصحية لهم
في الحقيقة لا تتوفر بعض النوادي على عيادات خاصة بها رغم أننا نسمع كثيرا عن عيادة فريق كذا وكذا وفي الواقع ليست موجودة أصلا فعندما كنت أعمل مع مولودية وهران إقترحت على المسؤولين تحويل إحدى غرف مركب كاسطور إلى قاعة للعلاج من ضمن القاعات الكثيرة الشاغرة غير مستغلة لفائدة النادي وكنت سأتكفل بجلب الأدوية والمعدات الطبية لكن الإدارة لم تتخذ الأمور بجدية.
هل هناك متابعة طبية بعد تعرض اللاعب للإصابة الخطيرة؟
إذا لم يتم توفير المعدات وتهيئة قاعة للعلاج لايمكن الحديث عن المتابعة الطبية السليمة لتجنب تفاقم إصابة اللاعب والأهم من ذلك أن بعض الحالات في بداية الأمر ليست خطيرة لكن سوء العناية أو عدم تقديم الإسعافات الأولية اللازمة تحولها إلى حالة خطيرة لغياب التكفل السريع فعلى سبيل المثال عندما تنقل الحالة على جناح السرعة إلى العيادة قد تتضاعف خطورتها لمجرد إهتزاز مركبة الإسعاف وقد لا تتطلب نقلها إلى المستشفى ويمكن التكفل بالمصاب في الميدان لتجنب مضاعفات غير مرغوب فيها.
ماهي أخطر الإصابات المؤدية إلى حالات الموت المفاجئ للاعب؟
أي لاعب يبذل مجهود كبير فوق أرضية الميدان فهو معرض للازمة القلبية وهي أخطر الحالات التي قد تعرضه للوفاة سيما بالنسبة للاعب الذي يتمع بلياقة عالية وعليه فحدوث أزمات حادة تستدعي توفر سيارة إسعاف مجهزة بجهاز المساعدة على التنفس الإصطناعي للحفاظ على إستقرار الحالة حيث يتعين على إخصائي في الإسعافات الإسراع بالمصاب لإنقاذه من الموت بمجرد سقوطه في الميدان وفي حالة تواجد سيارة الإسعاف في مكان الحادث فيمكن إنقاذ ما نسبته 50٪ من حالات تعرض اللاعبين للأزمات القلبية الحادة وغياب الوسائل المذكورة فإن 100٪ من المصابين معرضين للوفاة أثناء نقلهم إلى المستشفى مثلما حدث للمرحوم بوحزب
لو طلبنا منك تصنيف التخصصات الطبية في النوادي حسب الأهلية بماذا ستبدأ؟
الأكيد أن عمل الطاقم الطبي يرتكز أساسا على دور الطبيب المختص في الإسعافات بإعتباره أول من يستقبل الحالة إضافة إلى أخصائي طبيب العظام اللذان يجب أن يتوافرا في الطاقم الطبي للفريق ولو تحدثنا بمفهوم الإحترافية فعدة تخصصات مطلوبة في هذا الجهاز كما ذكرت سالفا.
ألا تعتقد أن أخصائي علم النفس التربوي يقوم بدور كبير في الرفع من مستوى اللاعب بالرغم من أن الأندية لاتعتمد على التخصص في جهازها الطبي؟
- أعتقد أن الإستعانة بأخصائي في هذا المجال جد ضرورية في الوقت الراهن خصوصا مع بلوغنا المستوى الإحترافي بدليل أن بعض النوادي الأوروبية تعتمد على طبيبين في علم النفس التربوي لأن المدرب متخصص في الجانب التقني ولا يمكنه أن يتحول إلى طبيب نفساني وهناك عمل متكامل بين المدرب والأخصائي في علم النفس وكل واحد في إطار تخصصه
ومن الضروري الإستشارة برأي الطبيب وعدم تجاوز صلاحياته المتمثلة في الحفاظ على سلامة اللاعبين وأذكر أنه سبق لي و إختلفت مع المدرب لكاك عندما كان يقود فريق مولودية وهران حول إقحام لاعب مصاب في الركبة في إحدى مبارياته رغم أنني قمت بتحرير تقرير طبي يمنع اللاعب من اللعب لكن الأمور لم تتطور وتفهم المدرب الوضعية وإنتهت المسألة
كيف تتم المتابعة الطبية للاعب لتفادي تفاقم الإصابات؟
- من المفروض أن يبقى اللاعب على إتصال دائم بالطبيب ويجرى الفحص والتحاليل اللازمة لتجنب المضاعفات الخطيرة الناجمة عن نقص المتابعة كما على الطبيب أيضا تدوين ملاحظاته على الدفتر الطبي منذ إلتحاقه بالفريق أو منذ مزاولته للرياضة في الأصناف الدنيا للأسف لم تعد تعترف النوادي بهذا الجانب
ما هي أهم التطورات الحاصلة في مجال الطب الرياضي؟
رغم أننا بعيدين عن المستجدات الحاصلة في هذا المجال إلا أن هناك بعض الدول العربية كقطر تنتهج أساليب جد متطورة في إجراء الإختيارات والفحوصات الطبية اللازمة منها على وجه الخصوص إعتماد وسائل يتم إلصاقها في جسم اللاعب والتي تحدد حالته الصحية دون الحاجة إلى إجراء الفحوصات العادية.
ما هي الإجراءات المتخدة من قبل القائمين على شؤون القطاع للنهوض بالطب الرياضي؟
-بمواكبة التطورات الحاصلة في هذا المجال يجب إستفادة المختصين من التربصات لرسكلة الأطباء والإحتكاك مع الأجانب من أجل تبادل الخبرات ومسايرة الإحتراف في الطب الرياضي واستحسن في هذا السياق إقدام الإتحادية الجزائرية على توزيع كتب على الأطباء للإطلاع على القوانين المعمول بها في الطب الرياضي .
ما هي السبل الكفيلة لرد الإعتبار لمهنة الطبيب في النوادي الرياضية؟
-يؤسفني أن أقول لكم أن الطبيب يعمل مجانا مع النوادي لذا من المفروض أن يتم إحصاء الأطباء الذين يعملون في الفرق الرياضية وتدوين أسماءهم لدى »الفاف« ويجب أن يتحصلوا على راتبهم نظير القيام بهذه المهنة النبيلة خاصة وأنه يقوم بدور كبير لتحسين مستوى اللاعبين.
هل تقصد أن الأطباء لا يملكون عقود تربطهم مع النوادي؟
أغلب الأطباء المتعاملين مع الفرق الرياضية تربطهم عقود معنوية فأنا شخصيا كنت إخترت العمل مع المولودية حبا في الفريق وليس لأغراض أخرى ولكنني توقفت لضيق الوقت ولأنني مرتبط بعملي في العيادة ومع ذلك مازلت استقبل اللاعبين من مختلف النوادي.
بولوجنا عالم الإحتراف هل يمكن أن تتحسن الأمور في هذا المجال ؟
- للوصول إلى مستوى الأوروبي يتطلب المزيد من الوقت إن لم نقل نحن بحاجة لسنوات من أجل مسايرة الإحتراف فحاليا الإتحادية هي بصدد تطبيق السياسة الإحترافية على أرض الواقع ولإعداد طاقم طبي مؤهل في أي فريق رياضي سابق لآوانه
بماذا تنصح مسؤولي الفرق الرياضية لتسهيل عمل الطاقم الطبي؟
أبسط الأمور التي يجب إتباعها على الأقل في الوقت الراهن هي إعداد بطاقية حول كل لاعب لتسهيل عمل الطبيب خاصة وأن الأخصائي في هذا المجال هو من يتكفل بالتحضير الفردي للاعب قبل الإندماج في المجموعة والخبرة تلعب دورا في هذا المجال خصوصا بالنسبة للمدرب الذي يملك شهادة تدريب أو شهادة من »الفاف« ويدرك جيدا أهمية التحضير الفيزيولوجي لملاعب
هل سبق لك أن تلقيت حالات طارئة تسببت في ضياع المشوار الكروي للاعب ؟
هناك حالة للاعب من رائد غرب وهران الذي تعرض لإصابة خطيرة على مستوى الكاحل تسببت في حرمانه من اللعب وهناك حالات مماثلة كانت ضحية غياب المتابعة أو لسوء التدخل الإستعجالي ونفس الشأن بالنسبة للاعب ميصابيح
ماهي عواقب إستعمال المنشطات بالنسبة للرياضيين عموما
-تناول العقاقير أثناء الممارسات الرياضية تشكل خطورة كبيرة على صحة اللاعب وبحكم خبرتي في هذا المجال حيث سبق لي وأن كنت عضوا في لجنة الكشف عن المنشطات في المنافسات فإن إستعمال هذه المواد تؤدي إلى توقف نبضات القلب فضلا على أن هناك أدوية مماثلة يستعملها الطبيب لعلاج المصاب ويتعين عليه الإستفادة من الراحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.